تحوّلت المؤسسات التربوية في الفترة الأخيرة إلى مسارح للانحراف وارتكاب الجريمة، فبعد تطاول التلاميذ على بعضهم البعض وعلى أساتذتهم هاهم اليوم يتعاطون ويروّجون للمخدرات داخل الحرم المدرسي وهو الأمر الذي ذاع صيته وأصبح يشكّل هاجسا لدى الأولياء الذين أصبح خوفهم على أبنائهم من المدارس أكثر من خوفهم عليهم من الشارع. قصد الغوص والتعمق في الموضوع حاولت »صوت الأحرار« الاقتراب من بعض المدارس التي علمنا من مصادر مطلعة أن بعضا من التلاميذ المتمدرسين بها يتعاطون المخدرات داخل حرمها، والبداية كانت مع إحدى ثانويات براقي شرق العاصمة أين قابلنا بعض المتمدرسين بها أكدوا لنا أن المخدرات حاضرة داخل المؤسسة وبحوزة الكثيرين ومنهم من اعترف لنا بأنه يتعاطى.

الآفات الاجتماعية

هي عبارة عن مجموعة من السلوكيات السلبية التي ظهرت في المجتمعات ؛ والتي تسببت في الكثير من الأذى والضرر داخل المجتمع ، وقد تم استخدام لفظ آفة مع هذه السلبيات لأنها تكون مثل الآفة التي تؤذي المجتمع بشدة ، ومن أبرز تلك الآفات الإدمان بأنواعه والكذب  والمسكرات والتدخين والتنمر ؛ وغير ذلك الكثير من السلوكيات السلبية المتبعة.

الآفات الاجتماعية في الوسط المدرسي

تحولت المدارس في كثير من الأحيان إلى بؤر مليئة بالآفات الاجتماعية والتي قد تكون قاتلة في بعض الأحيان ، ومنها ما يلي :

إدمان المخدرات

وهي من أخطر الآفات داخل المجتمع ؛ حيث أنها تأخذ إلى طريق الهلاك أو قد يكون طريق الموت ؛ حيث أن بعض الطلاب قد ينجرفون نحو هذا الطريق القاتل نتيجة لبعض العوامل الداخلية والبيئية المحيطة بهم ، ومنها على سبيل المثال هروب الطالب من بعض المشكلات الأسرية التي قد تكون موجودة في حياته ؛ أو لخطورة سن المراهقة وعدم وجود الدليل والمرشد الذي يُبعده عن هذا الطريق ؛ أو نتيجة لوجود صديق سوء في حياته ؛ وأحيانًا يدمن الطالب من باب الفضول والعلم بالشيء ؛ إلا أنها كلها طرق تؤدي إلى الدمار وقد تودي بحياة الإنسان في أي لحظة.

التدخين

لا يقل التدخين خطورة عن الإدمان ؛ حيث أنه يقتحم المدارس لجلب الطلاب الصغار حتى يصبحوا مدخنين ، وهو من أخطر الأمور على المدى البعيد حيث أن التدخين يصبح عادة حياتية للإنسان ؛ ثم تبدأ رحلة الإعلان عنه بعد أن كان سرًا ، وذلك لعدم مقدرة الإنسان على التخلي عنه ، ومن المعروف أن التدخين يدمر الصحة ويبدد المال.

الزواج العرفي

انتشرت بشدة قصص الزواج العرفي داخل المدارس لهؤلاء الطلبة الذين وصلوا إلى سن المراهقة ، وهذا النوع من الزواج هو كارثة مجتمعية وأخلاقية بكل المقاييس ؛ حيث أنه زواجًا محرمًا من الناحية الدينية ، كما أنه مرفوض مجتمعيًا ، وذلك لأنه يدمر حياة الفتاة من كل الجهات والتي قد تُنجب من هذا الزواج المحرم  وتواجه العديد من المخاطر في حياتها ، كما يقابل الشاب العديد من المشكلات وأولها إجباره على إعلان الزواج الشرعي في كثير من الأحيان في وقت يكون فيه غير مستعد لتحمل أي مسؤولية لأنه لا يزال طالب.

التنمر

وهو السخرية من الآخرين والحديث معهم بشكل غير لائق ، وقد يؤدي التنمر إلى العديد من المشكلات وخاصةً داخل النفس البشرية التي لا تتحمل السخرية منها في كل الأحوال ، وقد نهى الله تعالى عن مثل هذه الأفعال المشينة لأنها تترك أثرًا سيئًا في النفوس قد لا يزول مطلقًا ، كما أنه يؤدي إلى تفاقم المشكلات بين الطلاب في المدارس ؛ مما قد يؤدي إلى وقوع البعض في خطيئة الجريمة والتي قد تؤدي إلى القتل وهو أبشع صور الجريمة ؛ وخاصةً حينما يحدث ذلك داخل الأوساط التعليمية التي تهدف إلى الرقي بمستوى الإنسان من خلال التعليم.