الحديث النبوي أو السنة النبوية عند أهل السنة والجماعة هو ما ورد عن الرسول محمد بن عبد الله من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو صفة خُلقية أو سيرة سواء قبل البعثة أو بعدها. والحديث والسنة عند أهل السنة والجماعة هما المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن.
عن صهيب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صل الله عليه وسلم يحرك شفتيه أيام حنين، بشيء لم يكن يفعله قبل ذلك، قال: فقال النبي صل الله عليه وسلم: «إن نبياً كان فيمن كان قبلكم أعجبته أمته، فقال: لن يروم هؤلاء شيء، فأوحى الله إليه: أن خيرهم بين إحدى ثلاث، إما أن أسلط عليهم عدواً من غيرهم، فيستبيحهم، أو الجوع، أو الموت، قال: فقالوا: أما القتل أو الجوع فلا طاقة لنا به، ولكن الموت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فمات في ثلاث سبعون ألفاً فقال: فأنا أقول الآن: اللهم بك أحاول وبك أصول وبك أقاتل».
رواية أخرى للحديث:
عن صهيب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلّ الله عليه وسلّم إذا صلى همس شيئًا لا أفهمه ولا يخبرنا به، قال: «أفطنتم لي؟ قلنا: نعم. قال: إنّي ذكرت نبيًّا من الأنبياء أعطي جنودًا من قومه، فقال: من يكافئ هؤلاء؟ أو من يقوم لهؤلاء؟ فأوحي إليه أن اختر لقومك إحدى ثلاث، إمّا أن نسلّط عليهم عدوًّا من غيرهم أو الجوع أو الموت، فاستشار قومه في ذلك، فقالوا: أنت نبيّ الله، فكلّ ذلك إليك، خر لنا، فقام إلى الصلاة وكانوا إذا فزعوا؛ فزعوا إلى الصلاة فصلّى ما شاء الله، قال: ثمّ قال: أي رب! أمّا عدوّ من غيرهم، فلا، أو الجوع، فلا، ولكن الموت، فسلّط عليهم الموت، فمات منهم في يوم سبعون ألفًا، فهمسي الّذي ترون أنّي أقول: اللهمّ بك أحول وبك أصول وبك أقاتل»
معاني المفردات:
الهمس: التكلم بكلام خفي لا يكاد يفهم.
وبك أقاتل: أي أعداءك.
وبك أحاول: أي أتحرك، وقيل معناه أحتال أي اصرف كيد العدو، واحتال لدفع مكرهم.
وبك أصول: أي أسطو وأقهر واحمل على العدو حتى أغلبه واستأصله.
شرح الحديث:
عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان يهمس بعد الصلاة في أيام غزوة حنين بكلام غير مسموع ولما سألوه عن همسه ذلك، قال صل الله عليه وسلم أنه تذكر ما كان من أمر نبي قبله ولم يذكر اسم النبي، وكان هذا النبي يعجب بقومه أو بجنوده في إحدى الغزوات ويقول لنفسه من يستطيع أن يهلكهم لما لهم من القوة والشأن العظيم فكان ذلك من العجب أو من الحسد، فأوحى الله تعالى إلى هذا النبي أن اختر لقومك إحدى ثلاث نوازل قد تنزل بهم، إما الموت، وإما غلبة عدوهم لهم وقتلهم، وإما أن يسلط عليهم الجوع.
فاستشار النبي قومه قبل أن يتخذ هذا القرار المصيري لهم، فقالوا له أنت نبي الله وأمرنا موكل إليك تعلم الخطأ من الصواب، فقام النبي إلى الصلاة وكان أمرهم إذا احتاروا في أمر أن يلجأوا إلى الصلاة حتى يلهمهم الله الصواب والرشاد، فصلى ما شاء من صلاته، وبعد أن فرغ من صلاته، خاطب ربه وقد اختار الموت وعلل ذلك بأن قومه لا يحتملون الجوع ولا القتل على يد عدوهم، فأنذل الله بهم الموت فمات في ذلك اليوم سبعون ألفًا منهم.
وبعد ذلك فسر لهم رسول الله بعد أن أنهى قصة هذا النبي أن ما كان يهمس به لدفع العجب عنهم هذا الدعاء « اللهمّ بك أحول وبك أصول وبك أقاتل» وفيه يلتجأ رسول الله إلى رب العزة في كل ما يفعل وهو من الافتقار إلى الله لدفع العجب والخيلاء بالنفس.
ما يستفاد من الحديث:
– ذم العجب، والخيلاء بالنفس.
– الافتقار إلى الله تعالى في كل ما نفعل أو نقول.
– فائدة الذكر في دفع الحسد وآثر العين.
– فائدة الذكر والدعاء بعد الصلاة.