هناك العديد من المعارك التي دارت في المملكة من أجل توحيدها و قد شارك فيها كبار القادة و قام العديد منهم بالتضحية بنفسه و ماله من أجل توحيد البلاد و نهضتها و تقدمها ، حتى تم توحيدها على يد سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – و من بين المعارك التي دارت كانت معركة السبلة ، و قد قامت تلك المعركة بين الإخوان سلطان بن بجاد و فيصل الدويش مع سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله .
أسباب معركة السبلة :
1- في البداية كان هناك العديد من المعارك التي دارت داخل المملكة من أجل توحيدها ، لكن رغب سمو الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – في إيقاف الحرب و الاهتمام بالبنية الداخلية للمملكة و العمل على البناء و التعمير في المملكة و طالما الحرب قائمة فهذا يسلب الدولة مواردها الإقتصادية ، كما يؤثر على الحالة الإجتماعية العامة في الدولة ، لذلك أراد سمو الملك أن يتم التوقف عن القتال و البدء في التطوير و التعمير ، و لكن لم يوافق جميع القادة على ذلك الرأي ، فمنهم من أراد البقاء في المعارك و الجهاد في سبيل الله و الاستمرار في فتح بعض البلاد الأخرى .
2- و كان الإخوان سلطان بن بجاد و فيصل الدويش أحد رجال الدولة الذين رفضوا فض المعارك و صمموا أن يظل القتال قائمًا و أصروا على فتح العراق و ضمها للمملكة ، و هذا ما تعارض مع سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – و مع هذا التعارض القائم بين القوتين لم يجد سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – مفرًا من أن يقاتل الشيخ سلطان بن بجاد و الشيخ فيصل الدويش ، و هذا ليردعهما عن القتال مع العراق و الإنتباه لبناء و تعمير الدولة و السيطرة على أقطارها .
3- قام الإخوان سلطان بن بجاد و فيصل الدويش بإنشاء جيش كبير من الأعراب و هذا ليعلنوا الحرب ضد الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – و سولت لهم أنفسهم الإنقلاب على الملك ، و قاموا بعمل زعزعة في البلاد و عابوا على سياسة سمو الملك و استنكروا الإصلاحات التي كان يقوم بها ، و إنضم لهم بعض العرب الذين لم يكن لديهم ولاء لسمو الملك حامي البلاد و موحدها ، و عندما علم سمو الملك بهذا الحشد لم يعلن الحرب بل مد لهم يد السلام و عرض عليهم الإجتماع بهم و عرض مطالبهم في سلام دون حرب .
4- دعا سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – رؤساء القبائل و المشايخ و العلماء و الإخوان في إجتماع في مدينة الرياض و بالفعل حضر الجميع ذلك المؤتمر ماعدا سلطان بن بجاد امتنع عن حضور الإجتماع ، و لكن ما قدموه في الإجتماع تعارض بشكل كبير مع سياسات سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – لأنهم أرادوا إرغاب الشيعة على الرجوع عن طريقهم بالقوة و إلا يتم قتلهم و إخراجهم من البلاد ، و بعد ذلك قام الملك بعرض مطالبهم على الكثير من العلماء و المشايخ ، و جميعهم أقر بأن اصلاحات سمو الملك لا تخل من الشريعة الإسلامية و أن عدم طاعة الملك ضد الشريعة ، و لذلك اعتبر الإخوان أن تلك الفتوى جاءت في صالح الملك ضد مصالحهم .
أحداث معركة السبلة :
قام الإخوان بحشد قواتهما للحرب ضد سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – و قام الملك أيضًا بحشد قواته و كانت تتشكل من كبار قادة المملكة في ذلك الوقت ، و تعتبر تلك المعركة هي آخر المعارك التي قادها سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – و بعد تلك المعركة تفرغ للإصلاحات الداخلية في المملكة ، و بعد أن إجتمعت القوات في الزلفي و عرض سمو الملك على سلطان بن بجاد أن يتقدم للمحاكمة و ينهي الحرب ، لكن سلطان بن بجاد رفض و أصر على القتال .
قامت قوات سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – بشن هجوم على قوات الإخوان و ذلك في يوم 30 مارس عام 1929م ، و دارت المعركة بينهما حتى إنسحبت قوات الملك و ظن الإخوان أنهم إنتصروا و خرجوا من أماكنهم ،ولكنه كان زكاء كبيرا من قبل الملك، عندئذً قامت قوات الملك بالهجوم عليهم و تم الإنتصار لصالح الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – و قام بالقضاء على الإخوان .