خلق الله الإنسان ليعمر الأرض ويصلح فيها ويعبد الله حق العبادة، لذلك كان يرسل الله تعالى أنبيائه ورسله لكي يذكرون الناس من حين إلى أخر بالخالق وحقه في العبادة وطريقتها وخصائصها، وسنتعرف في هذا المقال على كل ما يخص العبادة في الإسلام .
العبادة : تعني الطاعة واظهار الخضوع والتذلل لله تعالى في محبة ورضا، واطاعة أوامره، والابتعاد على ما نهى الله عنه وحرمه، وعبادته وحده لا شريك له وللعبادة الكثير من الصور والصفات
العبادة في الإسلام: فرض الله على المسلمين عبادته والتوحيد به عن طريق فرض أركان الإسلام الخمس التي يستطيع المسلم عبادة الله من خلالها، كما أعطاهم الفرضة لزيادة الثواب من خلال بعض الأعمال المحببة والتي ليست فرض على العباد ولكنها تقرب من الله كالنوافل والسنن النبوية والأعمال الصالحة حيث قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).
الغاية من العبادة:
فرض الله تعالى العبادة على المسلمين، وذلك من أجل الإنسان نفسه فسبحانه غني عن العالمين، حيث يساعد التقرب من الله على الشعور بصافي القلب وراحة النفس، وتجعله يشعر بالرضا، كما أن القرب من الله يجعل الإنسان يبتعد عن المعاصي والذنوب، ويجعله يسعى لفعل الخير فروح الإنسان غذائها الطاعة ومناجاة الله، مما ينشر الخير بين الفرد والمجتمع ليتحول إلى مجتمع صالح وانتشار الفضائل والقيم الحميدة، حيث قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ).
قبول العبادة:
الله لا يقبل سوى العبادة الصالحة الذي يقوم بها العبد بقلب راضي، وبإخلاص وحب لله تعالى، حيث قال سبحانه تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)، وأن يتبع شرع الله ولا يفعل ما حرمه الله ويتبع ما جاء في القرآن والكريم وسنة رسوله، والله لا يفرق بين عباده، فقد اشتكى بعض الصحابة من ضيق حالهم، وتسائلوا أن الأغنياء يصلون كما يصلون، ويزيد عليهم بإخراج الصدقة والزكاة، فقال صلى الله عليه وسلم: (أليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميده صدقة، وكل تهليله صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة).
أنواع العبادة :
– العبادة البدنية: وهي الفروض التي فرضها الله على المسلمين وتتلخص في أركان الإسلام الخمس حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ) رواه البخاري ومسلم.
– العبادة القلبية: وبدايتها الإيمان بالله والتوحيد أن لا إله إلا الله، ويكون هذا الإيمان نابع من القلب، والشعور بالصدق في طاعة الله وحب الله والخوف منه والتوكل عليه، ولا يظهر ما يخفيه في قلبه من ايمان.
–العبادة القولية: يقصد بها النطق ببعض الكلمات التي بقصد بها التقرب من الله مثل النطق بالشهادتين، وكثرة الاستغفار، وذكر الله، والدعاء لله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وقراءه القرآن الكريم، وقول المواعظ أو قول العلم النافع.
– العبادة بالتعامل: وهي تعبر عن طريقة تعامل الشخص المسلم مع الناس عن طريق صفاته الحميدة التي يأمر الإسلام بها، كالصدق والأمانة ومساعدة الآخرين والابتسامة في وجه الآخرين والكثير من التعاملات التي امرنا بها الدين الإسلامي.
خصائص العبادة:
– يجب أن تكون العبادة شاملة كل أركن الإسلام، فلا يجوز أن تصو ولا تصلى.
– يجب أن يخلص العبد في عبدته حتى يتقبلها الله منه، ويعطي لكل عبادة حقها ووقتها الكافي.
– يجب أن تكون النية في العبادة ابتغاء لوجه الله فقط، مثلا اخراج الزكاة ليقول الناس أن تزكي وأنك من الصالحين.