إن العرب قبل الإسلام لم يكونوا بمثل الحالة التي هم عليها اليوم من الاهتمام بالنفس ، و مختلف مجالات الحياة ، بل كان الجهل منتشر و كانت هناك حالات كبيرة من التخلف و الضلال ، و ذلك على الرغم من الإيجابيات المختلفة التي كانت منتشرة عند العرب قبل الإسلام ، و توفر الاخلاق و انتشارها بصورة كبيرة بينهم ، إلا أن أغلب المعتقدات و الأفكار التي كانت لديهم كانت مبنية على حالة من الباطل و الاعتراف الخاطئ ، كما أن الإسلام بالفعل قد جاء ليعلم المسلمين مختلف الأخلاقيات ، و ليقوم بإزالة الظلام عن الأمة الإسلامية ، و بالتالي فتنتشر الحياة السعيدة و الطمأنينة ، التي نعيش بها اليوم ، و إليكم اليوم مقالة بعنوان حال العرب قبل الإسلام من مختلف الجوانب كما يلي:

حال العرب من جانب الاعتقاد و الإيمان

قبل حلول الإسلام لم يكن العرب يعتقدون أو يؤمنون بوجود رب لهذا الكون ، و لم يكونوا بالإيمان الكافي إلى أن الله هو من يرزق و يحيي و يميت ، و كانوا يعبدون الأصنام التي يقوموا بصنعها من يديهم ، و كانوا يعتقدون أنها الوسيلة التي بها يتم التقرب إلى الله عز و جل. و لكن النبي عليه أفضل الصلاة و السلام عندما دخل إلى مكة و وجد بها ثلاثمئة صنم قام بتحطيمهم جميعا.

جانب الأفكار الخاطئة و المعتقدات عند العرب

كان ينتشر بين العرب العديد من المعتقدات القائمة على الجاهلية ، بالإضافة إلى مختلف المعتقدات الغريبة و الأحوال الغريبة التي تؤكد تخلف العرب في الجاهلية ، و كانت من تلك المعتقدات هي عملية التطير و كانت تتم من خلال جلبهم للطير و يحرشون بها ، فإذا ذهب الطير في اليمين يتفاءلوا و يمضون في أمرهم ، بينما إذا ذهب في الشمال فيغيروا من أمورهم و يعتقدون بالتشاؤم في تلك النقطة ، كما أنهم تسببوا في العدول من أمرهم ، بالإضافة إلى أنهم كانوا يقوموا بالاعتقاد في التصرفات و الأفعال المختلفة ، و كانوا يعتقدون بالسحر و الكهانة ، بالإضافة إلى قدرة الجن على إيذاء الجنس.

 نظرة العرب إلى المرأة

كان العرب في الجاهلية ليس لديهم أي جانب من جوانب احترام المرأة ، بل كان يتم معاملتها بشكل سيء ، فكان الرجل يعاملها على أنها متاع من الامتعة الخاصة به ، كما كان الرجال يكرهون أن يرزقهم الله ببنت ، و كأنهم نسوا أن من أنجب لهم في الأصل بنت . كما كانوا يقوموا بوأد البنات و دفنها حية في التراب اعتقادا منهم أن البنت لا تجلب سوى العار و الفقر.

العرب من الجانب الأخلاقي

كان العرب يتمتعون بأخلاق سيئة نتيجة لانتشار المنكرات و مختلف أصناف المعاصي ، كما كان الزنى منتشر بشكل كبير بينهم ، و كانوا يقوموا بشرب الخمر و يتغنوا أيضا بالخمر ، و على الرغم من تلك الصفات السيئة إلا أنهم في الجانب الأخلاقي كان لهم بعض من الصفات الحسنة مثل الجود و الكرم و النخوة ، فأغلب تلك الصفات كان لها تأثير إيجابي كبير على سمعة العرب حتى اليوم.

العرب من الجانب الإيجابي

أما عن الجانب الأدبي لدى العرب قبل الإسلام فكان يتميز بوجود الأدب و الخطابة و الشعر ، و كان العرب يحبون تلك المجالات بشكل كبير ، و ابدعوا فيها بشكل كبير، بالإضافة إلى أنهم كانوا يقوموا بتبادل إلقاء الشعر وكانوا يتفاخرون به في الأحساب و الأنساب.

صفات العرب قبل الإسلام بشكل عام

أما عن الصفات الخاصة بالعرب في الفترة التي كانت قبل الإسلام بشكل عام، فكانت قد تمثلت فيما يلي:

– الصدق: و كان العرب قبل الإسلام يكرهون الكذب بشكل كبير ، كما أن من أكثر الصفات التي تميزوا بها كانت الصدق ، و كان أبي بكر الصديق قد سمي بالصديق.

– الكرم: و هي واحدة من أفضل الصفات التي كانت منتشرة بين العرب في العالم الإسلامي ، كما كان العرب قد اشتهروا بحسن الضيافة و الكرم.

– حسن الجوار: كان العرب دائما ما يحسنون إلى الجيران و يقوموا بتبادل الهدايا ، كما كان من خصائص الجيران أيضا عدم إيذاء الجار و تقديم الحماية لهم في مختلف الأوقات و كلما احتاجوا إليهم.

– الشجاعة: كانت أيضا واحدة من الخصال الطيبة لجميع العرب قبل الإسلام ، فكان من المستحيل أن تجد عربي جبان أو خائف ، بل كانت الشجاعة من أهم خصالهم.

– كما أن العرب قد عرف عنهم المقدام ، و قد عرف عنهم ايضا أنهم كانوا يعشقوا الأدب و الشعر ، و كانوا كثيرا ما يقوموا بنظم الشعر بشكل ارتجالي ، و عرف عنهم فن المعلقات ، ذلك الفن الذي يعرف بكونه قصائد شعرية طويلة.