خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ضعيفا بطبيعته، فمهما أوتي الإنسان من قوة يبقى ضعيف، واهن، عاجز أمام أبسط الشهوات والمغريات، ضعف الإنسان يشمل كافة الجوانب النفسية والبدنية، والعقلية والعاطفية والتركيبية، وذلك لأن الله زرع دخل كل منا الخير والشر بالإضافة للوساوس والأهواء التي تتصارع مع الخير الذي بداخله.
الشهوات
– تعريف الشهوات هي، ما يريد بها الإنسان عمل الدنيا والإقبال فيها دون استحضار الآخرة والجد في طلبها، أو هي طلب الدنيا والتعلق إلى الدرجة التي تشغلك عن ذكر الله سبحانه وتعالى والمواظبة على فرائضه وطاعته.
– الشهوة تعني شهيت الشيء، أو أردته قد تصف الرغبة في النساء، أو الرغبة في الطعام أو حب الذنب والمعصية.
– قال الله تعالى في كتابه العزيز عن الشهوة زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ.
مظاهر ضعف الإنسان
– قال الله سبحانه وتعالى عن طبيعة الإنسان في كتابه العزيز يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ولذلك العديد من المظاهر.
– قدرته على فهم الواقع الذي يعيش فيه بخباياه ومشكلاته وتركيبه المعقد.
– عدم قدرته على توقع المستقبل، ومعرفة ما سيجري فيه.
– العجز أمام حقائق الكون، سواء كان عجز عن إدراك الحقائق أو تفسيرها.
– المحدودية في الرؤية للزوايا التي تحيط به، وضعف البصيرة وإن كان أحيانا تصيب بعض التوقعات.
مظاهر ضعف الإنسان أمام الشهوات
– تعد المماطلة أمام الشهوات من صفات الضعفاء وهناك الكثير من الأمارات التي تدل على الضعف.
– في حالة القول للنفس أنني لا أتبع الشهوات إلا بمقدار الضرورة، فذلك غير صحيح.
– إن كان إتباع الشهوات بمقدار الضرورة لما كان الله سبحانه وتعالى حرمها ولكانت الشريعة قدمتها بمستحباتها.
– إن فرضنا أن المؤذن حين يؤذن لصلاة الإنسان لا يصلي وإنما يأكل، وكذلك المغرب حينما يؤذن المؤذن لا يصلي وإنما يأكل، فيقدم المصلحة الدنيوية على المصلحة الأخروية، وكثيرون يقدمون المصلحة الدنيوية حتى على الواجبات والمحرمات فضلا عن المستحبات والمكروهات.
– الإنسان ضعيف أمام الشيطان، رغم قول الله سبحانه وتعالى الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا.
– المقصد من الآية أن الإنسان أضعف من الضعيف وهو الشيطان، بالإضافة لضعف الرجال أمام النساء فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ.
طرق التغلب على الشهوات
– الحرص على الصيام باستمرار، فالصيام يكسر الشهوات وخاصة الشهوة الجنسية ويعمل كوقاية للنفس.
– قال الرسول صلى الله عليه وسلم يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ! مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ.
– التسلح بالإيمان الذي يعمل على زيادة أعمالك الصالحة ودفعك بعيدا عن أي شهوة أنت أسيرها.
– الالتزام بمنهج الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه الكريم، التي تدعو إلى محاربة النفس الأمارة بالسوء وهي من انواع النفس وشهواتها.
– الابتعاد عن مجالس المنكر وما يصاحبها من رفاق السوء، فالنفس الإنسانية ومهما بلغت من التقوى والإيمان تكون ضعيفة أمام الشهوات والمغريات في الحياة خاصة من يحثون الإنسان على اقتراف الشهوات التي لا تحل له، و يجب على المسلم أن يجتنب أماكن الفتنة لما تحفل به من المغريات التي قد تزل الأقدام بسببها، واجتناب رفقة السوء الذي يزينون المنكر في أعين الناس.
– قراءة الكتب الصالحة، فالكتاب هو خير صديق للإنسان للهروب من العديد من الأشياء مثل الشهوات أو الضغوطات وغيرهم.
– الانشغال بأمور حياتية وعدم ترك نفسك فريسة لشهواتك فالفراغ هو أكثر الأشياء التي تشجع على الشهوات والضعف أمامها.
– ذكر الله وطاعته من خلال تلاوة القرآن الكريم وحفظه، إقامة الصلوات في توقيتها لاستبدال لذة الشهوات بلذة القرب من الله سبحانه وتعالى واللجوء له فهو خير معين.
– التوبة إلى الله سبحانه وتعالى بقلب خاشع، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخطاء، كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطًّاءينَ التَّوَّابونَ.
– طلب الثواب بكثرة والإلحاح في طلب المغفرة حول السيئات، فالتزود بالحسنات له مفعول سحري يجعل الإنسان يثق في نفسه ويبتعد عن أي شهوات يقوم باللجوء إليها لإشغال نفسه فالشيطان عن طريق الشهوات يبعدك عن مغفرة الله.
– مجاهدة النفس وتهذيبها وتذكيرها دائما بأن الله يراقبنا ويجب أن نمتثل لأوامره ونتجنب نواهيه .