سورة ق: هي أحد السور المكية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، إلا أن الآية رقم 38 قد نزلت في المدينة النورة، وقد نزلت بعد سورة المرسلات وترتيبها الخمسين من الترتيب في القرآن الكريم، ويبلغ عدد آياتها خمس وأربعون آية، ويبلغ عدد كلماتها ثلاثمائة سبع وخمسون كلمة، ويبلغ عدد حروفها ألف وأربعمائة وأربع وتسعون حرفا.
سبب تسمية سورة ق بهذا الاسم:
من أسباب تسمية سورة ق بهذا الاسم أنها تبدأ أول آية في السورة بأسلوب قسم يبدأ بحرف القاف، حيث قال تعالى ( ق والقرآن المجيد)، وحرف القاف هو من الحروف المقطعية التي تم استخدامها في أكثر من موضع في القرآن الكريم، كنوع من أنواع التحدي للعرب الذين يعرفون كل شيء على لغتهم، ولا يقسم الله سبحانه وتعالى إلا بالأشياء العظيمة.
فضل سورة ق:
– تعتبر سورة ق من السور التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يداوم على قراءتها في الفجر، حيث سأل عمر بن الخطاب أبا واقد الليثي: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ به في الفِطرِ، والأضحى؟ فقال: كان يقرأُ بـ(ق وَالقُرآنِ المجيدِ)، و(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)، كما قال جابر بن سمرة (أن النبي كان يقرأ في الفجر سورة ق والقرآن المجيد).
– من كثرة قراءة الرسول عليه الصلاة والسلام سورة ق، حفظها عنه الكثير من الصحابة، حيث يقال أن أمِ هشام بنت حارثة بن النعمان رضي الله عنها كانت تقول: (مَا حَفِظْتُ (ق) إِلاَّ مِنْ فِيّ رَسُولِ اللَّهِ عليه الصّلاة والسّلام يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، قَالَتْ وَكَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللَّهِ عليه الصّلاة والسّلام وَاحِدًا).
– كما كان يخطب بها الرسول في كل من خطبة العيد والجمعة، وتحدث عن فضل قراءة سورة ق، وهذا يدل عن عظمة السورة الكريمة وعلى أنها من السور التي تشمل الكثير من المواضيع حيث تشمل كل جوانب الحياة، حيث يعرض فيها خلق الإنسان وعن ولادته وموته وعن البعث وعن الكثير من الظواهر الكونية.
سبب نزول سورة ق:
– كان من أسباب نزول السورة الكريمة قول اليهود أن الله تعالى خلق السماوات والأرض، ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت الذى هو أجازتهم، مما أغضب الرسو عليه الصلاة والسلام، حيث قيل عن ابن عباس أن اليهود أت النبي فسألت عن خلق السموات والارض فقال: خلق الله الأرض يوم الاحد والاثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء وخلق السموات يوم الاربعاء والخميس وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر ، قالت اليهود : ثم ماذا يا محمد قال : ثم استوى على العرش قالوا : قد أصبت لو تممت ثم استراح ،فغضب رسول الله غضبا شديدا فنزلت (وَلَقَد خلقنا السموات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسَّنا من لغوب فاصبر على ما يقولون ).
المحاور الرئيسية في سورة ق:
– تعتبر سورة ق من السور التي تشمل الكثير من المواضيع، ولكن تعتبر المحور الأساسي في السورة هو العقيدة الاسلامية، وعن الثواب والعقاب وعن البعث ويوم القيامة، وعن الأهوال التي سوف تحدث في يوم القيامة وعن الجنة والنار، وتأكيد وحدانية الله تعالى وقدرته على خلق الانساء وبعثه من جديد بعد أن يتحلل جسده.
– كما من المحاور الأساسية في السورة هو التحدث عن خلق السماوات والأرض والرد على اليهود، وتتحدث السورة الكريمة على قدرة الله وعظمته في الخلق واحياء الموتى، حيث تحدثت الآيات عن هذا الموضوع بالتفصيل، وقد وصفت الرسول أنه لم يكن جبارا أو قاسيا على المسلمين، وكانت تخفف الأذى الذي كان يتعرض له الرسول من عدم تصديق الكفار له.