أنزل الله عز وجل الدين الإسلامي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون هو خاتم المرسلين ويصبح الإسلام الدين الوحيد الموجه للعالمين، وقد وضع الله في ذلك الدين الكثير من الأسس والمفاهيم الخاصة بالبشر بشكل عام، ومن بين أشهر المصطلحات التي أكد عليها الدين الإسلامي للمسلمين وأن يتعاملوا به مع البشر هو مبدأ المساواة وأن الناس جميعا سواسية أمام الله عز وجل في الحياة الدنيا وفي الآخرة وأن الجميع سوف يحاسب بنفس الطريقة ولا فرق بين شخص وآخر.
مفهوم المساواة في الدين الإسلامي
كلمة المساواة في الدين الإسلامي تعنى أن الناس جميعا متساويين أمام شرع الله عز وجل وأن الجميع متساويين في الحكم فالدين الإسلامي لا يعرف التفريق بين أشراف الناس وغير الأشراف وبين الغني والفقير أو القوي والضعيف الجميع يقف سواء أمام الله عز وجل عند الحساب، وقد نجد أن السنة النبوية مملوءة بالكثير من الأحاديث التي أكد بها الرسول صلى الله عليه وسلم أن الناس سواء أمام الحكم وأمام عدل الله فقد حلف الرسول أن لو فاطمة ابنته سرقت وهي الأقرب لقلبه أقدم على قطع يدها.
وهذا دليل واضح على أنه لا يوجد فرق بين ابنة الرسول وبين من يقدم على السرقة الجميع سواء أمام الحكم وعدل الله عز وجل.
المساواة بين الجنسين في الإسلام
من بين القضايا الشائكة التي تطرق لها الدين الإسلامي أيضا منذ نزوله هي المساواة بين الرجل والمرأة أمام الله عز وجل والمساواة هنا في الأعمال ونجد أن الكثير من الآيات قد أقرت الأمر أنه من عمل صالحا من الرجال والسيدات سوف يكون لهم نفس الجزاء من الله عز وجل، ولكن لا يوجد مساواة بين الرجل والمرأة في الزواج حيث تحتاج المرأة إلى ولي أمر ينوب عنها عند الزواج بينما لا يحتاج الرجل إلى ذلك الأمر ويقدم على الزواج بنفسه من المرأة.
كما أن الطلاق قد وضعه الله عز وجل بيد الزوج لا الزوجة وهنا نجد أنه من الصعب أن تقوم بالمساواة بين الرجل والمرأة في أمور لا تخص الدين ولكنها تخص الحياة بشكل عام، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوصى بالأم ثلاثة مرات ولكن وصي بالأب مرة واحدة دلالة على قدر المرأة في الإسلام وغيرها من الأشياء التي تظهر مكانة الرجل والمرأة في الدين الإسلامي ولكن لا يوجد تفريق في العمل الصالح بينهم فيقبل الله عز وجل التوبة والصلاة والصوم وكافة العبادات من الجميع بدون تفريق.
أشكال المساواة في الدين الإسلامي
شكال مختلفة ومتنوعة من المساواة في الدين الإسلامي والتي من بينها المساواة في الشريعة أو المساواة في القيم الإنسانية والمساواة بين المسلم وغير المسلم والمساواة في التوظيف وغيرها من الأنواع المختلفة التي تخص المساواة من وجهة نظر الدين الإسلامي، وقد أكد لنا الله عز وجل أنه لا فرق بين شخص وآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح الذي يقوم به فقط، كما أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا من ذكر أو أنثي.
وعلى عكس الشرائع السماوية الأخرى التي قد سبقت الدين الإسلامي فقد جاء ليساوي بين الناس وبعضهم البعض وان الجميع لديهم كافة الحقوق من الحق التملك وحق التعليم والحق في إبداء الرأي والكثير من الحقوق الأخرى وقد أمرنا الله عز وجل والرسول أيضا بأن تسود المساواة في الحياة بين البشر وبعضهم البعض، وقد نجد أن جميع الصحابة والخلفاء الذين جاءوا في حكم المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عملوا على مبدأ واحد وهو المساواة بين الناس.
وتجدر الإشارة إلى أن الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي سما بالمسلم وقد كرمه كما أنه ازال الفوارق والطبقات بين الناس لذا فقد شاهد المزيد من الخصومات والعداوة من كبار القوم حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نجد اليوم أن الكثير من الناس يفهمون مبدأ المساواة بشكل خاطئ ويستخدمونه في الأغراض الخبيثة حيث نجد أن الكثير من الناس يلجأون إلى فهم فكرة المساواة بين الرجل والمرأة بما يتناسب مع أهوائهم وهو ما يدمر عقائد الدين الإسلامي عند البعض ويجعل الناس يقدمون على المعاصى وما يغضب الله عز وجل.