الصلاة هي عماد الدين ، و لا تسقط عن تاركها مهما كانت درجته و مكانته عند الله ، و على الرغم من ذلك فأن هناك بعض الأماكن التي يوضع العلماء الكراهة في الصلاة فيها و قد نهي عنها .

أماكن منعت الصلاة فيها
الصلاة في المقابر
تعد المقابر من بين الأماكن التي منعت فيها الصلاة ، حيث أن الحنفية قد قالوا أنها مكروهة ، و ذلك اعتمادا على قول رسولنا الكريم ، حين قال أنها من المحتمل أن تحمل نجاسة ، أما عن المالكية فقد رأوا أن الصلاة في المقابر مسموحة إذا كان موضع الصلاة طاهر ، فيما ذهب بعض المفسرين التابعين للمالكية إلى أن الحديث يشير إلى مقابر المشركين ، أما عن الشافعية فوجدوا أن كراهة الصلاة في المقابر تطبق على المقابر المنبوشة فقط ، كذلك فالحنابلة قد اختلفوا حول هذا الأمر ، فالبعض وجد أنه مكروه لكونه نجس و البعض رأى غير ذلك .

الصلاة في قارعة الطريق
الصلاة في قارعة الطريق مكروهة عند جموع العلماء بمختلف المذاهب ، و ذلك نظرا لكون من يصلي في قارعة الطريق سوف يكون محطا للمارة ، و بالتالي فهذه الصلاة غالبا يذهب عنها الخشوع الذي هو أساس و سر الصلاة ، و لكنهم لم يحرموا هذا الأمر في حالة الضرورة ، بشرط أن يكون المكان طاهر .

الصلاة فوق الكعبة
اجتمع الأئمة الأربعة حول النهي عن الصلاة فوق الكعبة ، و اعتبروه هتكا لحرمة بيت الله الحرام ، و قد اباحوا الصلاة في النوافل فقط بداخل الكعبة و ليس فوقها ، و ذلك اعتمادا على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى ركعتين بداخل الكعبة ، و السبب في كراهة هذا الأمر هو صعوبة استقبال القبلة .

الصلاة داخل الكنيسة
ذهب جمهور العلماء إلى أن الصلاة بداخل الكنائس أمر مكره ، و قد قالوا أنها مأوى الشياطين ، لاحتوائها على العديد من التماثيل و الصور ، هذا إلى جانب أنها يصعب فيها الخشوع ، في حين أن الحنابلة كان رأيهم أن الصلاة في الكنيسة صحيحة إذا كانت نظيفة ، و بقية العلماء وافقوا على الصلاة فيها تحت ظروف ، و منها الهروب من العدو أو البرد القارص أو الهروب من حيوان ضاري .

الصلاة في معاطن الإبل و المزابل و المجازر و أماكن الحمام
وجد الأحناف أن الصلاة في المجازر و المزابل مكروهة ، و ذلك لكون هذه الأماكن مواضع نجاسة ، كذلك معاطن الإبل لأنها لا تخلو من النجاسة ، و ذلك اعتمادا على قول رسولنا الكريم صلوا في مرابض الغنم و لا تصلوا في معاطن الإبل ، ربما لأن الإبل من الممكن أن تبول على المصلي .

أما عن الشافعية فقد اكرهوا الصلاة بمحاذاة المجازر و المزابل ، في حين منعهم تمام للصلاة بداخلها ، و ذلك لأنها مواضع نجس ، في حين ذهب البعض منهم إلى أن أرض الله كلها مساجد إلا المقابر و الحمامات .

أما عن الحنابلة فقد رأوا أن هناك سبعة أماكن يمنع فيها الصلاة ، و منها ظهر بيت الله و المقابر و المجازر و المزابل و الحمامات و أماكن الإبل و الطرق ، و لم يفرقوا مطلقا بين التواجد في أماكن الحمام و أماكن الإبل ، و منعوا القياس تمام في هذه الحالة .

الصلاة في الأرض المغصوبة
ذهب جمهور العلماء كله عدا الشافعية ، لكون الصلاة في داخل الأرض المغصوبة ، حرام شرعا ، أما عن الشافعية فقد أجازوا الصلاة بها شريطة أن تكون طاهرة ، أما السبب في الكراهة فهو اعتمادا على قول رسول الله صلى الله عليه ، من ظلم قيد شبر طوقه الله من سبع أرضين .