يمر الإنسان بالعديد من المواقف التي تثير غضبه ،و تتسبب في وقوعه في العديد من المشكلات ،و قد أوضح لنا الإسلام كيفية ضبط النفس عند الغضب ،و خلال السطور القليلة القادمة سوف نتعرف على ذلك تفصيلاً فقط تفضل عزيزي القارئ بالمتابعة .
نبذة عن الغضب ،و آثاره السيئة .. يقع الإنسان في العديد من المشكلات ،و الأزمات ،و يتعرض لمواقف محرجة تثير غضبه فيحمر وجهه ،و تزداد عصبيته ،و يبدأ في التحدث بألفاظ غير لائقة دون أن يدرك أن للغضب آثار سيئة فهي سبب في تدمير الكثير من العلاقات ،و ضياع الحقوق ،و تشيت الذهن ،و غرس الكراهية ،و الحقد في قلوب الأفراد و هو سبب أيضاً في إصابة الإنسان بالكثير من الأمراض ،و الجدير بالذكر أن الشريعة الإسلامية جاء لتنشر الأخلاقيات الفاضلة ،و نهذب النفس ،و تزرع الحب ،و التعاون ،و التراحم في قلوب العباد مما يقضي على العادات ،و الأخلاقيات الغير مستحبة .
أقرأ : مفهوم التربية الإسلامية و أهميتها
ضبط النفس عند الغضب في الإسلام .. جاء منهج الشريعة الإسلامية شاملاً لكل شيء مما يقود المسلم إلى الهداية و الصواب ،و من أبرز ما أوضحته كيف يمكن للمسلم أن ينجح في ضبط نفسه عند الغضب :-
* يجب على المسلم عند تعرضه لموقف أو مشكلة قد تثير غضبه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .. فالغضب من الشيطان ،و للتغلب عليه يجب الإستعاذة من الشيطان الرجيم ،و هنا نتذكر قول المولى عزوجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) صدق الله العظيم ،و أرشدنا النبي صلى الله عليه و سلم إلى ذلك ،و هنا نتذكر هذا الحديث الشريف .. عن سليمان بن صُرَد -رضي الله تعالى عنه و أرضاه- قال: كنت جالساً مع النبي -صلى الله عليه وسلم- و رجلان يستبّان و أحدهما قد احمر وجهه ،و انتفخت أوداجه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .
* من الضروري أن يحرص المسلم وقت غضبه على التحلي بالصمت حتى لا يقول كلاماً يندم عليه ،و يسيء لمن حوله ،و هنا نتذكر حديث النبي صلى الله عليه و سلم .. ( إذا غضب أحدكم فليسكت ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .
* يمكن للمسلم ألا يتقيد بحالة معين عند غضبه فمثلاً اذا كان قائماً يمكنه أن يجلس ،و هذا ما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه و سلم في حديثه الشريف .. ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .
* من الضروري أن يفكر المسلم في عواقب الغضب ،و أن يدرك جيداً أن الغضب قد يكون سبب في تدمير علاقته الطيبة بأقرب الناس إليه ،و قد يتسبب أيضاً في التأثير بالسلبعلى حالته الصحية ،و النفسية ،و غير ذلك .،و أن يذكر نفسه دائماً أن القوة ليست في الصراخ ،و الغضب ،و إنما في ضبط النفس ،و التمسك بالأخلاق الحميدة ،و يتأكد لنا ذلك من خلال هذا الحديث الشريف .. قال رسول الله صصلى الله عليه و سلم : «ليس الشديد بالصُّرعة، إن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .
* يجب على المسلم أن يكون واثقاً أن ضبط النفس من الأخلاقيات الفاضلة التي يجب عليه التمسك بها ،و أنه سينال على ذلك ثواب ،و أجر عظيم ،و يتضح ذلك من خلال هذه الآية الكريمة .. بسم الله الرحمن الرحيم ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) صدق الله العظيم .
* من الضروري أن يدرك المسلم أن الغضب لن يحل الأزمة أو المشكلة التي وقع بها ،و إنما قد يتسبب في تفاقم عواقبها ،و آثارها السيئة ،و بدلاً من العصبية ،و الغضب يمكنه أن يلزم الذكر ،و الإستغفار ،و يمكنه أن يصلي ركعتين ،و يدعو الله سبحانه ،و تعالى أن يفرج كربه ،و يشرح صدره .