سورة قريش: هي احد السور المكية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتقع السورة الكريمة في الجزء الثلاثين، ويصل عدد آياتها أربعة آيات، ويقال أنها سورة مرتبطة بسورة الفيل وأنها استكمال لها، وقد نزلت بعد سورة التين، وترتيبها مائة وستة في سور القرآن الكريم.
سبب تسمية سورة قريش بهذا الاسم:
سميت سورة قريش بهذا الاسم لأنها تعتبر السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تحتوي على كلمة قريش، وتعتبر للسورة اسم آخر حيث كان يطلقوا عليها في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم اسم لإيلاف قريش، وقد ذكر اسم قريش في كتب التفسير فيما بعد.
سبب نزول سورة قريش:
– كان من أسباب نزول سورة قريش أن يذكرهم الله تعالى أنه قد خصهم بالكثير من الخصال، وميزهم الله تعالى عن باقي القبائل فقد خصهم بكسوة الكعبة، وسقاية من يقومون بالحج، كما خصهم بالنصر على أبرهة الأشرم، الذي جاء إلى مكة لكي يهدم الكعبة في عام الفيل، كما أنه تعالى بعث منهم الرسول صلى الله عليه وسلم .
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله فضّل قريشا بسبع خصال لم يعطها قبلهم أحدا ولا يعطيها أحدا بعدهم : إن الخلافة فيهم والحجابة فيهم وإن السقاية فيهم وإن النبوة فيهم ونُصِرُوا على الفيل وعبدوا الله سبع سنين لم يعبده أحد غيرهم ونزل فيهم سورة لم يذكر فيها أحد غيرهم لايلاف قريش) .
تفسير سورة قريش:
– يفسر قوله تعالى (لإِيلافِ قُرَيْشٍ) يقول الكثير من المفسرين أن السور مرتبط بسورة الفيل التي قبلها، حيت ترتبط قصة أصحاب الفيل الذين أرادوا هدم الكعبة، وقد أكد ذلك كل من محمد بن إسحاق وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، حيث يقال أنها تعتبر سورة متصلة مع سورة الفيل وكتب بينهما بسم الله الرحمن الرحيم، وقد قال مجاهد في قوله ( لإيلاف قريش ) قال : نعمتي على قريش.
– يفسر قوله تعالى (إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ) أن قريش كانوا يقوموا برحلة في الشتاء إلى بلاد اليمن، ورحلة في الصيف إلى الشام من أجل التجارة والمكاسب بصورة منتظمة، ثم يعودون إلى بلادهم آمنين، فلقد كان يحترمهم الجميع، وهذا من ضمن النعم التي أنعلم الله بها على قريش.
– فسر قوله تعالى (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ)، أن عليهم أن يشكروا نعم الله عليهم بأن يقوموا بشكره وعبادة الله الواحد الأحد، وألا يشركون به، فلقد أمن لهم حياة آمنة حيث قال تعالى في سورة النمل ( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين ).
– فسر قوله تعالى (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)، أن الله تعالى هو الذي يطعمهم ويأمنهم من الخوف، فلقد تفضل الله عليهم بمنحهم الأمن والطعام ، لكنهم لم يقوموا بعبادة الله وحده لا شريك له، ويعبدون الأصنام، ويقال أن أسماء بنت يزيد قالت : (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” ويل أمكم قريش ، لإيلاف قريش ” ).
وقال أسامة بن زيد : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، ويحكم يا معشر قريش ، اعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمكم من جوع وآمنكم من خوف ).
حيث أن الحياة الرغدة والرزق الذي منحه الله لهم والأمن ومنع المخاوف الذي منحه الله لهم، هو من أكبر النعم الدنيوية التي تعطى للبشر، لذلك يجب أن يقوموا بحمد الله وشكره على كل النعم.