شهدت حياة العرب في وقت من الأوقات مرحلة من الجاهلية ، تلك المرحلة عرفت بكثرة الشرور و اضمحلال الثقافة ، هذا الأمر كان نقطة الظلام التي انطلق منها التحول إلى التاريخ الإسلامي الذي أدهش العالم كله بمختلف أشكال التقدم .
العالم قبل الإسلام
كان العالم قبل الإسلام عبارة عن بقعة من الاضمحلال و التخلف ، و يتضح ذلك من المسمى الذي عرف في العالم ، حيث عرف بالجاهلية نسبة إلى الجهل ، و على الرغم من أن الديانات المعروفة وقتها كانت اليهودية و المسيحية ، إلا أن أغلب العرب كانوا وثنيين ، و بشكل خاص هؤلاء الذين بعث فيهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، هذا إلى جانب أن هذه الفترة مثلها كمثل فترات التاريخ التي كثيرا ما تكررت و اعتبرت من أحلك لحظات الظلام التي ظهر بعدها الضوء .
تحول العرب بعد الإسلام
بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في وسط هذا الجهل و التعصب و الوثنية ، فكان هو بقعة الضوء التي أنارت كل هذا ، و كان أساس حضارة عريقة حكمت الأرض لقرون طويلة ، فكان من خلفه قوما أقاموا الصلاة و فتحوا الأرض و عرفوا بدفاعهم عن الحق و بحملهم لرسالة العدل ، و هو ما جعلهم يبدون أقوياء .
احتكاك العرب بباقي الحضارات
– كان في البداية المسلمين أعدادهم قليلة ، و لكن بفضل قوة عقيدتهم تمكنوا من التصدي لعدد كبير من أشكال الخطر الذي داهمهم ، و سرعان ما كان من الضروري أن يواجه المسلمين بعض الأخطار الخارجية ، تلك التي تمثلت على سبيل المثال في مقابلة الجيش البيزنطي ، و كان ذلك في معركة اليرموك ، تلك المعركة التي حدثت في الأردن ، و التي شهدت بقوة المسلمين على الرغم من قلة عددهم .
– تلى معركة اليرموك عدد كبير من المعارك الهامة و التفاصيل الحربية الكثيرة ، و التي أظهرت قوة المسلمين في مواجهة أعدائهم ، حيث تمكن المسلمين في هذا الوقت من مواجهة أكبر و أقدم الشعوب و الجيوش بل و أكثرها تقدما ، ففي الوقت الذي حارب فيه الفرس باستخدام الفيلة ، لم يكن المسلمون يمكنهم استخدام شئ سوى السيوف .
– تلى هذه المرحلة فتوحات بمختلف الأصعدة ، فانتقلت هنا طريقة الفتح الإسلامي من حروب و معارك إلى انتشار من خلال التجارة ، و هنا تم فتح عدد من الأماكن عن طريق انتقال التجار و الرحلات التجارية ، فكان منها دول في شرق اسيا مثل الهند و الفلبين و الصين و غيرها ، تلك الأماكن التي اكتشفت فيما بعد أنها مسلمة ، و ذلك عن طريق بعض الوقائع التاريخية .
التنور على يد المسلمين
– اسلفنا في ذكر حجم الجهل الذي عانى منه العرب قبل البعثة الإسلامية ، تلك التي تمثلت في بقعة نور أنارت العالم و غيرت تفاصيله ، حيث توصل العرب لعدد من التفاصيل العلمية الهامة في مختلف التفاصيل ، فكان منها علم الجبر الذي تعلمه العالم على يد العرب ، و كذلك علوم الكيمياء ، هذا فضلا عن أن العرب قد نقلوا تفكير العالم من التفكير الفلسفي الأرسطي الذي ذاع صيته ، إلى تلك الفلسفة الإسلامية الراقية التي أدهشت العالم بتفاصيل لازلنا بصددها حتى اليوم .
– برع العرب في اكتشاف عدد من الأمور ، فتعلموا تصنيع السبائك و تقطير الألوان ، و برعوا في صناعة الزجاج و الفنون و المشغولات الذهبية ، هذا فضلا عن أنهم بحثوا في ذلك الترياق الذي تحدث عنه المسيحيين و قالوا أنه يمنح الحياة ، ذلك الترياق لم يتم البحث في أصله من الناحية الخلودية ، و إنما تم البحث فيه من الناحية الكيميائية ، هذا إلى جانب أن المسلمين علموا العالم التشريع و احترام المرأة و قوانين العالم .