تعدُّ سورةُ التوبة من السور المدنية، باستثناءِ الآيتين 127-128 فهما مكّيتان، أي نزلتا على الرسول في مكة المكرمة، وهي من طوال السور حيث يبلغ عدد آياتها 129 آية، وهي السورة التاسعة في ترتيب المصحف، وقد نزلتء بعد سورة المائدة، وتقع في الجزء الحادي عشر والحزب 19-20-21 من المصحف الشريف، وتُسمّى سورة البراءة أيضًل وهي السورة الوحيدة التي لا تبدأ بالبسملة، وقد نزلت عامَ 9 للهجرة بعد غزوة تبوك، وهذا المقال سيسلط الضوء على سورة التوبة وسبب نزولها وسبب تسميتها وفضلها.

لماذا لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة

عادة ما نبدأ كل سور القرآن الكريم بالتعوذ من الشيطان ثم بالبسملة، ولكن الامر مختلف في سورة التوبة، فإننا نبدأ السورة على الفور، ولا يجوز افتتاحها بالبسملة ولكن يكفي التعوذ بالله من الشيطان فقط، وهو لقول الله تبارك وتعالى، (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)، لذا يجب على المسلم ان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ولكل لا يقول البسملة، ولا حرج في ان يقول البسملة في وسط السورة.

ما هو السبب في عدم البسملة

هناك عدد كبير من التفسيرات التي تتحدث عن خلو سورة التوبة من البسملة، فمنها بعض التفاسير للسورة التي قالها أبو الشيخ وغيره من العلماء، الذين ذكروا عن أبو العباس رضي الله عنه انه قال، (سألتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ لِمَ لَمْ تُكْتَبْ في بَراءةَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؟ فقال: لأنَّ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أمانٌ، وبراءةُ أُنزِلَت بالسَّيفِ، ليسَ فيها أمانٌ)، وقد كان من عادات العرب انهم إذا كان بينهم وبين أي قبيلة أخرى هدنة، وأرادوا ان يقوموا بأنهاء هذه الهدنة بعثوا لهم رسالة تخلو من البسملة، وقد انزل الله تبارك وتعالى سورة التوبة خالية من البسملة وبدأت على الفور بكلمة براءة، وذلك لنقض الصلح ومعاهدة السلام التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين، والدعوة الى الجهاد، وهنا بعثها النبي الكريم مع على بن ابي طالب الى المشركين، وقد قراءها عليهم دون بسملة، وهي دلالة على انتهاء فترة الهدنة وإعلان الحرب بينهم.

حتى انه جاء في تفسير للشيخ ابن العثيمين انه لم يكن يفصل بين سورة الانفال وسورة التوبة بالبسملة، وقال ان البسملة اية من آيات الله في القرآن الكريم، وانه ان لم يكن النبي الكريم قال بانها توضع فلا توضع، وهو وحده الذي يقرر وضع البسملة في اول السورة ام تركها، حيث ان النبي لم يقل البسملة اول سورة التوبة ولم يكتبها الصحابة من بعده.

سبب نزول سورة التوبة

1_ واحدة من الأسباب الرئيسية التي نزلت بسببها سورة التوبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما عزم على أداء فريضة الحج وقد كان ذلك في شهر رمضان من العام التاسع للهجرة، وبعدها تراجع عن أداء فريضة الحج بأمر من الله سبحانه وتعال عن طريق الوحي، فامر النبي الكريم أبو بكر ان يقوم هو بالحج بالمسلمين بدل عنه، وهنا نزلت اول أربعين اية من سورة التوبة، وهنا بعثها النبي الى أبو بكر الصديق حتى يقرأها على المسلمين، وبعدها الحقها بعلى بن ابي طالب حتى يقرأها هو أيضا على المسلمين، وامره ان يؤذن بها في المسجد الحرام، وهو من اهم أسباب نزول سورة التوبة.

2_ اما عن السبب الثاني في نزول سورة التوبة هي وجوب تحديد المدة التي تم الاتفاق عليها بين النبي الكريم وبين المشركين، وي التي عرفت باسم مدة العهود.

3_ أيضا واحدة من الأسباب انه ذكر الاحكم المتعلقة بالالتزام وأيضا بنقض العهود.

4_ أيضا ضرورة منع المشركين من أداء فريضتهم حول الكعبة بالطريقة الجاهلية وهدم الاصنام والهة الكفار التي كانوا يعبدونها.

5_ أيضا كانت من الأسباب هي ضرورة قيام الحرب بين المسلمين وبين الكفار وأيضا اهل الكتاب، من الذين رفضوا دفع الجزية.

6_ حرمة الأشهر الحرام.

7_ تذكير النبي الكريم والصحابة بيوم حنين ونصر الله لهم.

8_ كشف المنافقين الذين تخلفوا عن القتال مع النبي والصحابة بدون عذر.

9_ أيضا نزلت السورة لنهي المؤمنين عن موالاة المشركين وأيضا الاستغفار لهم، او الصلاة على موتاهم أيضا.

10_ تذكير المسلمين بقصص الأنبياء والأمم التي سبقتهم.

11_ تذكير المسلمين بضرورة الذكاة وأيضا التوبة الى الله تبارك وتعالى، وحثهم على العمل الصالح وأيضا الجهاد في سبيل الله.

12_ الإشادة بغزوة تبوك وبجيشها العظيم.

13_ ذكر الله تبارك وتعالى المسلمين الذين تاب الله عليهم من النفاق.

14_ فضل الله تبارك وتعالى على العرب وعلى المسلمين بان جعل النبي الكريم منهم.