الأسرة والمدرسة من أهم الحاضنات للإنسان في وقتنا الحاضر، فالإنسان يقضي الفترات الطويلة من حياته ما بين الأسرة في المنزل والمدرسة، فالأسرة والمدرسة، لهم الدور الكبير في تشكيل شخصية وأفكار الفرد، فلهما الدور المهم في تنمية قدرات الإنسان وتعريفه على المبادئ والمفاهيم والقيم التي تسود المجتمع، إذ لابد على الأسرة والمدرسة أن يستخدمون الأساليب المناسبة في بناء وتأسيس الطفل، والذي بتأسيسه يكون تأسيس قواعد وركائز المجتمع.
الأسرة والمدرسة هما المكانان الذي يتزود فيهما الفرد كل ما يحتاجه من قيم ومعارف، فلهما الدور الكبير على الشخص في شعوره بالأمن، وبالتالي ينعم الوطن بالإزدهار والرخاء، ويعمه الأمن والأمان، فما دور الأسرة والمدرسة في حفظ الأمن في المجتمع.
الأسرة والمدرسة
1 – تعتبر عملية التنشئة الاجتماعية هي العملية التي من خلالها يتمكن أفراد المجتمع من المشاركة في الحياة الاجتماعية، وممارسة أدوارا متعددة في المجتمع، وتضم مؤسسات التنشئة العديد من المؤسسات لكنها أهمهم على الأطلاق مؤسستا الأسرة والمدرسة.
2- الأسرة، هي الحاضنة الاجتماعية للطفل والمسؤولة بشكل مباشر عن تنشئته وتكوين شخصيته، ونموه الاجتماعي، وتغرس فيه كل القيم والأخلاقيات الجيدة السائدة في المجتمع
3- وبفضل العيش في الأسرة يتكون لدى الفرد ما يسمى بالروح العائلي، والاتجاهات الضرورية واللازمة للحياة في المجتمع ومن هذه الضروريات الأمن .
4- وتعد المدرسة المؤسسة الثانية المسؤولة عن تنشئة الفرد اجتماعيا كونها تمده يمجموعة من القيم والأنظمة السلوكية التي تجعله متكيفا مع المجتمع، كما تكسبه الطرق التي يمكنه من خلالها حل المشكلات.
ويمكن للأسرة والمدرسة أن يقدما نموذج جيد لمواطن يعرف أهمية الوطن ومنتمي له مستعدا أن يضحي بروحه من أجله، وبالتالي يقدم كل ما يمكنه في سبيل الحفاظ على الأمن والسلام المجتمعي الداخلي للمجتمع الذي ينتمي إليه.
دور الأسرة والمدرسة في حفظ الأمن
يمكن للأسرة والمدرسة كونهما المؤسستان اللتان يقضي الطفل أكبر قدر من وقته اليومي وسطهما، فيمكنهما أن
1 ـ يقوما بعملية التوعية التي تعرفه حقوقه وواجباته كمواطن ، خاصة أنه سيكبر ويمارس دوره بل ادوارا اجتماعية متعددة داخل المجتمع، ومن منطلق المعرفة بالحقوق والواجبات والتي على افتراض أن يلتزم بها كل أفراد المجتمع ، لوجدت مجتمعا ينعم بالأمن وتنتشر فيه قيم العدل والتراحم والمساواة، وهو ما يسهم بشكل غير مباشر في تعزيز الأمن الداخلي حيث يؤدي الجميع لواجباته إلى خفض مستوى الجريمة والعنف وبالتالي ينشر الأمن.
2ـ تقوم كل من المدرسة والأسرة بعملية التوعية للطفل حيث توعيانه بأهمية احترام وتقبل الآخر أيا كان نوع الاختلاف، كون ذلك مدعاة للحوار والتكامل لا الخلاف والتنافر، وذلك على اعتبار أن سيادة روح التعدد الفكري والحريات كفيل بأن يحافظ على السلام الداخلي للمجتمع، وهو ما يساهم في سيادة قيم ثقافية تحمي المجتمع من التمزق والفرقة لأنها قيم تؤمن بالتعددية وتقبل احترام الآخر.
3ـ تبثّان في الطفل القيم والسلوكيات والأخلاق الحميدة التي تعتبر الركائز الرئيسية لحفظ الأمن في الدولة، فكلما ارتفع المواطن بأخلاقه كلما قلت النعرات ووالفتن والقلاقل في المجتمع.
4ـ تعظم المدرسة والأسرة من قيمة المواطنة لدى الطفل وبشكل غير مباشر يكبر الطفل ليكون شابا منتمى بكل جوارحه للوطن ولديه استعداد لبذل الغالي والنفيس للتزود عنه بكل قوة ضد أعدائه الخارجيين، وجعله أولي وأهم الأولويات على نفسه.
5ـ لهما دور كبير في تنشئة الفرد فكرياً، مما يساعد على نهضة الدولة اقتصادياً، وعلمياً، وهاتان النهضتان تدفعان بالاستقرار نحو الأمام، وتقفان سداً منيعاً أمام أية محاولة للنيل من الأمن، واستقرار الوطن.
6ـ تبث كل من المدرسة والأسرة العديد من القيم الدينية الصحيحة، وهو ما يسهم في تنشئة أجيال لديها الوازع الديني ومحملة بقيم الحق والخير، وبالطبع شخص تمت تربيته على هذه النوعية من القيم والصفات السلوكية والطباع الأخلاقية الحميدة سيكون من السهل عليه التصدي لأي أفكار منحرفة تهدف إلى زعزة أمن واستقرار وسلامة أراضيه.
7ـ تؤدي التنشئة داخل الأسرة والمدرسة على نشر قيم التسامح والسلام إلى منع وسم المجتمع المسلم بسمات تقلل من شأنه أو تصفه بأنه مسؤول عن العنف، وتلصق به تهم ليست فيه استنادا إلى فكري فردي منحرف لدى بعض الأفراد، كما أن قيام المدرسة والأسرة بدورهما في نشر القيم الدينية التي تحث على التسامح وترحب بالأخر وتقبل التعدد والتنوع وتواجه الأفكار الشاذة والمنحرفة التي يقوم أصحابها باستخدامها على أنها رؤية الدين بقصد تضليل البعض.
8ـ ترسخ كل من المدرسة والأسرة من خلال التنشئة المفاهيم التي تجعل منه مواطنا صالحاً ملتزما مؤمنا بمدنية الدولة التي تقوم مؤسساتها على ضبط الأمن وحماية أمن وسلامة المواطنين، وما على المواطن الفرد إلا اتباع اللوائح والأنظمة والقوانين في الدولة، وهو الأمر الذي يقي الفرد من الانحراف السلوكي .