أمر الله سبحانه وتعالى عباده بتأدية العديد من العبادات؛ منها ما يكون بالبدن كالصلاة والصيام، ومنها ما يكون بالمال؛ كالزكاة وغيرها من النفقات التي يُقصد بها التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ومنها ما يجمع بين العبادة البدنيّة والماليّة كالحج؛ فالحج يقوم به المسلم ببدنه، وينفق فيه من ماله. وفيما يلي بيان لتعريف الحج ومبطلاته وحكمه وشروطه.

مبطلات الحج

الجماع
– يعد الجماع أحد أهم مبطلات الحج ، باتفاق جميع الفقهاء ، إلا أن هناك مذاهب أتجهت إلى أن الجماع يفسد الحج و لا يبطله ، حيث أتجه المالكية أن الجماع أو المداعبة التي تصل إلى حد إنزال المني تفسد الحج ، و تبطله و ذلك إذا كان قبل مرحلة رمي جمرة العقبة أما إذا تم الجماع بعد رمي الجمرات أو بعد طواف الأفاضة فلا يفسد الحج .

– فيما كان اتجاه الحنفية ببطلان الحج تماما إذا حدث الجماع قبل الوقوف بعرفة .

– أما عن الشافعية فقد كان رأيهم مرهون إذا كان الجماع تاما أو ناقص ، أو أن يكون الشخص القائم بالجماع فعل ذلك عن عمد .

– أما عن الحنابلة فقد فرقوا بين ما هو مفسد و ما هو مبطل للحج ، حيث وجدوا أن إذا كان الجماع قد حدث قبل مرحلة التحلل الأول ، فهو يكون مفسد للحج أما عن مبطلات الحج عندهم فكانت هي الأرتداد عن الأسلام فقط ، أثناء أداء المناسك .

ترك أحد أركان الحج
و هنا تحدث جمهور العلماء عن أن ترك أيا من أركان الحج تجعل الحج باطل ، و لابد من ذبح الفدية عن هذا البطلان و قد حدد العلماء هذه الأركان بأربعة أركان و هي كالتالي :

– الأحرام و المقصود هنا بالأحرام هو عقد النية على الحج و ذلك اتباعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم  ( إنما الأعمال بالنيات ) .

– الوقوف بعرفة و يبدأ ذلك منذ زوال الشمس في التاسع من ذي الحجة ، و حتى بزوغ فجر يوم النحر و ليس شرطا أن يبقى الحجيج طوال هذه المدة ، فقد ذهب العديد من العلماء إلى أن الوقوف للحظة واحدة في هذا اليوم تؤدي الفريضة .

– طواف الأفاضة و هذا الطواف حول الكعبة يتم بعد النزول من عرفة و المزدلفة .
– و أخيرا السعي بين الصفا و المروة .

سلامة الصحة العقلية و البلوغ
و هنا ذهب كافة علماء الأسلام إلى أن شرط أساسي في أداء فريضة الحج ، هو أن يكون الحاج يتمتع بسلامة العقل و أن يكون قد بلغ الحلم .

كفارة الجماع في الحج

و هذا الجزء من مبطلات الحج قد تم تقسيم الكفارة فيه حسب عدة عوامل و هي :
– الجماع سهوا : و هنا قد اتفق العلماء و على رأسهم الشافعية أن هذه الحالة لا كفارة فيها .
– الجماع أكثر من مرة : و قد ذهب العلماء في هذه الحالة إلى أن الواجب هنا هو الهدي ، لتكرار الوطء أكثر من مرة ، و الهدي يكون لمرة واحدة ، مهما كانت عدد مرات الجماع.

– الإنزال دون الولوج في فرج المرأة : و هنا اختلف العلماء على أن يكون من مفسدات الحج أم لا ، و كان رأي الشافعية في هذه الحالة ، أنه يستحب الهدي في هذه الحالة لضمان عدم فساد الحج.

– الجماع بالإكراه : و هنا لا توجد كفارة على المكره برأي جمهور الفقهاء.

أنواع الحج

حج التمتع

وهذا النوع يقوم فيه الحاج بعمل عمرة في الأيام الأولي من شهر ذي الحجة ، ثم يتحلل من الإحرام ، و بعد ذلك ينوي الحج في اليوم الثامن و يبدأ في أداء مناسكه.

حج القران

وهذا النوع من الحج يحرم فيه الحجيج مرة واحدة ، و يقوم بقضاء عمرة و بعدها حج بنفس الإحرام .

حج الإفراد

وهذا النوع يكون فيه الإحرام للحج أولا ثم بعد ذلك إن أراد الحجيج أداء عمرة عليه بالتحلل من الإحرام ، ثم عقد نيه الاعتمار .