سورة القلم:
– هي سورة مكية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة ، وهي ثاني السور المكية حيث نزلت بعد سورة العلق، تقع في الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وترتيبها الثامنة والستين في القرآن الكريم.
– يبلغ عدد آياتها اثنين وخمسين آية، ويبلغ عدد كلماتها نحو ثلاثة مائه كلمة، ويبلغ عدد حروفها ألف ومائتان وستة وخمسون حرفا، وهي من السور ذات الفضل العظيم، فلسورة القلم الكثير من الفضل حيث من يواظب على قراءتها يبعد الله بينه وبين الفقر وظلمة القبر، وتساعد في تحسين الخلق، ولها ثواب عظيم.
سبب تسمية سورة القلم بهذا الاسم
سميت سورة القلم بهذا الاسم لأنها بدأت بالقسم بالقلم ، وهذا يدل على تعظيم وتكريم القلم واستخدامه العظيم في الكتابة، وهذا يدل على أهمية القراءة والكتابة في الدين الإسلامي ورفعة مكانتهم، وقد نزلت بعد سورة العلق التي كانت بدايتها اقرأ والتي كانت تحس على القراءة ، كما تم تسميتها أيضا بسورة نون، وذلك لأنها السورة الوحيدة التي تبدأ بحرف النون ويقال أن هذا هو اسم الحوت الذي ابتلع سيدنا يونس، حيث يقول تعالى (ن والقلم وما يسطرون).
أسباب نزول سورة القلم
– يعد السبب الرئيسي لسبب نزول سورة القلم تأكيد أن الله حق، وأن الله قد أرسل رسالته على الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن تكذيبهم للرسول ودعوته فيه ظلم لأنفسهم، وان هذا سيعرضهم للعذاب يوم القيامة.
– كان المشركين من قريش يتهمون الرسول عليه الصلاة و السلام بالجنون، وأنه يدعي النبوة، فانزل تعالى قوله (ما أنت بنعمة ربك بمجنون)، وهو رد على الكفار والمشركين الذيم اتهموه بالكذب والجنون، ليؤكد أنه نبي الله وفي الأرض.
– كان الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب خلق عظيمة، ولم يكن أحد في قريش يمتك أخلاق مثل أخلاق الرسول، حيث كان الصادق الأمين الذي لا يكذب، ولم يكن يناديه أحد من اصحابه أو من أهل بيته إلا وقال لبيك، وكان يأتمنه أهل قريش على وضع الأمانات عنده، لذلك وصف الله تعالى الرسول عليه الصلاة و السلام بقوله (وإنَّكَ لعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، ليؤكد أخلاق الرسول الكريمة والرفيعة.
– وكان من أسباب نزول الآية بسبب ما كان يريده الكفار من اصابة الأذى بالنبي، وأن يصيبوا بالحسد ، فطلب الكفار من رجل معروف بقوة حسده، فنظر الرجل إلى الرسول واخد يقول ما رأيت أحد بجماله ولا حجمه، ولكن الله عصم الرسول عليه الصلاة و السلام من عينه وانزل الآية حيث قال تعالى (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ ).
المحاور الرئيسية لسورة القلم
– بدأت السورة بالقسم بالقلم، والله تعالى لا يقسم إلا بالأشياء العظيمة، مما يدل على أهمية القلم والكتابة والعلم بصفة عامة والتي يعد القلم مصدر له، وتعد استكمالا لسورة العلق التي أمر الله فيها النبي بالقراءة، لأن القراءة والكتابة يعنيان العلم.
– وتعرض السورة الكريمة أخلاق الرسول ومكارم أخلاقه، ويصفه بأنه على خلق عظيم، ويخبر المشركون الذين يكذبون أمر نبوة الرسول، ويتهمونه أنه مجنون، أن رسالة الاسلام التي يحملها الرسول عليه السلام حقيقة.
– ويصف أخلاق المشركون بأنهم ذو اخلاق سيئة، وأن باستمرارهم على هذا الكفر سوف يعذبهم الله، وسيكون مصيرهم جهنم وبأس المصير، ويذكر الله تعالى قصة أصحاب الجنة لينذر الكفار ويهددهم من النهاية التي تنتظرهم إذا ظلوا على كفرهم.
– وانتهت السورة الكريمة بوصف الله تعالى القرآن الكريم بالعظمة والأهمية، كما ذكر أن هناك بعض المؤامرات التي يقو بها الكفار وأهل قريش ضد الرسول وان الله سيحفظ نبيه.