تعيش أمتنا العربية في وقتنا الحاضر حالة من الفرقة و التشرذم و الاختلاف و الانشقاق مما يجعل الحاجة إلى التضامن والتعاون أكبر بكثير من أي وقت مضى و ذلك بين كل الدول العربية ، حيث أن التضامن هو تلك الحالة التي لابد و أن يسعى إليها أي فرد أو جماعة أو مجتمع أو دول وذلك من أجل تحقيق الأهداف والنتائج والمصالح المشتركة فمفهوم التضامن هو أحد المفاهيم الخاصة بأشكال التعاون البشري ، وذلك في علم الاجتماع وهو من ضمن تلك الأليات الشديدة التميز والرقي والتي يقوم عدد من الأفراد أو الجماعات أو الدول فيها بالتعاون والتضامن من أجل الحصول على نتائج مشتركة وفعالة تحقق مصالحهم وغاياتهم ويكون هذا التضامن أو التعاون في جميع مناحي الحياة سواء المجالات السياسية أو المجالات الاقتصادية أو الشئون العسكرية أو المجالات العلمية أو الثقافية ، حيث لا يوجد مجتمع متحضر وراقي لا يوجد به تضامن مجتمعي وذلك بين جميع أفراده وجماعاته حيث يجب على كل فرد أن يكون له دور إيجابي وفعال في مجتمعه ، وذلك مهما بلغ دوره من بساطة فأي دور ولو صغير للغاية من جانب الفرد سيعود بالفائدة في النهاية على المجتمع ككل .

تعريف التضامن

هو ذلك المفهوم الذي يعني التكاتف و التعاون سواء بين أفراد وبعضهم أو جماعات وبعضها أو حتى دولاً وبعضها وذلك من أجل العمل على تحقيق أهداف ورغبات وأمال مشتركة تعود بالنفع والإيجابية والفائدة على جميع المتضامنون .

الأهمية البالغة لمفهوم التضامن في المجتمع

لمفهوم التضامن في المجتمع العديد من الفوائد والآثار الإيجابية والمنافع التي تعود على المجتمع ككل من خلاله ومنها :-

أولاً :- التضامن هو من أهم الوسائل لتحقيق الغايات والأهداف حيث أن الفرد الواحد لا يستطيع مهما بلغ من قدرات وإمكانيات أن يحقق كل الغايات وحده فالتضامن هو تكامل أدوار الجميع وتجميع لمهاراتهم الفردية والمعرفية مما يعنى سهولة وصول المجتمع أو الجماعة أو الأفراد لأهدافهم.

ثانياً :– مواجهة الفقر والبطالة والمرض وذلك من خلال التضامن بين الجميع والذي سيكون من نتائجه الإيجابية مساعدة الأغنياء أو القادرين لغير القادرين وبالتالي تتوافر سبل العمل وسبل العلاج من المرض ويعم الرخاء والتقدم .

ثالثاً :- التضامن هو العمل على زيادة نسب المعرفة والعلم في المجتمع لما يملكه التضامن من القدرة على التأثير بشكل إيجابي للغاية وكبير في مناقشة وتبادل الأفكار والمعارف الثقافية بين أفراد المجتمع مما يعمل على زيادتها والعمل على تصحيحها من الأخطاء أو النواقص أولاً بأول وبالتالي يكون مستوى المعرفة والعلم عند أفراد المجتمع عالي وبنسب جيدة مما يعود على المجتمع بالنفع والفائدة .

رابعاً :- التفعيل لعامل السرعة في إنجاز الأعمال والمهام والغايات وذلك وقتاً كبيراً من الممكن الاستفادة منه في أعمال أخرى .

خامساً :- العمل على توفير الجهد والتعب المبذول من جانب الأفراد نظراً لتعاونهم وتضامنهم من أجل تحقيق هدف واحد مما يكون من ضمن نتائجه تقليل الجهد المبذول لأنه قي تلك الحالة تم توزيعه على الجميع .

سادساً :- انتعاش الاقتصاد المجتمعي وزيادة الدخل الخاص بالأفراد في المجتمع .

سابعاً :- زيادة دور العمل التطوعي ، حيث كلما تم تشجيع الأفراد عليه زادت نسب المشاركة وعمت الفائدة على الجميع .

ثامناً :- التضامن كلما زاد مقداره زاد حب العمل والتعاون المثمرين الناس.

تاسعاً :- التضامن من أحد الوسائل الهامة لتفريج الكروب والهموم عن أصحابها فعندما يتضامن الجميع مع بعضهم البعض تقل نسب الآثار السلبية للهموم والمحن عن أصحابها وذلك لتكاتف الجميع من حولهم لمواجهتها .

عاشراً :- التضامن هو أحد الوسائل للعمل على زيادة معدلات الإنتاجية وتحقيق الأرباح في المؤسسات الاقتصادية أو الشركات ، حيث أن قد ثبت أن العاملين بمؤسسة اقتصادية ما حينما يتوافر لديهم عامل التضامن تزيد معدلات النجاح والربحية بتلك المؤسسة على العكس من تلك المؤسسة أو الشركة التي لا يتوافر لدى العاملين بها عامل التضامن وبالتالي يستغرق الوصول لتحقيق الأهداف الخاصة بالإنتاجية والربحية وقتاً أطول بكثير عن الأخرى المتضامنة .

إحدى عشر :- العمل على مواجهة ظاهرة الأنانية وحب الفرد لنفسه والتي يكون لها العديد من الآثار السلبية على أي مجتمع أو دولة أو كيان .

رؤية الدين الإسلامي لمفهوم التضامن :- حث الدين الإسلامي وحرص على التأكيد على أهمية التضامن والتعاون بين أفراده وذلك لأنه إحدى الأسس الهامة للنجاح في المجتمع وزرع روح الوحدة به وحمايته من مخاطر التفكك والاختلاف والتشرذم وصولاً إلى الانهيار ولذلك فقد جاء تأكيد الإسلام على التضامن والتعاون والتكاتف بشتى صوره وأشكاله في سبيل مصلحة المجتمع ككل .