شهوات النفس هي السبب الحقيقي وراء ارتكاب الكثير من المعاصي و الذنوب ،و لذلك من الضروري أن يبحث الانسان عن الطرق ،و الوسائل التي يمكنه الإعتماد عليها من أجل ضبط النفس عن الشهوات ،و خلال السطور القليلة القادمة سوف نتعرف على مجموعة من هذه الطرق فقط تفضل عزيزي القارئ بالمتابعة .
نبذة عن الشهوات و أنواعها .. خير ما نبدأ به حديثنا أن نتذكر قول المولى عزوجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ، قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) صدق الله العظيم .. يتضح لنا من خلال الآية الكريمة أن هناك عدة أنواع من الشهوات ،و من أبرزها
* النوع الأول .. الشهوة الجنسية ،و هي عبارة عن شهوة الرجل للمرآة ،و العكس .
* النوع الثاني .. الرغبة في انجاب الذكور أو البنين .
*النوع الثالث .. امتلاك الأموال .. ( الذهب – الفضة )
*النوع الرابع .. القوة ،و السلطة .. ( الخيل المسومة )
* النوع الخامس .. الطعام ،و الشراب .. ( الأنعام و الحرث )
أقرأ : آثار المعاصي و الذنوب و طرق التخلص منها
كيف يمكن ضبط الشهوات .. الشهوات من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى هلاك الفرد ،و ارتكابه الكثير من الذنوب و المعاصي ،و لكي ينجح الفرد في ضبط الشهوات يمكنه الإستعانة بهذه الطرق :-
* الحرص على تجنب المعاصي ،و الذنوب و الإبتعاد عن كافة الطرق التي تؤدي إليها فمثلاً يجب على الفرد أن يتجنب الإستماع إلى الأغاني ،و مشاهدة الأفلام و المسلسلات ،و عليه أن يتحلى بالصبر ،و يلزم الدعاء في كل وقت و حين ،و هو على يقين بأن الله سبحانه ،و تعالى سيستجيب له و سيرشده إلى طريق الصواب و الهدايه .
* الإبتعاد عن أصحاب السوء الذين يفضلون السير في طريق المعصية لأنهم حتماً سيدفعون أصدقائهم إلى ذلك ،و على الفرد أن يحرص على اختيار أصدقائه بدقة ،و عناية شديدة ،و يجب أن يتمتعون بالاخلاقة الحميدة ،و السمعة الطيبة .
* الإستعانة بالله سبحانه ،و تعالى ،و الحرص على اداء الفرائض و العبادات كالصلاة ،و الصوم ،و على الشباب أن يجتهدوا لاشباع رغباتهم الجنسية عن طريق الحلال ،و ذلك بالزواج ،و هنا نتذكر هذا الحديث الشريف .. عن عبد الله بن مسعود قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم { يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .. ،و الحكمة من الصوم ليست الإمتناع عن تناول الطعام ،و الشراب فقط ،و لكن الإبتعاد عن كافة المعاصي ،و السيئات التي تغصب المولى عزوجل ،و على المسلم ،و المسلمة أن يلتزموا بعدم النظر إلى كل ما حرمه الله سبحانه و تعالى ،و هنا نتذكر قول الله عزوجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم .. قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} صدق الله العظيم .
* يجب أن ينشغل الإنسان بمستقبله و تحقيق أهدافه التي يسعى إليها ،و عليه ان يحرص على اكتساب العادات النافعة كممارسة التمارين الرياضية ،و قراءة الكتب ،و غير ذلك .
* من الضروري أن يحرص الفرد على ذكر الله سبحانه ،و تعالى في كل وقت وحين ،و أن يداوم على الإستغفار ،و تلاوة القرآن الكريم … فكل هذا يقربه من الله سبحانه ،و تعالى .
* على الفرد أن يراقب نفسه بنفسه ،و أن يدرك جيداً أن الله مطلع على كل ما يفعله .
* يمكن للفرد أن يعقد مقارنة بسيطة بين حاله إذا اتبع طريق الشهوات ،و حاله اذا ابتعد عنه ،و ذلك لأنه سيجد أن طريق الشهوات سيجعله يجني الكثير من المتاعب و الهموم ،و السيئات ،و السمعة السيئة ،و غير ذلك بينما الابتعاد عنها سيكسبه رضى الله و جنته ،و الشعور بالإطمئنان ،و الفوز بالكثير من الحسنات ،و التوفيق و النجاح في الكثير من امور حياته .