ابن زريق البغدادي يعرف بأنه هو أبو الحسن على أبو عبد الله بن زريق الكاتب البغدادي ، و يعرف بأنه من أشهر شعراء العصر العباسي ، حيث أنه قد ذهب ليرتحل من مكانه الأصلي ، حيث ذهب بعد ذلك إلى بلاد الأندلس ، ليقوم بالبحث و السعي وراء الرزق ، و ليستطيع أن يعيش حياته ، و لكنه قد ترك زوجته في بغداد على الرغم من شدة حبه لها ، و على الرغم من أنها كانت ضد سفره و لكنه قد سافر على أي حال و ذلك بسبب ضيق المعيشة .

ابن زريق البغدادي
و عندما وصل إلى الأندلس فإنه قد ذهب ليمتدح الملوك ، و ذلك لكي يجزوه بالعطاء و يقدر على العيش الكريم ، يتغير الحال إلى الأفضل ، و حتى يقدر العودة إلى زوجته و حياته القديمة مع الفلوس الوفيرة ، و لكن ما قد حدث أنه لم يحالفه الحظ و لم يحصل على المال الوفير ، و لم يستطع أيضا أن يحصل على المال ، و قد أصيب بالكمد و المرض و مات في الأندلس و دفن بها و لم يعود إلى وطنه .

شعر أبن زريق البغدادي
– مدح أبن زريق إلى أبي الخير : و عندما ذهب بن زريق البغدادي إلى الأمير أبو الخير عبد الرحمن الأندلسي ، ليقوم بمدحه مدحا بليغا ، و قد قام بتأليف قصيدة عظيمة ، و على الرغم من أن القصيدة كانت عظيمة و مهمة إلا أنه قد قام الأمير أبو خالد بإعطائه المال القليل ، و لذلك فقد شعر أبن زريق بالظلم و عبثية سفره إلى الأندلس ، و ذلك لقلة الأموال و المقابل الذي أخذه من الأمير أبو الخير ، مما قد جعله يتذكر زوجته و أنه تركها وحيدة و سافر مما قد زاده حزن و تعب .

و الجدير بالذكر أنه قد ذكر أن الأمير أبو الخير عبد الرحمن قد قام بإعطاء أبن زريق هذا المال القليل ليقوم بإختباره إذا كان أبن زريق يقوم بهذا المال طمعا في المال فقط أم أنه لم يكون يبحث عن المال ، و عندما قد سأل عنه و عن أصله فإنه قد أراد أن يزيد من عطائه له و قد أرسل إليه المبعوثين إلا أنهم وجدوه ميتا .

و قد وجدوا بجانبه أيضا رقعة من الورق و كان مكتوب عليها قصيدة قد كتبها قبل أن يموت لزوجته حبيبته ، و الذي قد تأثر مما حدث و ظل يبكي عليها حتى توفى .

– قصيدة لا تعذليه فإنه العذل يولعه : و هذه القصيدة تعرف بأنها هي القصيدة الوحيدة و التي قد أصبحت متبقية منه حتى عصرنا هذا ، كما أنها هي القصيدة التي قد وجدوها عند رأسه عندما وجد ميتا ، و تعرف هذه القصيدة بأنها من عيون الشعر ، و التي قد خضعت للدراسة من الشعراء و الأدباء و جميعهم قد أقروا و أشادوا بجمال هذه القصيدة .

و قد قام الشاعر أبو بكر العيدي بمعارضة هذه القصيدة أيضا بقصيدة أخرى تتكون من تسعة و أربعون بيت ، و كان أبن زريق في هذه القصيدة يقوم بمخاطبة زوجته و يؤكد على حبه و إخلاصه لها ، حيث كان يحكي لها قصته مع الغربة و المعاناة التي قد عاش بها في الأندلس ، و قد تكلم أيضا عن عدم رغبة زوجته في سفره مما قد جعله يحزن و يتحسر أكثر حتى أخر القصيدة و مات بعدها .

و قد أشاد الشعراء عن صدق مشاعر أبن الزريق و حرارة و مرارة تجربته و بلاغة لغته الشعرية المتفردة و التي قد نبعت من خياله الوثاب ، كل هذا إلى جانب صياغته البلاغية المميزة ، و إحساسه المرهف و الصادق لزوجته .