يعتبر ابن قيّم أحد أشهر العلماء المسلمين في القرن الثامن للهجرة، وقد تتلمذ على يد الشيخ ابن تيمية الدمشقي، وقد ظلّ ملازماً له لمدة ستّة عشر سنة تقريباً، فتأثر به بشكل كبير، وقد تم سجنه في قلعة دمشق، خلال الفترة التي سُجن فيها ابن تيمية، وقد خرج منه بعد أن كان شيخه قد توفّى وذلك في عام 728هـ.

ابن القيم الجوزية

هو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زيد الدين الزُّرعي، ولد عام 1292م، وتعددت الآراء حول مكان ولادته، ومنها أنه ولد في مدينة ازرع جنوب سوريا، في حين تروي أخرى أنّه من مواليد مدينة دمشق، عرف عن عائلته الالتزام في الدين والعلم، وقد عمل والده فترة من الزمن كقيّم على مدرسة الجوزية في دمشق، ومن هنا فقد أخذت ذرّيته والأحفاد لاحقاً هذا اللقب

ولادة ابن القيم الجوزية
ولد ابن قيم الجوزية في السابع من شهر صفر لسنة 691 هجريا الموافق الثاني من فبراير لسنة 1292 ميلاديا … و قد ولد ابن قيم الجوزية في سوريا … و الامام ابن القيم الجوزية كان من عائلة متدينة عرفت بالعلم و الالتزام .

 عبادته و زهده و علمه 

هو الامام العلامة  شيخ الاسلام  الامام العابد الزاهد فهو كثير العبادة كثير الصلاة و التهجد و قيام الليل  و يطيل فيها  في قراءة القرآن و يطيل فيها  الركوع و السجود … و الامام ابن قيم الجوزية كان كثير الذكر لله كثير الاستغفار و الانكسار و الذل لله …  و هو بحر في العلم في القرآن في حفظه  و تفسيره  و عالم بالسنة وفقيه  … و قال ابن حجر العسقلاني: “و كان إذا صلى الصبح جلس مكانه يذكر الله حتى يتعالى النهار، و يقول: هذه غدوتي لو لم أقعدها سقطت قواي، و كان يقول: بالصبر و اليقين تنال الإمامة في الدين و كان يقول: لابد للسالك من همة تسيره و ترقيه وعلم يبصره و يهديه ” … و حتي لما كان محبوسا كان في سجنه كثير العبادة و كثير قراءة و تدبر القرآن وكثير التفكر  ففتح عليه من ذلك خير كثير و حصل له جانب عظيم من الأذواق و المواجيد الصحيحة … و للامام ابن القيم مؤلفات عديدة قيمة جدا اشهرها في التفسير و الحديث و الفقه و أصوله  فهو من أشهر الائمة … و قد كان الامام ابن القيم معلما بجانب تأليفه للكتب كان معلما لكثير من طلبة العلم .

دراسته عند ابن تيمية

لقد تتلمذ الامام العلامة ابن القيم الجوزية علي يد شيخه الامام ابن تيمية  و تتلمذ ايضا على يد أئمة أخرى كثيرة ولكنه تأثر جدا بالامام ابن تيمية … و اتفق المؤرخون على أن تاريخ اللقاء بين ابن قيّم الجوزية و ابن تيمية كان منذ سنة 712 هجريا … و هي السنة التي عاد فيها الشيخ ابن تيمية من مصر إلى دمشق و استقر فيها إلى أن مات سنة 728 هـجريا … و قد أوذي و أهين كثيرا  الامام ابن القيم  بسبب تعلقه بالامام ابن تيمية و دفاعه عنه و حبس اكثر من مرة مع الامام ابن تيمية حتى انه في المرة الأخيرة حبس  بالقلعة منفردا عنه و لم يفرج عنه إلا بعد موت الشيخ ابن تيمية .

أشهر تلاميذ الامام ابن القيم الجوزية

لقد تتلمذ على يد الامام ابن القيم العديد و العديد من طلبة العلم و لكن أشهرهم هم : الإمام الحافظ ابن كثير ، و الإمام الحافظ الذهبي ، و الإمام ابن رجب الحنبلي ، و علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي .

أشهر مؤلفات الامام ابن القيم الجوزية

لقد كان للامام ابن القيم الجوزية الكثير من المؤلفات القيمة  و لكن أشهرها هي :
_ التبيان في أقسام القرآن .
_ مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين.
_  الوابل الصيّب من الكلم الطيّب.
_ كتاب  الفوائد.
_ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح .
_ الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي .
_ الطب النبوي .

من اقوال الامام ابن القيم الجوزية

للامام ابن القيم أقوال كثيرة قيمة جدا منها :

_ حسن الظن بالله إنما يكون مع الإحسان، فإن المحسن حسن الظن بربه، أنه يجازيه على إحسانه، و لا يخلف وعده، ويقبل توبته، و أما المسيء المصر على الكبائر و الظلم و المخالفات فإن وحشة المعاصي و الظلم و الحرام تمنعه من حسن الظن بربه.

_ قد يكون للمعصية لذة يشعر بها متعاطيها نظراً لغلبة الهوى و إيثار العاجلة، و لكنها لذة منقطعة لا تدوم، بل تذهب سريعاً و تخلف وراءها عواقب و خيمة، و عقوباتٍ متعددة، و حسراتٍ و جراحاتٍ قد تُصيب الإنسان في مَقتل، و من ثمرات الذنوب والمعاصي : فساد القلب و مرضه و قسوته وضيقه و هلاكه ومنع اجابة الدعاء و قلة التوفيق و حرمان العلم و تسليط الاعداء و فساد الذرية و ضعف البدن  و ضنك المعيشة و الغفلة عن ذكر الله و سوء الخاتمة .

_ صلاة المنافقين صلاة أبدان، لا صلاة قلوب … كل مَن أعرض عن الحق وقع في الباطل .

وفاة ابن القيم الجوزية

لقد توفي الامام العلامة ابن القيم الجوزي في سنة 751 هجريا الموافق سنة 1349 ميلاديا … و قد توفي الامام ابن القيم الجوزية في دمشق في سوريا و دفن بمقبرة الباب الصغير … و قد كان عمره وقت وفاته ستون عاما .