يعود أصل العباسيين إلى العباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي اشتهر بأبي العباس السفاح، حيث أنشأ مدينة بغداد عام 762م وجعلها مركزاً لهم، وتعتبر الخلافة العباسية هي الثالثة من حيث ترتيب الخلافات الإسلامية، وهي من ثاني السلالات التي حكمت في الإسلام، بعد أن تم القضاء على بني أمية ومطاردتهم وهزيمتهم، حيث لم يتبقَ منهم إلا فئة قليلة هربت إلى الأندلس، كما اعتمد العباسيون في البداية على قتال الأمويين بأنفسهم، واستخدموا الشيعة للعمل على زعزعة استقرار وأمن الحكم الأموي، الأمر الذي أدى إلى نجاح العباسيين وإعلان قيام الخلافة العباسية.
الدولة العباسية
هي واحدة من أقوى الخلافات الإسلامية التي شهد معها الإسلام الكثير من الفتوحات، تأخذ الترتيب الثالث بين الخلافات الإسلامية، أما عن سبب ظهورها فلقد أستمدت قوتها في الإزدهار والتكوين عن طريق ضعف الدولة الأموية في ذلك الوقت، وظلت تطارد كل من ينتمي إلى سلالة بني أمية حتى تضمن البقاء في سلام ،وبالفعل تأسست الدولة العباسية وكان من أهم الأسباب التي إتكأت عليها الدولة العباسية في الظهور والتكوين، هو وفاة الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك وحدوث العديد من الصراعات بين الأمويين نفسهم، وبالطبع ضعفت الدولة وحدث انقسام بداخلها وتكونت الدولة العباسية على أثر ذلك .
تأسيس الدولة العباسية
قام عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ” العباس بن عبد المطلب ” بتأسيس الدولة العباسية، عقب سقوط دولة الأمويين مباشرة، وكان ذلك في عام 750 ميلاديا، بعد تكوينها تم إعلان الدينار العباسي العملة الرسمية لها، وبدء في حصر مساحة الأراضي العباسية وأعلن أن مساحتها الحالية 10000000كيلو متر مربع ، أما عدد السكان الذين يعيشون على أرضها في ذلك الوقت وصل إلى 50000000 مليون نسمة، بالطبع كان الدين السائد في الدولة العباسية هو الدين الإسلامي وكانت تطبق الشريعة الإسلامية بكل أحكامها ،أما عن اللغة الرسمية كانت اللغة العربية .
عواصم الدولة العباسية
أتخذت الدولة العباسية مدينة الكوفة عاصمة لها، وذلك بداية من عام تأسيسها 750 ميلاديا وحتى عام 766ميلاديا ، ولكن بداية من عام 766 ميلاديا تحولت العاصمة وإنتقلت إلى مدينة بغداد واستمرت بغداد هي مركز الخلافة العباسية حتى عام 892ميلاديا، وهنا حدث تحول أخر حيث أصبحت العاصمة هي مدينة سامراء، وبداية من عام 1261ميلاديا وحتى عام 1517 ميلاديا أًصبحت مدينة القاهرة هي عاصمة ومركز إدارة وحكم الدولة العباسية.
أسباب سقوط الدولة العباسية
ولكن قبل السقوط ظهر “العصر الثاني وهو عصر الضعف”، حيث جاء خلفاء ضعفاء لم يتمكنوا من الصمود أمام التتار وضربتهم وتم قتل الخليفة، وسقطت الدولة العباسية على أثر ذلك ، ولكن ماهي أبرز وأهم أسباب سقوط الدولة العباسية ..
سيطرة الأتراك على الخلافة العباسية
عندما يكون الحكم في يد الخليفة فقط تكون الخلافة في أمان وقوة، وهذا ما كان يحدث في عصر القوة العباسي، ولكن عندما يبدأ الحكم ينقسم ويظهر قوات اخرى مثل الدول والإمارات الصغيرة ،هنا يبدأ إنهيار الدولة وهذا ماحدث في عصر الضعف العباسي، حيث خرجت القوة من يد الخليفة العباسي وتقاسمها معه الجنود الأتراك، الذين أعتمد عليهم في حماية الدولة العباسية، وبمرور الوقت تسربت القوة والحكم من يد الخليفة نفسه وأصبح الذي يدير الدولة ويسيطر عليها هم الجنود والقادة ،وبدأت المؤامرات والخطط من أجل قتل الخليفة وإسقاطه .
تدهور الحالة الإجتماعية
على رأس أسباب سقوط الدولة العباسية أيضا إنغماس المجتمع في حالة من الترف والطغي، بدلا من إنشغالهم في البداية بالفتوحات التي كانت تتم على يد الخلفاء العباسيين الأقوياء في عصر القوة، وبدأ المجتمع يعيش حالة من الفساد، وإنقسم إلى طبقتين، الطبقة الأولى تعيش حالة من الطرف والبزخ في ظل زيادة الماديات في ذلك الوقت فيقيمون حفلات الرقص واللهو ويتمتعون مع الجواري الحسان ، والطبقة الاخرى تدعوا إلى الزهد والعودة إلى الطريق الصحيح ومن هنا بدأت الإنقسام الداخلي في المجتمع .
ظهور الشعوبية
الشعوبية هم مجموعة من الأشخاص كانوا ينتمون إلى العجم ،”فبعضهم من الفرس والبعض الأخر من الأتراك “وكانوا يحملون بداخلهم كره شديد للعرب وللخلفاء العباسين والخلافة العباسية نفسها ، أما عن سبب ظهورهم في الدولة العباسية وزيادة عددهم فهذا بسبب خلفاء عصر الضعف الذين جلبوهم إلى الدولة بغرض خدمتها، وفي الحقيقة كانوا من أبرز أسباب سقوط الدولة العباسية .
سوء الوضع الإقتصادي
بعد أن كانت الدولة العباسية تعيش في حالة رخاء مادي وبزخ وطرف، بالطبع نفذ المال وقلة الإيرادات وبمرور الوقت انعدمت، ومن هنا ساء الوضع الإقتصادي بسبب الخلفاء الصعفاء الذين كانوا يعيشون في حالة لهو وترف دائم، وإنتهى الأمر بظهور تمردات ومظاهرات ضد الخليفة .
ظهور الدويلات والممالك
وهنا كانت نهاية الدولة العباسية، حيث بعد الفتوحات الكثيرة التي قام بها الخلفاء العباسيين الأقوياء اتسعت بقعة الدولة العباسية، وأصبح من الصعب بل من المستحيل أن يقوم بإدارة كل هذه الأراضي خليفة ضعيف، منشغل بحالة البزخ والترف، فهنا ظهرت الدويلات والمقاطعات الصغيرة، الذين شعروا بضعف الخليفة العباسي وأنفصلوا عنه، وتفككت الدولة العباسية وإنهارت ،وأصبحت مطمع للتتار وإنتهت وسقطت على يد شعب لا يرحم وهم ” التتار ”.