تعتبر الثورة المجيدة في أسبانيا أحد أهم الأحداث في التاريخ الأسباني ، و قد حدثت في شهر سبتمبر لذا يطلق عليها الكثيرين اسم سبتمبرينا .
الثورة المجيدة في أسبانيا
بداية الثورة
– في بداية عام 1860 حدث صخب شعبي شديد ، نتج عن العديد من المشاكل التي تسبب فيها نظام الحكم الذي ترأسه الملكة إيزابيل الثانية ، فعانت البلاد من أزمات شديدة امتدت من الفترة من عام 1858 و حتى عام 1863 ، في هذا الوقت اختار حزب التقدم الإنسحاب من الانتخابات رغبة منهم في نزع السلطة من نظام الحكم .
– بعدها حدثت عدة أحداث نتج عنها تمرد شديد في مدريد ، بغرض إنهاء فترة حكم إيزابيل ، و عرف هذا الأمر باسم انتفاضة ثكنة سان خيل ، و كان هذا الأمر من أهم الأحداث التي نتج عنها عدة أمور غاية في الأهمية .
الأزمة المالية في 1866
شهد أوائل عام 1866 أزمة مالية شديدة كانت الأولى من نوعها في تاريخ الرأسمالية الأسبانية ، تلك الأزمة المالية التي نتج عنها العديد من الخسائر التي لحقت بشركات السكك الحديد ، و كذلك شركات الإئتمان ، حتى أن بعض الشركات انخفضت أرباحها بشكل بالغ ، و بدأت الأزمة تنتقل من بلد إلى أخرى ، و تفاقمت بأزمة الغذاء التي حدثت في 1867 ، حين حدث نقص شديد و ضعف في المحاصيل في تلك الفترة ، و الجدير بالذكر أن رجال السياسة لم يكن لهم أي علاقة بالأزمة ، تلك التي كانت سببا في الفقر و الغلاء الذي وصل إلى حد عدم قدرة البعض على شراء رغيف واحد من الخبز ، و ذلك لأن سعر الطحين على سبيل المثال قد وصل إلى حوالي ثمانية أضعاف سعره ، و من هنا حدثت العديد من الاحتجاجات التي بدأت في غرناطة و أشبيلية ، و التي نتج عنها العديد من الظروف الاجتماعية الشديدة .
الأزمة السياسية
– أسلفنا في ذكر أن أزمة الغذاء لم يكن للحكومة دخل فيها ، في حين أن الفساد كان له عامل كبير في اختلال الأوضاع ، مما أدى إلى حدوث عدد من الأشكال المتوترة سياسيا ، و التي ساعدت في نشأة عدة أحزاب بعضها مؤيد لنظام الحكم ، و بعضها يرغب في الإنقلاب عليه ، أما عن الجزء الذي يرغب في الإنقلاب على الحكم ، فقد ظهر بعد فترة أن هذا الأمر ما هو إلا صورة للحصول على التأييد الشعبي ، مما زاد من حدة الموقف بين الحكومة و الشعب .
– بعدها تعاقبت العديد من الأحداث التي شملت اتفاق اوستند ، و الذي حاول تهدئة الموقف ، و كان نتيجته تعيين وزير داخلية جديد اعتمد على الاستبداد و القمع .
إندلاع الثورة
– مع بداية شهر سبتمبر من عام 1868 كان الجميع مستعدين و في انتظار التمرد العسكري ، و الذي قام بتحديد مدينة قادس كنقطة لانطلاقه ، و كان هذا التمرد يرأسه أحد الجنرالات المعروفين وقتها ، و هو نفس الجنرال الذي اعترض على حكم والد الملكة إيزابيل المعروف باسم فرناندو السابع .
– في ليلة 16 من شهر سبتمبر ، قام عدد من الجنرالات بالانضمام إلى الجنرال خوان باوتيستا ، و لكن بعض الجنرالات المنفيين تأخروا في الوصول ، مما دعاه للعجلة في قراءة البيان العسكري ، و الذي نص على الإنقلاب على الحكم .
– بدأت بعدها الثورة في الإنتشار في كل أنحاء أسبانيا بداية من الأندلس ، و تم تحديد حزب ديمقراطي تألف منه مجلس ثوري ، و تم تحديد المطالب الأساسية للثورة ، و التي شملت احترام الحريات و إلغاء عقوبة الإعدام و التوقف عن الضرائب و احترام الحرية الدينية و إلغاء التجنيد الإجباري .
– بعد ذلك تم إعلان البيان الرسمي للمتمردين ، و دارت العديد من الأحداث التي انتهت بانتصار هذه الثورة ، و نفي الملكة إلى باريس و تحقيق الديموقراطية المرغوبة .