الإسلام لم يترك شيء إلا وقد أخبر الناس بكيفية التعامل فيه وطرح الحلول له وهذا الأمر في كل أمور الحياة، لهذا سوف نجد أن الإسلام له دور كبير في كافة أمور حياتنا ومنها البيئة، لهذا سوف نستعرض معكم دور الاسلام في المحافظة على البيئة.

دور الاسلام في المحافظة على البيئة

الإسلام له دور كبير في الحفاظ على البيئة هذا الدور يتمثل في التالي:

الدعوة الى المحافظة على التوازن الكوني

– لقد خلق الله النظام الكوني بشكل معين بحيث نجد أن هذا النظام متكامل وإن غاب جزء من هذا النظام الكوني أدى إلى وجود مشاكل في الأنظمة الكونية الأخرى المرتبطة ب.

– قد ذلك الله تعالى هذا في كتابه العزيز حين قال {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ. وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ. وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُوم. وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ}  (الحجر، 19-22).

– هذه الآية الكريمة تدل على أن الله تعالى خلق كل شيء في هذا الكون بمعايير وبشكل موزون ومدروس بحيث تتكامل العناصر مع بعضها البعض ويؤدي كل عنصر وظيفته في هذا الكون.

– هناك الكثير من الآيات التي تدل على أن كل شيء في هذا الكون خلق بمقدار ومنها: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (القمر، 49) ويقول أيضا {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} (الفرقان، 2) ويقولُ أيضاً : {وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} (الرعد، 8).

النهي عن الفساد في الأرض

– أيضًا من الأمور التي حثنا عليها الإسلام هو الحفاظ على الأرض التي نعيش عليها وعدم الفساد في الأرض وذلك امتثالًا لقول الله تعالى { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } (الأعراف، 85).

– قد ظهر التنفير من الفساد في الأرض وذلك لما ورد في قول الله تعالى {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} (المائدة، 32).

النهي عن الإسراف

– لقد نهانا الإسلام عن الإسراف في الأمر كله سواء كان في الماء أو الموارد الموجودة في الحياة، وقد ورد حديث عن الرسول يبين أهمية التدبر وعدم الإسراف في الموارد وهو:

– فعن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم مرَّ بسعد وهو يتوضَّأ، فقال: ” ما هذا السرف يا سعد؟ ” قال: أفي الوضوء سرَفٌ ؟ قال: ” نعم، وإنْ كنتَ على نهرٍ جار “

– دور الإنسان في هذه البيئة ليس فقط الأكل والشرب والحياة، لكن الإنسان له دور كبير في الحفاظ على موارد هذه البيئة وهذا النظام الكوني، فيجب على الإنسان أن يخترع كل الوسائل والطرق التي تساعده في الحصول على المأكل والملبس وجميع سب الحياة دون أن يؤثر بالسلب على البيئة.

– قد قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : (إن قامت السَّاعة وبيد أحدكم فسيلةٌ فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل)

– هذا الحديث الشريف يؤكد مدى أهمية الحفاظ على البيئة بكل ما يملك الإنسان من استطاعة، وهذا يدل على أن الحفاظ على تعمير البيئة هو أمر من أوامر الإسلام.

الدعوة إلى نظافة المسكن

لقد دعانا الإسلام إلى نظافة المنزل الذي نعيش في بحيث يتم الحفاظ على طهارته والتخلص من الرجس والقاذورات من المنازل.

الدعوة إلى نظافة الطريق والأماكن العامة

– لقد أمرنا الإسلام بنظافة الطريق والحفاظ على نظافة الأماكن العامة، ومن يتعمد وضع الأذى في الطرق والأماكن العامة كان عليه غضب لله وغضب رسوله، وكذلك العكس من يكف الأذى عن الطريق فقد ينال رضاء الله سبحانه وتعالى ورضاء الرسول.

– ذلك الأمر جاء فيه حديث لرسول الله عليه الصلاة والسلام حين قال (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق) وكذلك قال النبي (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَذَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ).

– كذلك قال الرسول في حديث آخر (كانت شجرة على طريق الناس فكانت تؤذيهم، فعزلها رجل عن طريقهم، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: رأيته يتقلب في ظلها في الجنة).

– وقد دلت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية التي تدل على وجوب حفاظ المسلم على بيئته ومنزله والحفاظ على الموارد الموجودة في الكون لأن الإسلام كان حريص على إظهار ذلك في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة حتى يعرف المسلم دوره في الحفاظ على البيئة.