هارون الرشيد هو أبو جعفر هارون بن المهدي بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشميّ العباسيّ، ولد في منطقة الري، في عام 148ه، وكان والده أميراً على منطقة خراسان، وتميّز هارون منذ نعومة أظفاره بالشجاعة والقوة، وهذه الصفات العظيمة ساعدته على تولي قيادة العديد من الحملات، وهو شاب لا يتجاوز العشرين من عمره،وتوفي في قرية سناباذ إحدى قرى طوس، وفيها يوجد قبره.
سبب تسميته بالرشيد
– قام والده المهدي محمد بن المنصور بمنح هارون لقب الرشيد بعدما أرسله على رأس جيش كبير مكون من 95793 رجل لغزو الروم، وكان حينها يبلغ عشرون عاماً.
– وصل جنود الرشيد خليج البحر المطل على القسطنطينية، وكانت تحكمهم أيرين زوجة أليون الملقبة بأغسطه وكانت وصية على العرش لابنها قسطنطين البالغ من العمر تسع سنوات.
– عندما رأت الحاكمة القتل في الروم فقامت بطلب الصلح من الرشيد على أن تدفع له سبعين ألف دينار كل سنة، فقبل ذلك.
– أرسلت معه الهدايا لوالده الخليفة المهدي وتعاهدت مع الرشيد على هدنة لمدة ثلاثة سنوات.
– عاد هارون من تلك الغزوة إلى بغداد وقد فرح والده المهدي بانتصار ابنه وأطلق عليه لقب الرشيد وأخذ له البيعة ليصبح ولي العهد بعد أخيه الأكبر موسى الهادي ويكون هارون الرشيد ولي العهد الثاني
صفات هارون الرشيد
– كان كثير الخشوع والتدين فقد كان يبكي عند تلقيه المواعظ
– كان عالماً بالأدب وأخبار العرب والفقه والحديث.
– كان فصيحاً وله عدد من الأشعار ومحاضرات مع علماء زمنه.
– رجل شجاع وقوي وكانت غزواته كثيرة ولذلك تم إطلاق عليه لقب “جبار بني العباس”.
– كان رجل متواضع وكريم ولا يوجد خليفة أجود منه.
– كان يتميز بحسن السيرة والسلوك.
– كان يتميز بحب السنة وحبه توقيره للعلماء وتعظيم حرمات الدين وكان يكره الكلام والجدال بدون فائدة.
انجازات هارون الرشيد
– كان أول خليفة عباسي يتسلم قيادة جيش الغزوِ بنفسه دون أن يوكلها لشخص آخر
– حقق هارون الرشيد النهضة العلمية والأدبية في العصر الذي كان يعيش فيه حيث اقترب من الشعراء وأهل العلم والأدباء في مجالسه التي كان يجلسها.
– قام بتطوير نشاط التجارة الخارجية وكذلك الأمر بالنسبة للعلاقات السياسية بين الدولة العباسية وممالك أوروبا وأهدى هارون الهدايا القيمة والمميزة إلى الإمبراطور شارمان.
– تولى الخلافة العباسية وكان عمره خمسة وعشرين سنة وكنيته كانت أبي موسى ثم أبي جعفر.
– شهد عدد من الغزوات والوقائع مع ملوك الروم، وكانت جزيتهم تأتي إليه من القسطنطينية طوال فترة حياته.
– كان هارون الرشيد صاحب حادثة البرامكة التي تمكن من القضاء عليهم خلال ليلة واحدة.
أعمال هارون الرشيد
– كان له دو في اتساع رقعة الإسلام بعدما قام بفتح الكثير من البلاد.
– قام بنشر الأمن في البلاد، وازداد الرخاء، وكثر الخير في عهده.
– كان أول خليفة يلعب بالكرة والصولجان.
– كان يحرص على أداء الطاعة والعبادة حيث قال الخطيب البغدادي أن بعض أصحابه قالوا أن هارون كان يصلي في كل يوم مئة ركعة واستمر على ذلك حتى فارق الحياة.
– كان يتصدق كل يوم بألف درهم وكان يؤدي فريضة الحج ويأخذ معه مئة من الفقهاء وأبنائهم وعندما لا يحج كان يرسل إلى الحج ثلاثمائة رجل وينفق على حجتهم ويحضر لهم لبس الحج.
– قام بإنشاء أكبر مستشفى في عصره وأطلق عليها “مستشفى الرشيد” في بغداد، وكانت تضم أمهر الأطباء وتولى إدارتها يوحنا بن ماسويه وجبريل بن بختيشوع وكانت أشهر مستشفى في العالم القديم
وفاة هارون الرشيد
– تعرض هارون الرشيد لمرض في بطنه وكان لا شفاء له، وبالرغم من أن حالته الصحية كانت تسوء مع الوقت إلا أنه كان يخفي الأمر عن الجميع حتى أقرب الناس إليه ولداه المأمون والأمين.
– اضطر إلى السفر إلى خراسان لوضع حل للاضطّرابات والتمرد الذي كان يقوده الأموي رافع بن الليث، ولكن وهو في طريقه وعند مدينة طوس شعر بقرب انتهاء أجله فقام بكشف هذا الأمر لأحد أصدقائه المقربين.
– توفِّى عام 193هـ/809م عن عمر يناهز الثالثة والأربعين، وتم دفنه في مدينة طوس، بعد رفض الدولة الإيرانية تسليم جثمانه للبغداديين وسمي قبره بالهارونية
– كان هارون الرشيد في الأيام الأخيرة من عمره يبقى وحيداً وحزيناً، فبالرغم من أنه كان يحارب الفتن ويحل مشاكل الخلافة، إلا أنه كان يشعر بأن أبناءه على خلاف وأّن منهم من ينتظر نهايةَ عهد والدهم ليبدأ هو عهده.