فقد جاء في سبب هذه التسمية عدة أقوال: فقيل أن جده محمد بن الخضر حج وله امرأة حامل، وعندما كان على درب تيماء، رأى جارية طفلة خرجت من خِباء، فلما رجع إلى حران وجد امرأته قد ولدت بنتاً، فلما رآها قال: يا تَيْمِيَّة يا تَيْمِيَّة، فلُقب بذلك. والقول الآخر هو أن محمد بن الخضر هذا كانت أمه تسمى تيمية وكانت واعظة، فنُسب إليها، وعُرف بها.
شيخ الاسلام الامام ابن تيمية
تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحراني (661 هـ - 728هـ/1263م - 1328م) المشهور باسم ابن تيمية. هو فقيه ومحدث ومفسر وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة. وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن تيمية حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجده، كما كان من الأئمة المجتهدين في المذهب، فقد كان يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقًا للدليل من الكتاب والسُنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف.
مولد شيخ الاسلام الامام ابن تيمية
ولد الامام ابن تيمية في ربيع الاول سنة 661 هجريا الموافق الواحد والعشرون من يناير سنة 1263 ميلاديا … و قد ولد الامام ابن تيمية في مدينة حران في دمشق هذه المدينة التي كانت مشهورة بالعلم و تمسكها بالمذهب الحنبلي … و كانت أسرته إحدى أسر مدينة حران المشتهرة بالعلم و الدين وكانت هذه الأسرة منذ أن عرف تاريخها حنبلية المذهب و تتزعمه في تلك الديار، و عمل أكثر رجالها العلماء بالتدريس و الإفتاء و التأليف … و فقد كان جد الامام ابن تيمية محدث ومقرئ ومفسر، وأحد فقهاء عصره … وكان والد الامام ابن تيمية عالماً و محدثاً، وفقيهاً حنبلياً. ولد في مدينة حران وتلقى العلم فيها ، و رحل في صغره إلى حلب وسمع من شيوخها و أهل العلم فيها، حتى أصبح مدرس و مفتي، ثم صار شيخ مدينته حران وخطيبها. وعند انتقاله إلى مدينة دمشق قام بالتدريس بصورة منتظمة في الجامع الأموي، و ولي مع ذلك مشيخة دار الحديث السكرية بالقصاعين، و سكن بها حتى وفاته . و امه كانت لها مكانة كبيرة في قلب الامام ابن تيمية .
نشأته وعلمه وعمله
كان العصر الذي ولد فيه ابن تيمية عصراً مليئاً بالقلق و الاضطراب …. و كان العالم الإسلامي كله خائفاً من التتار، الذين كانوا إذا نزلوا على مدينة أفسدوها و خربوها و نهبوها، و قتلوا أهلها و سرقوا أموالها … فعندما كان عمر ابن تيمية ست سنوات تقريبا أغار التتار على بلده حران، فالتجأت أسرتُه إلى الفرار منها بجميع ما كان لديها … و اتجهت اسرته الى دمشق واستقرت فيها … و قد نشأ ابن تيمية في دمشق نشأة علمية … و بدأ اهتمام ابن تيمية بالدراسة و العلم منذ صغره فقد قيل انه تلقى العلم عن اكثر من مائتي شيخ … و قد تعلم ابن تيمية الخط و الحساب و حفظ القرآن الكريم في صغره،… و كان الامام ابن تيمية محبا للعلم و عرف عنه وعن اسرته قوة الذاكرة وسرعة الحفظ وعرف عنه ايضا قوة ذكائه و سرعة ادراكه … و قد أتقن ابن تيمية عدداً من العلوم منها التفسير و الحديث و الفقه و اللغة العربية وغيرها من العلوم، وقيل أنه أتقن ثلاثة لغات غير اللغة العربية وهي العبرية والتركية واللاتينية. و شرع الامام ابن تيمية في الإفتاء و هو في سن السابعة عشرة من عمره … و قد بدأ الامام ابن تيمية بالتأليف في هذا السن أيضاً …. و وعمل الامام ابن تيمية بالتدريس و هو في الحادية والعشرين من عمره بعد موت أبيه في المدرسة السكرية فتولى هو مشيختها … و بدأ بدرس ايضا الامام ابن تيمية التفسير بالجامع الأموي وكان يبلغ من العمر وقتها ثلاثين سنة، و استمر فيه سنين طويلة … و درس ايضا الامام ابن تيمية بالمدرسة الحنبلية لكثير من طلبة العلم …. و للامام ابن تيمية مؤلفات عديدة في علوم عدة كالتفسير و اللغة العربية، و الفقه، وأصول الفقه، و الحديث، و الفتاوي و غيرها … و اضطهد كثيرا الامام ابن تيمية و سجن كثيرا بسبب فتاويه و ارائه .
اهم مؤلفات شيخ الاسلام الامام ابن تيمية
للامام ابن تيمية الكثير من المؤلفات منها : فتوي ابن تيمية عن كتاب فصوص الحكم. ، و منهاج السنة النبوية ، ولاحتجاج بالقدر ، و الاستقامة ، و رفع الملام عن الأئمة الأعلام، والرد على المنطقيين ، و كيفية الخلاص في تفسير سورة الإخلاص.
وفاة شيخ الاسلام الامام ابن تيمية
لقد توفي الامام العلامة شيخ الاسلام الامام ابن تيمية في العشرون من ذي القعدة سنة 726 هجريا الموافق الخامس و العشرون من سبتمبر سنة 1328 ميلاديا … و قد توفي الامام ابن تيمية في السجن (في سجن القلعة ) بعد ان مرض في السجن عشرون يوما ثم مات … و قد سجن بسبب مسألة فتواه التي قال فيها لا يجوز السفر لزيارة قبور الأنبياء و الصالحين …. و علم الناس بوفاته و اجتمعوا حول القلعة و فتح باب القلعة فامتلأت بالرجال و النساء و صلي عليه بعد صلاة الظهر و كانت جنازته عظيمة جدا .