الظلم وضع الشيء في غير موضعه، وهو الجور، وقيل: هو التصرف في ملك الغير ومجاوزة الحد. ويطلق على غياب العدالة أو الحالة النقيضة لها. ويستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى حدث أو فعل معين، أو الإشارة إلى الوضع الراهن الأعم والأشمل.

يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي

حديث يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي هو حديث نبوي صحيح رواه البخاري ومسلم، ونص الحديث هو:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا".

شرح الحديث:

يبين الحديث أن الله تعالى حرم الظلم على نفسه، وعلى عباده، فهو لا يظلم أحدًا، ولا يرضى بالظلم لأحد من خلقه.

معنى "حرمت الظلم على نفسي":

معنى "حرمت الظلم على نفسي" أي: منعته على نفسي، فلا أظلم أحدًا، ولا أفعل شيئًا يخالف العدل.

معنى "وجعلته بينكم محرمًا":

معنى "وجعلته بينكم محرمًا" أي: جعلته بينكم حرامًا، فلا تفعلوه، ولا تظالموا بعضكم بعضًا.

فضل الحديث:

حديث يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي حديث عظيم، يبين حرمة الظلم، وأنه من أخطر الذنوب التي توعد الله تعالى عليها بالعقاب الشديد.

عقوبة الظلم:

عقوبة الظلم تختلف باختلاف نوع الظلم، فقد يكون الظلم في حق الله تعالى، أو في حق الناس.

  • إذا كان الظلم في حق الله تعالى، فإن عقوبته هي:

    • الحرمان من رحمة الله تعالى.
    • دخول النار.
  • إذا كان الظلم في حق الناس، فإن عقوبته هي:

    • العقوبة في الدنيا، كالفتنة والاضطراب.
    • العقوبة في الآخرة، كالعذاب الشديد في النار.

الدعوة إلى العدل:

يدعو الحديث إلى العدل، والابتعاد عن الظلم، فهو من أهم المبادئ التي دعا إليها الإسلام. والعدل هو أساس قيام المجتمع على أسس سليمة، وهو الذي يضمن حقوق الناس، ويحفظ أمنهم واستقرارهم.

كيفية الابتعاد عن الظلم:

يمكن الابتعاد عن الظلم باتباع الآتي:

  • تقوى الله تعالى، وخشيته في السر والعلن.
  • العدل في الأحكام والقرارات.
  • عدم الاعتداء على حقوق الآخرين.
  • الوقوف مع المظلومين.

حديث يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي حديث عظيم، يبين حرمة الظلم، وعقوبته في الدنيا والآخرة. ومن واجب المسلم أن يتقي الله تعالى، ويحرص على العدل في تعاملاته مع الآخرين.

أنواع الظلم

ينقسم الظلم إلى ثلاثة أنواع:
أولها : ظلم الإنسان لنفسه وهو أعظم أنواع الظلم وهو الوقوع في الشرك والعياذ بالله “إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”.

ثانيها : ظلم الإنسان لنفسه بالمعاصي وذلك بترك الطاعات وفعل المعاصي.

ثالثها: وهناك ظلم العبد للناس ومنها قتل النفس التي حرم الله فهي من أنواع الظلم، وكذلك أكل مال اليتامى، وأكل أموال الناس بالباطل جميع هذه الأعمال تندرج تحت أنواع الظلم وأعظمها الشرك بالله مصداقًا لقول الله “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ” [النساء : 48].

ويقول أهل العلم غفران الذنب يكون على ثلاثة أصناف : صنف لا يغفره الله وهو الشرك، وصنف لا يترك الله منه شيئًا، وهو مظالم العباد، وصنف تحت مشئة الله إن شاء غفر وإن شاء عذب وهو فيما دون الشرك من الذنوب والمعاصي.

المستفاد من الحديث :
يحذر الله عباده من الوقوع في مغبة الظلم، سواء ظلم النفس أو ظلم الناس وذلك بتقوى الله في جميع الأعمال وتقديم رضا الله على رضا العبد، كما يوضح رب العزة أن الطاعة لن تزيد أو تنقص من ملك الله فهو ليس في حاجة لها، بل نحن من نحتاجها حتى نستطيع العبور بسلام إلى الدار الآخرة، من خلال الحرص على فعل الطاعات  وتجنب المعاصي، ويبين لنا ربنا أن قدرته وسعت كل شيء فلو سأله كل الناس لأجابهم جميعًا دون ان ينقص ذلك من خزائنه، وفي النهاية أراد الله التنبيه على ضرورة مراقبة النفس والحرص على خشية الله فجميع الأعمال مكتوبة وعند العرض عليه لا يلوم كل إنسان إلا نفسه، فقد سبق وأكد أن الطاعة لك والمعصية عليك لا تزيد أو تنقص من ملكوته شيء.