سورة الاخلاص: هي أحد السور المكية التي انزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وهي من السور الصغيرة التي تتكون من أربعة آيات، ويبلغ عدد كلماتها خمسة عشر آية، ويبلغ عدد حروفها سبعة وأربعون حرفا، وتقع في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم في جزء عم، وهي السورة رقم مائة وأثنى عشر، وقد نزلت بعد سورة الناس.
فضل سورة الإخلاص:
– على الرغم من صغر عدد آيات سورة الاخلاص إلا أنها من السور التي لها فضل عظيم، وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بقراءتها ووصفها أن كثلث القرآن الكريم حيث قال (أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟) وكان يقصد سورة الإخلاص، وهي من السور التي كان يقرأها الرسول مع المعوزتين وهي من الأذكار النبوية.
– وهي من السور التي إذا أحبها شخص بصدق أحبه الله تعالى، حيث قالت عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ (قل هو الله أحد)، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟) فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أخبروه أن الله يحبه).
– ويقال أن من فضل قراءتها أن من يقرأها عشر مرات يبنى الله له قصراً في الجنة، وتمنع عذاب القبر، حيثقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة ).
سبب تسمية سورة الاخلاص بهذا الاسم:
– سميت سورة الإخلاص بهذا الاسم بسبب المعاني التي فيها، والاخلاص في العبودية لله عز جلاله، حيث تبدا من خلالها تبدأ العقيدة السليمة والايمان بالله الواحد الأحد التي لا شريك له، كما أن الله قد خصصها لنفسه ولم يتحدث فيها إلا عن ذاته سبحانه وتعالى.
– وهناك الكثير من الأسماء الأخرى لسورة الاخلاص إلا أن هذا الاسم هو الأشهر، فهي تسمى أيضا بصورة الصمد، وذلك لأنها السورة التي تخص الله الواحد الصمد، فلم يرد فيها سوى الحديث عن الله تعالى، كما تم ذكر كلمة الصمد في الآيات الكريمة.
– كما سميت بسورة المانعة، حيث روى ابن عباس أن الله تعالى قال للسول عندما عرج به: (أعطيتك سورة الإخلاص وهي من ذخائر كنوز عرشي، وهي المانعة تمنع عذاب القبر ولفحات النيران).
سبب نزول سورة الاخلاص:
– سبب نزول سورة الاخلاص أن الكفار ذهبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وطلبوا منه أن انسب لنا ربك فأنزل الله سورة الاخلاص، وقد قال أُبي بن كعب رضي الله عنه عن ذلك : (أنَّ المشرِكينَ قالوا لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: انسِب لَنا ربَّكَ، فأَنزلَ اللَّهُ تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ*اللَّهُ الصَّمَدُ)، والصَّمَدُ: الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ؛ لأنَّهُ ليسَ شيءٌ يولَدُ إلَّا سيَموتُ، ولا شيء يموتُ إلَّا سيورَثُ، وإنَّ اللَّهَ لا يموتُ ولا يورَثُ، وَ(لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) قالَ: لم يَكُن لَهُ شبيهٌ ولا عِدلٌ، وليسَ كمثلِهِ شيءٌ).
– ويقال أن مشركين قريش ذهبوا إلى سول الله وطلوا منه أن يصف لهم الاله الذي يعبده، فأنزل الله الآية الكريمة، وقد قال ابن عباس رضي الله عنه: (أنَّ اليهودَ أتوا النبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، فقالوا: صِفْ لنا ربَّك الذي تعبدُ، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ.. إلى آخرها)، فقال: هذه صفةُ ربّي عزَّ وجلَّ).
– وهناك رواية أخرى قالها الضحاك وهي أن مشركين قريش أرسلوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، عامر بن الطفيل فقال له ( شققت عصانا، وسببت آلهتنا، وخالفت دين آبائك، فإن كنت فقيرا أغنيناك، وإن كنت مجنونا داويناك، وإن كنت قد هويت امرأة زوجناكها) فقال الرسول له: (لست بفقير ولا مجنون، ولا هويت امرأة، أنا رسول الله، أدعوكم من عبادة الأصنام إلى عبادته)، ثم عاد إلى الرسول مرة أخرى وسأله عن الإله الذي يعبده قائلا (بيّن لنا جنس معبودك، أم من ذهب أم من فضة؟)، فأنزل الله تعالى سورة الاخلاص حتى يصف ذاته.