الحج في الإسلام هو حج المسلمين إلى مدينة مكة في موسم محدد من كل عام، وله شعائر معينة تسمى مناسك الحج، وهو واجب لمرة واحدة في العمر لكل بالغ قادر من المسلمين. وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، لقول النبي محمد : «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا»،

والحج فرض عين على كل مسلم بالغ قادر لما ذكر في القرآن:"وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"، تبدأ مناسك الحج في الثامن من شهر ذي الحجة بأن يقوم الحاج بالإحرام من مواقيت الحج المحددة، ثم التوجه إلى مكة ليقوم بطواف القدوم، ثم التوجه إلى منى لقضاء يوم التروية ثم التوجه إلى عرفة لقضاء يوم عرفة، بعد ذلك يرمي الحاج الجمرات في جمرة العقبة الكبرى، ويعود الحاج إلى مكة ليقوم بـ طواف الإفاضة، ثم يعود إلى منى لقضاء أيام التشريق، ويعود الحاج مرة أخرى إلى مكة ليقوم بطواف الوداع ومغادرة الأماكن المقدسة.

الحج عن الغير

المقصود بالحج عن الغير هو قيام المسلم بأداء فريضة الحج عن مُسلم اخر من أقاربه أو أهله أو أي شخص اخر ، وقد أشار علماء الأمة الإسلامية إلى أنه يوجد رأيين فقهيين في هذه المسألة ، هما:

-رأي جمهور الفقهاء : حيث يرى جمهور الفقهاء من الشافعية والحنفية والحنابلة جواز النيابة في فريضة الحج عن الاخر ، وقد استندوا في هذا الرأي إلى القول الوارد عن رسول الله  – صل الله عليه وسلم – حينما سأله أحد الرجال عن عدم قدرة والده على أداء الفريضة حيث قال : {يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لاَ يستطيعُ الحجَّ ولاَ العمرةَ ولاَ الظَّعن ، قالَ : احجج عن أبيكَ واعتمر} .

-رأي المالكية : ومن جهة أخرى يرى المالكية بعدم جواز الإنابة في الحج ، وهم يستندون في ذلك إلى أن فريضة الحج معتمدة بشكل أساسي على التواجد البدني ؛ ولذلك إذا لم يتمكن المسلم من القيام بها بنفسه فإن هذه الفريضة تسقط عنه ، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى : {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} سورة النجم [اية : 39] .

شروط النيابة في الحج

هناك مجموعة من الشروط والحالات المُحددة التي يجوز بها الحج عن الغير ، وهي :

-إذا مات المسلم وكانت لديه القدرة على الحج ولم يفعل ؛ فيؤخذ من ماله الذي تركه ويقوم أحد أفراد أسرته أو أهله بأداء فريضة الحج عنه .

-إذا كان المسلم صاحب إعاقة أو عجز لا شفاء منه ؛ فهنا يمكنه أن يقوم بإنابة أحد الأشخاص ليحج عنه ، أما إذا كان عجزه مؤقت ومتوقع الشفاء منه ؛ فهنا لا تجوز الإنابة ، بل عليه أن ينتظر حتى يُشفى تمامًا ثم يقوم بأداء فريضة الحج بنفسه .

-من اللازم في الشخص الذي سوف يقوم بالحج عن غيره أن يكون قد أدى فريضة الحج عن نفسه أولًا .

-أشار العلماء إلى أنه لا يوجد حرج من أن ينوب الرجل عن كل من الرجل أو المرأة ، ولا حرج أيضًا أن تنوب المرأة عن الرجل أو المرأة .

-وهناك بعض المواصفات أيضًا التي يجب أن تتوفر في الشخص المعني بالإنابة مثل (البلوغ – العقل – القدرة الصحية – وفي حالة المرأة يجب وجود محرم) .

طريقة الحج عن الغير

الحج عن الغير يكون بنفس اركان الحج التي يؤديها المسلم عن نفسه ، ولكنه على الشخص المكلف بالإنابة فقط أن ينوي في قلبه بأنه يحج عن فلان ويُفضل أن يقوم بذكر اسم هذا الشخص عند بداية الإحرام ، وعلى سبيل المثال إذا كان الإنسان يحج عن والده فيجب أن يقول (لبيك اللهم حجة عن أبي فلان) ، وفيما يخص باقي مناسك الحج فإنها تكون بالنية القلبية فقط ولا حاجة للنطق بها طوال الوقت .

وعلى أية حال فإن الحج سواء عندما يقوم المسلم بتأديته عن نفسه أو عندما يقوم اخر بتأديته عنه ؛ يجني على المسلم العديد من الفضائل والمنافع الدينية والدنيوية ويقربه من ربه ويبلغه عظيم الثواب والمراتب الإيمانية ، وبالتالي ينبغي على كل مسلم قادر أن يحرص على أداء فريضة الحج .