فقهاء المدينة هم سبعة او عشرة من كبار التابعين الذي انتهى إليهم العلم والفتوى في المدينة المنورة. وهم الفقهاء الذين اتخذهم عمر بن عبد العزيز مستشارين له فيما يعرض عليه من أمور عندما كان والياً على المدينة. وقد ذكرهم ابن القيم في كتابه «أعلام الموقعين» فقال: «وكان المفتون بالمدينة من التابعين: ابن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وخارجة بن زيد، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبان بن عثمان، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبا بكر بن عبد الرحمن بن حارث بن هشام، وسليمان بن يسار، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وهؤلاء هم الفقهاء السبعة.
فقهاء المدينة المنورة السبعة
الفقهاء السبع هم الذين عاشوا وبنفس الفترة بـ المدينة المنورة ويعرفوا بفقهاء الحجاز السبعة، ويعد الفقهاء السبعة من التابعين الذين عرف منهم فقه أهل المدينة والعلم لديهم هو الأساس لمنهج الفقه الإسلامي، وقد اختلف أهل العلم في تحديد الفقهاء السبعة فهم عند البعض سعيد بن المسيب، سليمان بن يسار، خارجة بن زيد بن ثابت، عبيد الله بن عتيبة بن مسعود، القاسم بن محمد بن أبي بكر، عروة بن الزبير، وجاء الاختلاف في تحديد السابع فقال البعض أنه سال عبد الله بن عمر بن الخطاب وقال البعض أنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزمي وسوف نتحدث عن خمس منهم في السطور التالية:-
سعيد بن المسيب
ومات عن عمر ناهز التسعين ويقال عنه في الأثر أنه عالم ورع وكان من أفقه أهل زمانه، وقال عنه مكحول:- طفت الأرض كلها في طلب العلم فما لقيت أعلم منه، وقال عنه قتادة:- ” ما رأيت أحداً قط أعلم بالحلال والحرام منه “، وقد قال عنه سليمان بن موسى:- كان أفقه التابعين، ووصفه عثمان الحارثي بن أحمد بأنه أفضل التابعين، وقال بن المديني:- ” لا أعلم في التابعين أوسع علماً من سعيد بن المسيب “،
القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق
ويقال أيضاً أبو عبد الرحمن وقد توفى عن عمر 106 عام، وقيل عنه الكثير من أبيه وعمته عائشة رضي الله عنها ومن الكثير ممن عاصروه وهم أهل ثقة، فقد قال عنه يحيى بن سعيد ” ما أدركنا بالمدينة أحداً نفضله على القاسم “، وقال عنه أيوب ” ما رأيت أفضل منه “، وقال ابن عيينه:- ” حدثنا عبد الرحمن بن القاسم وكان أفضل أهل زمانه، أنه سمع أباه وكان أفضل أهل زمانه “، وقال عنه خالد بن نزار ” كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة القاسم وعروة وعمرة “.
عروة بن الزبير بن العوام
والذي توفى عن عمر 94 عام، وهو ابن أسماء بنت أبي بكر وخالته هي عائشة، ووصفه الكثير بأنه كان ” ثقة، كثير الحديث، فقيها، عالما، مأموناً “، وقال عنه العجلي:- ” مدني تابعي ثقة، وكان رجلاً صالحاً لم يدخل في شيء من الفتن “، وقال عنه ابن شهاب ” كان عروة بحراً لا ينزف، كان عروة يقرأ كل يوم ربع القرآن، ويقوم به في الليل، وكان أيام الرطب يثلم حاطه، ثم يأذن للناس فيدخلون فيأكلون ويحملون “.
خارجة بن يزيد
والذي توفى عام 100هجرية،وهو العالم الفاضل المتصف بالصلاح والعبادة، وقد روى الحديث عن أبيه وعن كل من عمه يزيد وأسامة بن زيد.
سليمان بن يسار الهلالي
والذي عرف بأبي أيوب، وقد روي الحديث عن العديد من الصحابة ومنهم ابن عباس، المقداد بن الأسود، أبي هريرة، ولأنه كان الفقيه الفاضل والعالم الصالح قال سعيد بن المسيب لمن يسأله في أمر من أمور الدين ” اذهب إلى سليمان بن يسار فإنه أعلم من بقي اليوم “.
أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف
وُلد في سنة بضعٍ وعشرين للهجرة، وكان من سادات قريش، بالإضافة إلى أنّه كان فقيهاً ثقةً، وكثير الحديث؛ حيث روى عن الكثير من الصحابة؛ منهم: أبيه، وأبي هريرة، وأمّ المؤمنين عائشة، وتوفّي أبو سلمة في العام الرابع والتسعين للهجرة، أو عام مئةٍ وأربعةٍ.
عُبيد الله بن عتبة بن مسعود
هو تابعيّ ثقة، وعالم فقيه، وجامع للعلم، كانت كنيته أبو عبد الله المدنيّ، روى الحديث عن عمّار بن ياسر، وعائشة، وابن عمر، وابن عباس، وكان عمر بن عبد العزيز من طلابه، وقال الزهريّ: (ما جالست أحداً مِن العلماء إلّا وأرى أنّي قد أتيت على ما عنده، ما خلا عبيد الله بن عُتبة، فإنّه لم آته إلّا وجدت عنده علماً طريفاً)، وتوفّي في العام الثامن والتسعين، أو تسعةٍ وتسعين للهجرة.