الحديث الصحيح هو مصطلح من مصطلحات علم الحديث ، وقد يقصد به المتواتر والصحيح لذاته والصحيح لغيره والحسن ، يقول ابن حجر :«واعلم أن أكثر أهل الحديث لا يفردون الحسن من الصحيح»، وقد يقصد به الصحيح لذاته والصحيح لغيره فقط.
وحين يُقصد به الحديث الصحيح لذاته فهو الحديث المسند المتصل فلا يكون منقطعًا ولا مرسلًا بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه فلا يحتوي على رواة مجروحين، و لا يكون شاذًا، ولا معللًا.
شروط الحديث الصحيح
قال النووي : «إذا قيل في حديث إنه صحيح فمعناه ما ذكرنا، ولا يلزم أن يكون مقطوعا به في نفس الأمر وكذلك, وإذا قيل: إنه غير صحيح، فمعناه لم يصح إسناده على هذا الوجه المُعتبر، لا أنه كذب في نفس الأمر، وتتفاوت درجات الصحيح بحسب قوة شروطه.» وهي خمسة شروط :-
اتصال السند
يقصد به أن يكون بين راوة السند ترابط علمي بحيث يتلقى اللاحق عن السابق والمتحمل عن المؤدي فلا يكون بين اثنين من رواة الحديث فجوة زمنية أو مكانية يتعذر معها اللقاء أو يستحيل التلقي ، بمعنى أن يكون كل واحد من رواة الحديث قد سمعه ممن فوقه .
عدالة رواته
- مَلَكَة في النفس تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة ومجانبة الفسوق والابتداع ، والراوي العدل هو من توفرت فيه الشروط التالية:
- الإسلام : فلا تقبل رواية غير المسلم ولو كان كتابيا.
- البلوغ : فلا تقبل رواية الصبي.
- العقل : فلا تقبل رواية المجنون.
- عدم الفسق : والفسق هو ارتكاب الكبائر أو الإصرار على الصغائر.
- المروءة : وهي أن يتصرف الراوي بما يليق بأمثاله ، فإذا كان عالمًا تصرف كما يليق بالعلماء ولا يتصرف كالباعة والمحدثون بهذا يركزون على الجانب الأخلاقي في الراوي الذي يتضمن صدقه وأمانته وبراءته من كل ما يتنافى مع مقام الرواية .
وهذا يعرف بالرجوع إلى أوصافهم عند علماء الجرح والتعديل
الضبط
- وهو أن يحفظ كل واحد من الرواة الحديث إما في صدره وإما في كتابه ثم يستحضره عند الأداء ، وينقسم إلى قسمين :
- ضبط صَدْر :هو أن يحفظ الراوي ما سمعه بحيث يتمكن من أدائه كما سمع متى شاء.
- ضبط كتاب :وهو صيانة الراوي لما كتب بعد تصحيحه وتحريره وتقريره, وصيانته كتابه عن أن تمتد إليه يد العبث أو التحريف منذ يكتبه إلى أن يؤديه كما كتبه وتلقاه.
السلامة من الشذوذ
أن لا يكون الحديث شاذاً والشاذ هو ما رواه الثقة مخالفاً لمن هو أقوى منه ، بأن يكون في رواية الثقة زيادة أو نقص ليس في رواية الأوثق بحيث لا يمكن الجمع أوالتوفيق بين ما اختلفا فيه ووجود هذه المخالفة يمنع من صحة الحديث
السلامة من العلل
أن لا يكون الحديث معللاً، والمعلل هو الحديث الذي اطلع فيه على علة خفية تقدح في صحته والظاهر السلامة منها ، غير أنه يوجد سبب خفي لا يدركه إلا أكابر العلماء يمنع من الحكم عليه بالصحة ، ومن ذلك أن يكون الحديث موقوفا فيروى مرفوعُا أو العكس ، أو يكون في الإسناد راوٍ يروي عمن عاصره بلفظ (عن) موهمًا أنه سمعه بينما هو لم يسمع منه ، ويشترط لصحة الحديث خلوه من العلل .
أقسام الصحيح من حيث كثرة الرواة وقلتهم
- متواتر
- الآحاد
- عزيز
- مشهور
- غريب
أقسام الصحيح باعتبار ما خرجه الأئمة في تصانيفهم
- أولها صحيح أخرجه البخاري ومسلم.
- الثاني صحيح انفرد به البخاري عن مسلم.
- الثالث صحيح انفرد به مسلم عن البخاري
- الرابع صحيح على شرطهما لم يخرجاه.
- الخامس صحيح على شرط البخاري لم يخرجه.
- السادس صحيح على شرط مسلم لم يخرجه.
- السابع صحيح عند غيرهما وليس على شرط واحد منهما.