اشتُهر ابن رجب بالعديد من الأخلاق الفاضلة والكريمة، مجتنباً الرذيل منها من حقد وحسد وبغض ورياء وغير ذلك، واشتُهر بالزهد والورع والتقوى والتعفف والسموّ عن الدنيا وما فيها، فرفض أيّ عطية أو هبة من أي حاكم، وكان يحثّ على مخالطة الصالحين من الناس وأهل العلم، والابتعاد عن مخالطة أبناء الدنيا، وكان أيضاً من العاملين بذلك ممّا أدّى به إلى حفظ القرآن الكريم، ومعرفة ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة والتابعين رضي الله عنهم، كما كان صاحب بصيرة في مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.

الامام ابن رجب الحنبلي

هو الحافظ زين الدين وجمال الدين أبو الفرج، عبد الرحمن بن الإمام المقرئ المحدّث شهاب الدين أحمد بن الإمام المحدّث الشيخ أبي أحمد رجب عبد الرحمن البغدادي الدمشقي الحنبلي المشهور بابن رجب، يُلقّب جدّه بعبد الرحمن، كان ابن رجب خير قدوة، عالماً، وشيخاً، وإماماً، وعلّامةً، وعُرف بالزهد والبركة والحفظ، وأنّه عمدة وثقة وحُجّة في العلم، كما اتبع المذهب الحنبلي. وُلد ابن رجب في بغداد، سنة سبعمئة وست وثلاثين، ثمّ انتقل إلى الشام مع والده في سنّ مبكّرة من عمره، وكان ذلك سنة سبعمئةٍ وأربع وأربعين، ونال الإجازة من ابن النقيب والنووي رحمهما الله، وتعلّم على يد عثمان بن يوسف في مكّة المكرمة، وحرص على سماع الحديث النبوي برعاية واعتناء والده، ولمّا انتقل إلى مصر تلقّى العلم عن صدر الدين أبي الفتح الميدومي، وجماعة من أصحاب ابن البخاري، وجماعة أخرى عُرفت برواية الآثار، ونقل عن محمد بن الخباز، وإبراهيم بن داود العطار، ومحمد بن القلانسي أبي الحرم، وقال عنه ابن حجي: (أتقن الفنَّ -أي فن الحديث- وصار أعرف أهل عصره بالعلل وتتبع الطرق، وتخرَّج به غالب أصحابنا الحنابلة بدمشق).

حياة الامام ابن رجب الحنبلي 

ولد ببغداد سنة ست وثلاثين وسبعمائة، وقدم مع والده إلى دمشق وهو صغير، سنة أربع وأربعين وسبعمائة، وأجازه ابن النقيب والنووي، وسمع بمكة على الفخر عثمان بن يوسف، واشتغل بسماع الحديث باعتناء والده، وحدَّث عن محمد بن الخبَّاز، وإبراهيم بن داود العطار وأبي الحرم محمد بن القلانسي، وسمع بمصر من صدر الدين أبي الفتح الميدومي ومن جماعة من أصحاب ابن البخاري ومن خلق من رواة الآثار، وكانت مجالسه تذكرة للقلوب وللناس عامة مباركة نافعة، اجتمعت الفرق عليه ومالت القلوب بالمحبة إليه.

تعليم الامام ابن رجب الحنبلي 

لقد تلقى العلامة الجليل ابن رجب  العلم على يد علماء عظماء و اكابر  منهم الامام الجليل القيم  ابن القيم ، و منهم ايضا  الامام ابن العطار  ،  و كذلك  الامام محمد بن إسماعيل الخباز ،  و الامام ابو الفتح محمد بن إبراهيم الميدومي ،  و الامام ابن عبد الهادي  ، و أيضا من الائمة التي تعلم منها الامام ابن رجب الامام  أبو الحرم محمد بن محمد بن محمد القلانسي .

ما قاله العلماء عن الامام ابن رجب :

لقد اثنى العديد من العلماء الكبار على العلامة ابن رجب و قالوا عنه كلام طيب في حقه فقد كانوا يقولون انه بارع في الحديث و فنونه وعلله و طرقه و ايضا قالوا انه محبوب  و مجالسه تهز القلوب

و من اشهر الاقوال ما قاله ابن العماد الحنبلي عنه حيث انه قال :

” ( كانت مجالس تذكيره للقلوب صادعة, و للناس عامة مباركة نافعة, اجتمعت الفرق عليه, و مالت القلوب بالمحبة إليه, و له صفات مفيدة, و مؤلفات عديدة ) ” .

و ايضا من اشهر ما قيل في حق العلامة ابن رجب ما قاله الامام ابن حجر العسقلاني عنه حيث قال :

” ( و مهر في فنون الحديث أسماء و رجالا وعللا و طرقا, و اطلاعا على معانيه ) “.

و ايضا قال السيوطي عن الامام ابن رجب  :  ” ( هو الإمام الحافظ المحدث الفقيه الواعظ )) “.

اشهر مؤلفات وكتب العلامة ابن رجب الحنبلي

الف الامام العلامة ابن رجب الحبلي العديد من المؤلفات القيمة في التفسير و الحديث و الفقه و غيرها و من اشهر مؤلفاته  :

_ جامع العلوم والحكم.

_ أهل القبور.

_ شرح علل الترمذي.

_ نزهة الأسماع في مسألة السماع.

_ القواعد الفقهية.

_ تفسير سورة الإخلاص.

_ تفسير سورة النصر.

_ الفرق بين النصيحة والتعبير.

_ فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن رجب.

_ فضل علم السلف علي علم الخلف.

_ استخراج الجدال من القرآن الكريم.

_ لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف.

_ ذيل طبقات الحنابلة.

_ اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى.

_ جامع العلوم والحكم.

_ كشف الكربة في وصف أهل الغربة.

_ الحكم الجديرة بالإذاعة .

وفاة الامام ابن رجب الحنبلي

توفي رحمه الله ليلة الاثنين رابع شهر رمضان، سنة 795هـ، بأرض الخميرية ببستان كان استأجره وصُلِّى عليه من الغد، ودفن بالباب الصغير جوار قبر الشيخ الفقيه أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي ثم المقدسي الدمشقي المتوفى في ذي الحجة سنة ست وثمانين وأربعمائة

قال ابن ناصر الدين: ولقد حدثني من حفر لحد ابن رجب أن الشيخ زين الدِّين بن رجب جاءه قبل أن يموت بأيام، فقال لي: احفر لي هاهنا لحدًا وأشار إلى البقعة التي دفن فيها، قال: فحفرت له، فلما فرغ نزل في القبر واضطجع فيه فأعجبه وقال هذا جيد ثم خرج، قال فوالله ما شعرت بعد أيام إلا وقد أُتى به ميتًا محمولاً في نعشه فوضعته في ذلك اللحد.