يعد الانحراف الفكري أخطر انحراف يقع في المجتمع المسلم، وتتمثّل خطورته في أنه الطريق المعبّد إلى السلوكيات التي سيسلكها الشخص المتأثر بها، ويبرز خطر الانحراف الفكري على الناشئة والشباب بالذات، لأنه من أبرز التحديات التي تواجه أمننا الاجتماعي.
تعريف الإنحراف الفكري
لم يذكر تعريف للإنحراف الفكري في معاجم اللغة العربية ، فهو مصطلح حديث يعني بشكل عام انتهاك التوقعات والمعايير الإجتماعية ، والمعنى القانوني له هو أنه مخالفة القانون ، والمعنى الإسلامي له هو الإبتعاد عن الإستقامة ، أو ترك أمر الله به وفعل ما نهى عنه ، وبدأ الإنحراف الفكري نتيجة التشدد والغلو في أشياء لا يصح فيها ذلك ، حيث تجاوز البعض الحدود التي شرعها الله عز وجل لعباده ، ومن المعروف أن هذا التشدد ليس مستحدث بل كان موجودا على مر العصور في الأمم السابقة .
مخاطر الإنحراف الفكري
يساعد الإبتعاد عن انتشار الإنحراف الفكري على تحقيق الأمن والإستقرار للفرد والمجتمع ، الحفاظ على أموال ، وأعراض ودماء الآخرين ، لأن سيادة هذا الفكر تؤدي إلى الصراعات ، استهداف القيم والأخلاق ، إباحة الدماء والممتلكات ، هتك الأعراض والكرامة الإنسانية ، كما أن الإنحرافات الفكرية تضر بمصالح الفرد والمجتمع .
أسباب الإنحراف الفكري
العوامل الفردية
فهناك بعض الصفات الشخصية منها معدلات الذكاء ، المعرفة والكيان العاطفي للفرد ، وهي من الأشياء الأكثر تأثيرا على الفكر المنحرف لدى البعض .
العوامل البيئية
وتشمل الجوانب الإجتماعية ، السكانية ، الإقتصادية ، الثقافية والحضارية ، كما تعني بعض العوامل الخارجية المحيطة بالفرد والتي لها أثر كبير على سلوكياته .
العوامل الخارجية
وهي أساس بناء المجتمعات ، والتي من المفترض أن يسودها جو من التفاهم ، الحب والمودة ، حتى يصبح أفرادها صالحين ونافعين لأنفسهم ولمجتمعهم ، ولكن الأسر المففكة التي تعتمد على الوسائل السلبية في التربية تنتج أشخاص منحرفين فكريا وسلوكيا ، ومن الأسباب المتعلقة بذلك إما اتدليل الزائد أو القسوة الشديدة والعقاب المكثف .
فالجهل يعتبر تربة خصبة لنمو الإنحرافات والمعتقدات الفكرية الخاطئة التي تؤثر على الفرد والمجتمع .
فهناك العديد من علماء السوء ، المشعوذين وأهل الأهواء وعلماء السلطة ، الذين يؤثرون سلبيا الأفكار الإجتماعية مما يؤدي إلى انتشار الفتن وانحراف المجتمع ، وذلك لأن لديهم دوافع شخصية خاصة بها تستر وراء زعمهم بالعلم والمعرفة .
- انتشار الصراعات الطائفية والسياسية
وبذلك تكون هناك الكثير من الفتاوى المختلفة والأفكار المتعارضة والإتجاهات المتضاربة ، مما يؤثر على الأفكار والميول لدى البعض .
فالقنوات المختلفة ، الوسائل الإعلامة المسموعة أو المقروءة وشبكة الإنترنت ، تلعب دورا كبيرا في التأثير على الأشخاص سواء بالسلب أو الإيجاب ، مما ينتج عنه الكثير من التضاربات والإنحرافات الفكرية والسلوكية بين أفراد المجتمع .
حيث يسببان حالة من الإحباط واليأس ، انخفاض الروح المعنوية ، وعدم وجود أمل في المستقبل ، مما يجعله سهل التأثر بالأفكار المنحرفة والمتطرفة ، فهو شخص يائس ومستسلم مما يجعله فريسة لها .
علاج ظاهرة الإنحراف الفكري نفسيا ودينيا
ينبغي تربية النشأ تربية عقدية وترسيخ قضية التوحيد لديهم ، حتى يكون قويا ضد تيار الإنحراف الفكري ، بالإضافة إلى التربية السليمة والتركيز على نمو الطفل اللغوي والعقلي والذكاء منذ نعومة أظافره حتى لا يقع فريسة لهذه الأفكار المنحرفة ، والتركيز على بناء ضمير يقظ يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ .