مما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية قول النبي –صلى الله عليه وسلم: "مخيريق خير يهود "، وذلك عندما جاءه خبر مقتل مخيريق في غزوة أحد، فما صحة هذه القصة ؟ وهل مخيريق خير يهود أسلم؟

 قال ابن إسحاق -رحمه الله: "وكان ممّن قُتل يوم أحد مخيريق، وكان أحد بني ثعلبة بن الفطيون، قال: لما كان يوم أحد، قال: يا معشر يهود، والله لقد علمتم أن نصر محمَّد عليكم لحقّ، قالوا: إن اليوم يوم السبت، قال: لا سبت لكم. فأخذ سيفه وعدّته وقال: إن أصبت فمالي لمحمد يصنع فيه ما شاء. ثم غدا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقاتل معه حتى قُتل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما بلعنا: "مخيريق خير يهود ". هكذا ساقه دون إسناد.

 ورواه ابن سعد عن الواقدي، وهو متروك. وعزاه الحافظ ابن حجر في (الإصابة)  إلى عمر بن شبّة عن الزهري مرسلًا، وفي سنده عبد العزيز بن عمران، وهو متروك عند الأكثر. وإلى الزبير بن بكّار عن محمَّد بن الحسن بن زَبَالة، وهو متروك أيضًا، قال الحافظ: كذبوه .

 وعلى فرض صحة القصة فإن المراد بخير يهود أي في تلك الغزوة، وإلا فإن خير من أسلم من يهود هو عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- وقد أخرج البخاري في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: "ما سمعتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول لأحدٍ يمشي على الأرض إنه من أهل الجنّة إلاَّ لعبد الله بن سلام ... ".

المراجع

كتاب: ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية