الحرب الأهلية الروندية كانت عبارة عن نزاع دار بين رئيس الحكومة و من يوالوه ، و في الجهة الأخرى جبهة المتمردين الوطنية ، و قد بدأ النزاع في الأول من أكتوبر من عام 1990 .

خلفية الحرب الأهلية
– كانت الجبهة الوطنية الرواندية حركة تمرد شرعت في احتلال رواندا في عام 1990 ، مما تسبب في حدوث الحرب الأهلية التي دارت في فترة امتدت حتى أربعة سنوات ، طالبت فيها هذه الجبهة تقسيم السلطة السياسية و إعادة حقوق لاجئين التوتسي ، في ذاك الوقت اضطر الرئيس جوفينال هابياريمانا في الضغط على المجتمع الدولي ، و محاولة نقل الأحزاب جميعها إلى حزب واحد .

– في ذاك الوقت سكن رواندا قبيلتين معروفتين ، و هم قبائل مزارعين الهوتو و قبائل التوتسي التي عملت في رعي الأغنام و كان لهم الأغلبية ، و بعد فترة من الزمن انصهر القبيلتين معا عن طريق الزواج ، في حين تعاملت الحكومة مع القبيلتين على أنهم كيانين منفصلين .

– كانت من أهم الأحداث التي زادت من توتر الموقف المذابح التي راح ضحيتها الكثيرين من قبائل التوتسي ، مما أدى إلى نشوب الثورة الاجتماعية الزراعية .

– بعد ذلك حدثت العديد من الهجرات لقبائل التوتسي ، و ذلك نتيجة لكثرة الاعتقالات و المجازر ، هذا فضلا عن حرمانهم من التعليم العالي و المشاركة في الحياة السياسية ، و هنا بدأت حركات التمرد ضد الحكومة .

نشوب الحرب الأهلية
في عام 1990 تحديدا في الحادي من أكتوبر ، قام عدد من متمردي الجبهة الوطنية الرواندية بعبور حدود رواندا عن طريق أوغندا ، وقتها كانوا مرتدين ملابس الجيش الأوغندي ، و قد بلغ عددهم أربع آلاف متمرد ممن ولدوا و تربوا في المنفى ، و كان هدفهم إلغاء التمييز الثقافي و السياسي ، و إصلاح النظام السياسي و القضائي .

التدخل الخارجي
– كانت أوغندا في هذا الوقت توالي جبهة المتمردين ضد الجيش الرواندي ، و هو ما مكنهم من التصدي أمام الجيش حتى تمكنوا من الوصول إلى عاصمة رواندا ، و في هذا الوقت طالبت رواندا تدخل بلجيكا في الحرب .

– فشلت الجبهة المتمردة من مواصلة الانتصارات بسبب دعم فرنسا و زائير لرواندا ، حيث قامت زائير بإرسال عناصر من الحرس الرئاسي لمساعدة الجيش الرواندي ، و كذلك قامت فرنسا بإرسال الدبابات بغرض دعم رواندا .

حرب العصابات
– انخفض عدد المقاتلين في ذاك الوقت من المتمردين ، مما أدى إلى انسحاب بعض القوات إلى أوغندا ، و هنا بدأت حرب العصابات .

– في الرابع من أكتوبر قامت رواندا بشن هجوم مزيف على كيغالي ، بغرض إخافة المدنيين و المتعاطفين مع المتمردين ، و كانت نتيجة هذا الهجوم مذابح شديدة قضت على حوالي 384 مدني من التوتسي ، فضلا عن اعتقال أكثر من عشرة آلاف مدني في فترة لم تتجاوز 48 ساعة .

– استمرت هذه الحروب في الفترة بين عامي 1991 و 1992 ، و بعدها تم تحرير عدد كبير من المعتقلين ، و استمرت الحرب حتى نهاية عام 1992 ، و انتهت بإعلان النظام الرواندي لعمليات الإبادة الجماعية في حق قبائل التوتسي .

اتفاقات أروشا
– في عام 1992 وقعت الجبهة الوطنية الرواندية و الحكومة الرواندية على وقف عملية إطلاق النار ، و بعدها تم التوقيع على عدة اتفاقيات سلام .

– و بعد سلسلة من المجازر في روندا قامت الجبهة الوطنية بخرق الاتفاقية ، و شنت هجوم شديد على شمال غرب رواندا ، و كان نتيجته نزوح مئات الآلاف من الروانديين ، بعدها تم إعادة محادثات السلام بشكل نهائي في عام 1993 ، و كان مفادها تقاسم السلطة بين كل من الحكومة و المعارضة الداخلية ، و تم تطبيق هذه الاتفاقية من أجل وقف عمليات المذابح ، و لكن للأسف قامت الحكومة بعد وقت قصير بقتل آلاف من الهوتو و التوتسي في مذبحة واحدة في عام 1994 .