لقد خلق الله تعالى الإنسان حتى يعبده، وجعل الله تعالى أمام الناس طريق الجنة وطريق النار وعلى الإنسان أن يبذل كل جهد في الابتعاد عن طريق النار والوصول إلى طريق الجنة ويكون ذلك بالقيام بالعبادات والطاعات المفروضة على المسلم لما في العبادة من أثر كبير على حياة المسلم كما سوف نوضح لكم.

العبادة

قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾، هذه الآية الكريمة تبين أن الله تعالى خلق الإنسان والجان بهدف عبادته والتوحيد به والإيمان به سبحانه.

– لأن العبادات لها صور متعددة فقد قام الله تعالى بإرسال الرسل والأنبياء إلى الناس حتى يعلموهم أمور دينهم ويعرفوهم بوجود الله الواحد الأحد، ولهذا فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾.

– ويجب على كل العلماء والدعاة في الإسلام أن يوضحوا للناس العبادات المطلوبة منهم وكيف يمكن أن يؤدوها والشروط التي يجب أن تتوفر فيها حتى تقبل هذه العبادة، وما هي مفسدات العبادة أو منقضاتها.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إِنَّكَ تَقْدَمُ على قَوْمٍ أَهْلِ كِتابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إِليه عِبَادَةُ الله، فإِذا عَرَفُوا الله فَأَخْبِرْهُم أَنَّ الله قد فَرضَ عليهم خَمْسَ صَلَواتٍ في يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فإِذا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الله فَرضَ عليهم زَكاةً مِنْ أَمْوالِهِمْ، وَتُرَدُّ علَى فُقَرائِهِمْ، فَإِذا أَطاعُوا بِها فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرائِمَ أَمْوالِ النَّاسِ)).

مفهوم العبادة في الإسلام

– قال الرازي عن مفهوم العبادة (أصلُ العُبوديةِ الخُضوعُ والذُّلُّ، والتَّعبيد التَّذليل، يقال: طريقٌ مُعبَّد، والتَّعبيد أيضًا الاستعباد، وهو اتِّخاذ الشَّخص عبدًا، والعِبادة الطَّاعة والتَّنسُّك)

– العبادة في الاصطلاح هي تعني كل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من القول والفعل وهي امتثال لأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.

-اقال – تعالى -: ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾ فمن هذه الآية الكريمة توضح أنه ليس من حق أي إنسان أن يشرع في الأديان السماوية أو يضع لها أي قواعد لأنها ليست ملك البشر.

اثر العبادة في حياة المسلم

هناك أثر عظيم من العبادة في حياة المسلم مثل:

– عبادة الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر.

– عبادة الصوم تعين الإنسان على التقوى وتقويها.

– عبادة الزكاة هي فريضة تجعل المسلم يشعر بأخيه المسلم المحتاج مما يعمل على تقوية الروابط الاجتماعية بين الناس.

– فريضة الحج هي الفريضة التي تعمل على تقوية صلة العبد بربه وتزكي النفس وتحسن الأخلاق.

– الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقي المجتمع من الوقوع في المفاسد والسلوكيات المنحرفة.

أنواع العبادة

هناك الكثير من الأنواع المختلفة التي تقع تحت اسم العبادة ومنها:

–  الدعاء: قال – تعالى -: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾[9]، وقال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الدُّعاءُ هو العِبادةُ)).

–  الخوف: قال – تعالى -: ﴿ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين ﴾.

– الرَّجاء: قال – تعالى -: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾.

– الاستعانة: قال – تعالى -: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾.

– الاستغاثة: قال – تعالى -: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾.

– الصَّلاة: قال – تعالى -: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾.

– الصَّوم: قال – تعالى -: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

– الزَّكاة: قال – تعالى -: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾.

– الحجُّ: قال – تعالى -: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾.

شروط قبول العبادة

حتى يقبل الله تعالى العبادة من الإنسان يجب أن تتوفر فيها بعض الشروط مثل:

– الإخلاص والمقصود به عبادة الله وحده لا شربك له والدليل على ذلك من القرآن الكريم﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾.

– المتابعة: والمقصود بها الاقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم مخالفة الشريعة الإسلامية والسير على نهج السنة النبوية وذلك امتثال لأوامر الله تعالى عندما قال في كتابه العظيم ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾.