سورة آل عمران: هي أحد السور التي انزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وقد نزلت بعد السنة التاسعة من الهجرة وتم ذكر غزوة أحد فيها والأحداث التي حدثت فيها وتم ذكر وفد نجران، ونزلت بعد سورة الأنفال،  وهي السورة الثالثة، ويبلغ عدد آيات السورة مائتان آية، ويبلغ عدد كلماتها ثلاثة آلاف وأربعمائة وثمان كلمة، ويبلغ عدد حروفها أربعة عشر ألف وخمس مائة وخمسة وعشرون حرفا.

سبب تسمية سورة آل عمران بهذا الاسم:
– تم تسمية سورة آل عمران بهذا الاسم نسبة إلى عائلة آل عمران، حيث ورت في السورة الكريمة قصة آل عمران بالتفصيل، وسميت لتكرم عمران والد السيدة مريم والدة السيد المسيح.

– كما سميت سورة آل عمران ببعض الأسماء الأخرى، ومنها اسم الزهراء وذلك على حسب قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا الزهراوين: البقرة، وسورة آل عمران)،  وقد ذكر البقاعي أن اسمها تاج القرآن على الرغم من عدم وجود مستند لهذه التسمية، كما قال القرطبي أن اسمها التوراة طيبة.

فضل سورة آل عمران:
– لسورة آل عمران الكثير من الفضل، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما) رواه مسلم.

– يقول الرسول عليه السلام: (يُؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به، تقْدمهم سور البقرة وآل عمران)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وفاتحة سورة آل عمران: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} رواه أصحاب السنن إلا النسائي.

– عن كعب رضي الله عنه، قال: من قرأ البقرة وآل عمران، جاءتا يوم القيامة تقولان: ربنا لا سبيل عليه.

المحاور الرئيسية في سورة آل عمران :
– يعتبر من المحاور الرئيسية في السورة الكريمة هو التأكيد على العقيدة، وتقديم الأدلة والبراهين على أن الله هو الواحد الأحد، وأنه لا شريك له، وبعد عرض الأدلة دعا البشر بالتوحيد به وعبادته سبحانه وتعالى.

– أما المحور الثاني في السورة هو الثبات على عبادة الله، والثبات الداخلي والايمان، وتم التحدث عن غزوة أحد وعن الأحداث التي حصلت فيها، وتدعوا المسلمين بالثبات على الحق حيث قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) .
– وتعرض سورة آل عمران بعض الفتن التي تضيع الثبات حيث قال تعالى (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ).

– كما تعرض عوامل الثبات من خلال التعلق بالإيمان، وعرض قصة امرأة عمران حيث قال تعالى (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، ودعاء سيدنا ذكريا في قوله تعالى (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء).
أسباب نزول سورة آل عمران:
يعتبر السبب الرئيسي لنزل سورة آل عمران هو النقاش الذي حدث بين النصارى وبين الرسول عليه الصلاة والسلام، حول سيدنا عيسى عليه السلام، حيث جاء الرسول وفد نجران وظنوا أن الرسول يهين سيدنا عيسى، حيث قال الرسول أن سيدنا عيسي هو عبد الله ورسوله، وأنه مولود بدون أب وهذه معجزة من المعجزات، فغضبوا من حديث الرسول عن سيدنا عيسى ولم يصدقوه، فنزلت السورة الكريمة.