أن سيدنا آدم هو اول إنسان خلق من البشرية، وهو أبو الخلق أجمعين، وقد خلق سيدنا آدم من الطين؛ وقد خلقت السيدة حواء من ضلعه، وهو له مكان عظيمة عند الله تعالى، ولهذا سوف نتناول تفاصيل أكثر حول سيدنا آدم والمكان الذي دفن فيه.
سيدنا آدم عليه السلام
خلق الله تعالى سيدنا آدم من روحه، وأمر الملائكة أجمعين أن يسجدوا تقديرا واحتراما وتقديرا له، فسجد الملائكة أجمعين، امتثال لأوامر الله تعالى، ماعدا إبليس كفر أن يسجد وقال أنه خلق من نار فلن يسجد لإنسان خلق من طين، ولهذا غضب الله عليه ولعنه، فطلب إبليس أن ينظره إلى يوم القيامة، فسمع الله تعالى له وتوعد بمليء النار لمن يتبعه.
قال تعالى في كتابه الكريم (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ*قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ*قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ*قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ*قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ*ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ*قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ).
كرم الله تعالى سيدنا آدم وزوجته حواء وكان لهم مكان في الجنة يعيشون فيه، وقد طلب منهم الله تعالى أن يأكلوا من أي شيء في الجنة إلا شجرة واحدة فقط، إلى أن وسوس لهم الشيطان فسمعوا له، مما جعل الله تعالى يطردهم من الجنة وينزلهم على الأرض.
عندما نزل سيدنا آدم إلى الأرض هو والسيدة حواء استغفروا لربهم على عدم سماع أوامره، فأستجاب الله تعالى إلى توبتهم، ولكن الله تعالى جعل الأرض مستقر لهم حتى يعيشوا عليها، ويعمروها.
قال تعالى عن ذلك في كتابه الكريم (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ*فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ*وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ*فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ)
وكذلك بقي سيدنا آدم عليه السلام وهو وحواء على الأرض حتى يعلم الناس قصتهم، ويعلمون أن عدم سماع كلام الله وسماع كلام الشيطان سوف يؤذي صاحبه.
موقع قبر سيدنا آدم عليه السلام
عاش سيدنا آدم على الأرض لسنوات طويلة، ولكن لم يعرف مقدار السنين التي عاشها آدم على الأرض.
ذكر في سورة التوراة أن سيدنا آدم عاش 930 سنة، ولكن الغريب أن قبر سيدنا آدم لم يعرف إلى الآن أين هو بالتحديد.
قيل أن سيدنا آدم دفن في جبل أبي قبس في مكة المكرمة، وقيل أن سيدنا نوح حمله في تابوت في السفينة وبعد نجاة السفينة من الغرق، دفنه في بيت المقدس.
وقيل أنه دفن رأسه عند سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقدماه دفنت عند بيت المقدس، ويقال أن السيدة حواء توفت بعدة بحوالي عام.
وقد حدثنا أبي هريرة أن عمر سيدنا آدم كن مكتوب في اللوح المحفوظ أنه 1000 عام.
وهناك الكثير من الأقوال تقول أن الله تعالى أخفى قبور جميع الأنبياء، ماعدا قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بهدف حماية العقيدة الإسلامية.
وهناك بعض الأقوال تقول عندما توفى سيدنا آدم عليه السلام جاءت الملائكة بكفن وحنطوه في الجنة.
وجاء في السنة النبوية أن أمّا ما رُوي في السنة النبوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لما حضر آدم عليه السلامُ قال لبنيه انطلقوا فاجنوا لي من ثمار الجنة فخرج بنوه فاستقبلتهم الملائكة فقالوا أين تريدون يا بني آدم قالوا بعثنا أبونا لنجني له من ثمار الجنة فقالوا ارجعوا فقد كفيتم فرجعوا معهم حتى دخلوا على آدم فلما رأتهم حواء عليها السلام ذعرت منهم، وجعلت تدنو إلى آدم وتلصق به، فقال لها آدم: إليك عني فمن قبلك أتيت خل بيني وبين ملائكة ربي فقبضوا روحه ثم غسلوه وحنطوه وكفنوه ثم صلوا عليه ثم حفروا له ثم دفنوه ثم قالوا يا بني آدم هذا سنتكم في موتاكم فكذاكم فافعلوا)).
قصة أبناء آدم عليه السلام
وردت قصة سيدنا آدم في القرآن الكريم، وكان أول نسل سيدنا آدم عليه السلام هو قابيل وهابيل، اللذان اختلفا، ولم يتقبل أحدهما الآخر، وكان واحد منهم شرير وواحد خير، وهذا كان أول صراع في البشرية بين الخير والشر.
فقام قابيل بقتل هابيل، ولم يعرف ماذا يفعل في جثته، فبعض الله له غراب يحفر في الأرض، حتى أتت له الفكرة في حفر قبر لأخيه ودفنه فيه