الاستخارة لغوياً طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ وصلاة الاستخارة هي طَلَبُ الْخِيَرَةِ من الله عز وجل، وتكون بأن يصلي المسلم ركعتين من غير الفريضة ويسلم، ثم يحمد الله ويصلي على نبيه، ثم يدعو بنص الدعاء الذي رواه البخاري
«اللهُمَّ إنِّي أسْتَخيرُكَ بعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فضلِكَ العَظِيم، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ، اللهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هذَا الأمرَ خَيرٌ لي في دِيني ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمْري عَاجِلهِ وآجِلِهِ فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمري عَاجِلِهِ وآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ.»

ما هي الاستخارة

يعني مفهوم الاستخارة في اللغة طلب الخيرة في الشيء ، وتُعرف اصطلاحًا بمعنى طلب الاختيار ، ولذلك فإن صلاة الاستخارة تكون من أجل طلب تحديد الخير من الشر للأمر الواقع فيه الإنسان في حيرة ؛ حيث أنه لا يستطيع تحديد ما يمكن أن يكون خير له ، وقد علّم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة كيفية الاستخارة ومدى أهميتها في كافة الأمور الحياتية لأن الله تعالى هو الأعلى والأعلم بكل شيء.

الحكمة من مشروعية صلاة الاستخارة

تتجلى حكمة صلاة الاستخارة في العديد من الأمور ، ومن أهمها :

تعمل صلاة الاستخارة على تحقيق معنى العبادة للمولى عزّ وجل ؛ حيث أنها تتضمن الخضوع له واليقين في قدرته وإظهار الضعف بين يديه من خلال استعطافه سبحانه وتعالى وطلب الخيرة منه ، وهو ما يحقق مفهوم التوحيد لله الواحد القهار ؛ حيث أن الله تعالى خلق الإنس والجن بهدف العبادة والتوحيد ، وقد قال الله تعالى في سورة الذاريات “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)”

تشمل صلاة الاستخارة الوصول إلى معنى الإيمان ؛ حيث أنها إقرار بأن الله تعالى هو الذي بيده مقاليد الأمور ، وهو الذي يعلم الغيب في السماوات والأرض ، ولذلك فإنه عزّ وجل يقدر على اختيار الخير لعبده ، ويكون هذا تحقيق لتوحيد الربوبية ، وهو القائل سبحانه في سورة الأنعام “وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ(59)”

تشير صلاة الاستخارة إلى ثقة العبد بالله والرضا بقضائه في كل الأحوال ، وفي ذلك توكل على الله تعالى والاطمئنان لاختياره واليقين في الحصول على أفضل الأمور ، وبذلك تطمئن القلوب وتستريح النفوس وتطرد الهموم والضعف والخوف ، وفي ذلك تحقيق لأحد أركان الإيمان وهو الرضا بقضاء الله تعالى دون خوف أو شك

تؤدي صلاة الاستخارة إلى حصول العبد على التوفيق من الله تعالى ، وإذا قدر الله التوفيق لعبده ؛ فيكون بذلك قد حصل على نعمتين وهما استجابة الله تعالى لدعائه ؛ حيث أن ذلك خير عظيم للعبد لأنه يدل على صلاح العبد بإذن الله تعالى ، أما النعمة الثانية فهي حصوله على التوفيق من الله في الأمر الذي استخاره فيه ، وبالتالي الوصول إلى الخير والتوجيه الصحيح بدلًا من الوقوع في الهلاك أو الضياع نتيجة لسوء الاختيار.

كيفية صلاة الاستخارة

تتم صلاة الاستخارة في خطوات يكون أولها الوضوء ؛ وهو وضوء الصلاة المعروف ، ثم استحضار النية قبل الشروع في الصلاة ، ومن ثَم تبدأ الصلاة وهي عبارة عن ركعتين ، ومن السُنة أن تُقرأ سورة الكافرون في الركعة الأولى وسورة الإخلاص في الركعة الثانية ، وبعد الانتهاء من الصلاة يتم التسليم ، ثم يتم التضرع إلى الله باستحضار عظمته وقدرته والقيام بقراءة الدعاء الذي يبدأ بحمد الله تعالى والثناء عليه ، ثم ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن الأفضل ذكر الصلاة الإبراهيمية التي تقال في التشهد ، وبعد ذلك تتم قراءة دعاء الاستخارة الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي النهاية تُذكر صيغة الصلاة على النبي كما ذُكرت في بداية الدعاء.