قال الله تعالى: "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". ومن منطلق مبدأ المعرفة الذي نصت عليه هذه الآية الكريمة، اهتم العلماء المسلمون منذ القدَم بالأنساب ودراستها. ورغم أن المعرفة بالأنساب كانت إحدى السمات البارزة للعصر الجاهلي، إلا أن الهدف منه في ذلك العصر هو التفاخر بالنسب، وتأكيد الروابط والأحلاف القبلية، وليس التعارف كما نص القرآن الكريم.
النسب في الدين الإسلامي
إن النسب في الدين الإسلامي وفي الشريعة الإسلامية واحد من الأمور التي لها أهمية كبيرة وربما السبب الأساسي لها هو أن الدين الإسلامي من خلاله منع وكافح مشاكل الزنا المختلفة التي أدت إلى وجود مشاكل تصل لحد القتل في الدين الإسلامي وحتى يومنا هذا، كما أنه من المظاهر التي ساهمت في احترام النسب بالدين الإسلامي هو تحريم التبني من قبل رسول الله حيث دمج أحد الأطفال من أي مكان إلى أعضاء الأسرة ويصبح له الحق في الاسم والميراث والاختلاط.
الأمور المترتبة على النسب
أما عن النسب وحفظه فقد ترتب مختلف الأمور الكثيرة التي منها ما يلي:
الميراث، فالميراث يجب أن يكون له علاقة بالرحم، حيث يرث من يستحق ولا يرث من لا يستحق، ويكون هذا الأمر من خلال تحديد النسب
ثبت عن عدم احترام النسب أنه يترتب عليه جواز الخلوة أو الرؤية الزينية، بالإضافة إلى جواز السفر وتلك الأشكال بأكملها قد تم تحريمها في العالم الإسلامي
أنه السبب في تحريم الزواج بين الأخوات
ينتج عن قضايا النسب بعض قضايا الدية أو القتل من خلال الطرفين
يكون السبب في استحقاق التربية لمن لا يستحقها
البر والصلة للرحم لا تكون في الهيئة الصحيحة لها، وبالتالي فلا تكون صلة الرحم في المكان الصحيح لها.
اختلاط الأنساب جريمة إنسانية
تعد مشكلة اختلاط الأنساب واحدة من أكبر المشاكل الإنسانية التي قد يكون الحديث فيها أمر مستفز للبعض من الأفراد، ولكن تلك القضية من القضايا التي أوصانا بها الله عز وجل منذ فجر التاريخ، حيث وجب علينا حفظ النسل وعدم الخلط في الأنساب، وكان هذا الأمر من خلال قول الله عز وجل في كتابه الكريم: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)، كما قال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في هذا الأمر: (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، ومثراة في المال، منسأة في الأثر).
وبالتالي فإن حفظ النسب ضرورة إنسانية لا يجب أن نغفل عنها في يوم من الأيام حيث أنها من المشاكل التي سوف يظل العالم يتحدث عنها حتى يوم الدين ولن يتوقف الحديث عنها في يوم ما، حيث أن شرع الله عز وجل قد حرم الطعن في الأنساب، ويدل على هذا الأمر العديد من الآيات القرآنية، كما كان سيدنا أبو بكر الصديق عليه السلام خليفة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في علم الأنساب، وذلك من خلال المقام الأرفع والجانب الأعلى، بالإضافة إلى أن هذا الأمر لا يدل سوى على عظم تلك المهنة وأهميتها.
كما أنه في علم النسب فقد حدثنا أبو محمد عبد الله بن ربيع التميمىّ قال: أن أبو بكر محمد بن معاوية القرشي الهاشمي: أن أبو عبد الله الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: حدثنى أبى: أن أبو ضمرة أنس بن عياض: أن عبد الملك بن عيسى الثقفي، عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث، عن أبي هريرة قال: قال لنا رسول الله : “تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم؛ فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأجل، مرضاة للرب”.
علم الأنساب في العالم الحديث
أما عن علم الأنساب في العالم الحديث فقط ترتب عليه العديد من الأحكام الشرعية، والتي تمثلت في اهتمام أحد المحدثون بترجمة الرواة ومعرفة أنسابهم جميعا، كما كان علم التاريخ للرجال شاهد على هذا الأمر من علم الأنساب، بالإضافة إلى أن علم الأنساب هو من العلوم التي تم تسجيلها في أيام النبي كما أوضحنا من أجل حفظ النسل وتم الاعتماد على نوع معين من البشر لتسجيل الأنساب وايضا تكافؤ النسب .
وبالتالي فكان من المفترض أن يتم الاهتمام بهذا العلم أيضا في العلم الحديث، حيث كان آل البيت لهم العديد من الحقوق على الأمة ويجب أن نقوم بإحياء علومهم.