الدولة الأيوبية هي دولة إسلامية نشأت في مصر، وامتدت لتشمل الشام والحجاز واليمن والنوبة وبعض أجزاء المغرب العربي. يعد صلاح الدين يوسف بن أيوب مؤسس الدولة الأيوبية، كان ذلك بعد أن عُيِّن وزيرًا للخليفة الفاطمي العاضد لدين الله ونائبًا عن السلطان نور الدين محمود في مصر، فعمل على أن تكون كل السلطات تحت يده، وأصبح هو المتصرف في الأمور، وأعاد مصر الى تبعية الدولة العباسية، فمنع الدعاء للخليفة الفاطمي ودعا للخليفة العباسي، وأغلق مراكز الشيعة الفاطمية، ونشر المذهب السني.
تولي توران شاه مقاليد الحكم في مصر
توران شاه هو آخر ملوك الأيوبيين في مصر والشام، ولد في القاهرة عام 621 هـ/1224 م، وهو ابن الملك الصالح نجم الدين أيوب من زوجته شجرة الدر.
تولى توران شاه الحكم بعد وفاة والده في 24 رجب 647 هـ/27 مايو 1250 م، وكان في ذلك الوقت يبلغ من العمر 27 عامًا فقط.
في بداية حكمه، تمكن توران شاه من تحقيق بعض الانتصارات على الصليبيين، حيث هزم جيشهم في معركة المنصورة في يوليو 1250 م، وأسر ملكهم لويس التاسع.
ولكن بعد ذلك، بدأت المشاكل تواجه توران شاه، حيث ظهرت خلافات بينه وبين زوجته شجرة الدر، وبدأ المماليك البحرية في التمرد عليه.
وفي النهاية، تمكن المماليك البحرية من قتل توران شاه في 27 محرم 648 هـ/2 مايو 1250 م، وبذلك انتهت الدولة الأيوبية في مصر والشام، وبدأ حكم المماليك.
وفيما يلي بعض من أهم الأحداث في حياة توران شاه:
- توليه الحكم: تولى توران شاه الحكم بعد وفاة والده في 24 رجب 647 هـ/27 مايو 1250 م.
- انتصاره على الصليبيين: تمكن توران شاه من تحقيق بعض الانتصارات على الصليبيين، حيث هزم جيشهم في معركة المنصورة في يوليو 1250 م، وأسر ملكهم لويس التاسع.
- خلافاته مع شجرة الدر: بدأت خلافات بين توران شاه وزوجته شجرة الدر، حيث كان توران شاه يريد أن يحكم بمفرده، بينما كانت شجرة الدر تريد أن تشاركه الحكم.
- تمرد المماليك البحرية: تمكن المماليك البحرية من قتل توران شاه في 27 محرم 648 هـ/2 مايو 1250 م، وبذلك انتهت الدولة الأيوبية في مصر والشام.
معركة المنصورة العظيمة
تسرب خبر وفاة الملك الصالح أيوب تسرب إلى العامة، ووصل إلى الصليبيين، وهو ما ساهم في تشجيع الصليبيين على القتال، وانخفاض معنويات الجيش المصري، الذي ظل ثابتاً في المنصورة، فوضع فارس الدين أقطاي مع ركن الدين بيبرس خطة، لمقابلة الجيش الفرنسي في المنصورة، وتم عرضها على شجرة الدر، التي أقرتها، وأخذ الجيش المصري مواقعه، واستعد للقاء .
في اليوم الرابع من ذي القعدة من سنة 647 هجرية دارت موقعة المنصورة العظيمة، وانتصر فيها الجيش المصري انتصاراً باهراً، وحدث آخر خارج المنصورة على جيش الملك لويس التاسع المعسكر خارج المنصورة، وتمكن لويس التاسع من صده .
وصل توران شاه وتسلم مقاليد الحكم، وأعلن رسمياً وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب، وولاية توران شاه حكم مصر والشام، وبعد أيام ذهب إلى المنصورة، وبدأ في التخطيط لهجوم جديد على الجيش الصليبيين الذي ساءت حالته ، وبدأ بالانسحاب ناحية دمياط .
استطاع الجيش المصري أن يلتقي مرة أخرى مع الصليبيين، عند مدينة ” فارسكور ” في أوائل المحرم سنة 648 هجرية، بعد أقل من شهرين من موقعة المنصورة الكبيرة، ودارت هناك معركة هائلة تحطم فيها الجيش الصليبي تماماً، بل وأسر الملك لويس التاسع نفسه، وحبس في دار ” فخر الدين إبراهيم ابن لقمان“.
مقتل توران شاه
في أحد صباحات أواخر شهر المحرم سنة 648هـ كان توران شاه يتناول إفطاره في خيمته، وهجم عليه مجموعة من المماليك بعد شكوكهم بنواياه في التخلص منهم فرادى، وقتلوه، وبمقتله سقطت الدولة الأيوبية بمصر وقامت دولة المماليك.