الشاعر جرير هو أحد أهم شعراء العصر الأموي ، و قد عرفت أشعاره بالقوة و اشتهر بالهجاء ، و كانت له شهرة واسعة في هذا المجال .

الشاعر جرير
– نشأ جرير في بيئة صحراوية و عرف بكتابة الشعر ، و قد انتقل إلى العراق بعد مدحه للحجاج بن يوسف الثقفي .

– اتسم أسلوب حديد بالسلاسة الشديدة و البعد عن الألفاظ الصعبة الفظة ، ذلك الأسلوب الذي اتسم به شعراء هذا العصر .

– اشتهر جرير بشعر المدح و الهجاء ، و بشكل خاص تلك القصائد التي كتبها ليهجو فيها الفرزدق ، و كذلك القصائد التي كتبها ليمدح بني أمية ، فضلا عن براعته في شعر الغزل ، و قد كتب العديد من المؤلفات ، و كان له علاقة وطيدة بالخليفة عبد الملك بن مروان .

– أخذ عليه بعض الأخطاء النحوية ، و كذلك بعض الاختلافات في القوافي الشعرية ، و قد توفى في عام 114 هجريا ، و كان ذلك بعد وفاة الفرزدق .

افضل قصائد جرير
جرير يهجو الفرزدق و الأخطل
لمن الديار ببرقة الروحان…………………..إذ لا نبيع زماننا بزمان
نزل المشيب على الشباب فراعني….وعرفت منزله على أخداني
و إذا وعدنك نائلاً أخلفنه…………….وإذا غنيت فهن عنك غوان
عطر الثياب من العبير مذيلٍ………..يمشي الهوينا مشية السكران
شهدت عشية رحرحان مجاشع………بمجارفٍ جحف الخزير بطان
وطئت سنابك خيل قيسٍ منكم………قتلى مصرعةً على الأعطان
لما لقيت فوارساً من عامـرٍ……………سلوا سيوفهم من الأجفان
لله در يزيـد يوم دعاكــــم………….والخيل مجليةً على حلبـان
ما زال منزلنا لتغلب غالباً…………والله شرف فوقهم بنياني
فاقبض يدك فإنني في مشرفٍ…..صعب الذرى متمنع الأركان
تعب الأخيطل حين جد جراؤنا……حطم الشوى متكسـر الأسنان
ولقد وسمت مجاشعاً ولتغلب……عندي محاضرةً وطول هوان
قيس على وضح الطريق وتغلب…..يتقـاودون تقـاود العمـيان
ليس ابن عابدة الصليب بمنته……حتى يذوق بكأس من عادني
علقت في قرن الثلاثة رابع……مثل البكار لززن في الأقران
ولقيت راية آل قيس دونها……متل الجمال طلين بالقطــــران
هزوا السيوف فاشرعوها فيكم….وذوابلاً يخطرن كالأشطان
فتركنهم جزر السباع وفلكم…….يتساقطون تساقط الحمنان
ترك الهذيل هذيل قيس منكم…..قتلى يقبح روحها الملكـــان
فخسأ إليك فلا سليم منكـم…..والعـــــامـــران ولا بنو ذبيان
أحموا عليك فلا تجوز أرضاً….ما بين مصر إلى قصور عمان
والتغلبي على الجواد غنيمه…..بئس الحماة عشية الإرنــان
والتغلبي مغلب قعدت به……..مسعاته عبد بكل مكـــــان
لعن الإله من الصليب إلهه…….واللابســـين برانس الرهبان
والذابحين إذا تقارب فصحهم…شهب الجلود خسيسة الأثمان
من كل ساجي الطرف أعصل نابه….في كل قائمةٍ له ظلفان
تغشى الملائكة الكرام وفاتنا….والتغـلـبـي جنازة الشيطان
يعطى كتاب حسابه بشماله……وكتــابنــا بأكــفـنــا الأيمان
أتصدقون بمار سرجس وابنه…….وتـكـذبون محمد الفرقـان
ما في ديار مقام تغلب مسجد…..وترى مكاسر حنتم ودنان
و إذا وزنت بمجد قيس تغلب…رجحوا عليك وشلت في الميزان
غر الصليب ومار سرجس تغلب….حتى تقاذف تغلب الرجوان
تلقى الكرام إذا خطبن غوالياً…..والتغلبيه مهرها فلســان
تضع الصليب على مشق مؤخرتها….والتغلبيه غير جد حصان
قبح الإله سبال تغلب إنها ضربت….بكل مخفخفٍ خنـــــان

 

جرير يرثي زوجته
لولا الحياء لها جني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار
ولهت قلبي إذ علتني كبـرة وذوو التمائم من بنيك صغار
صلى الملائكة الذين تخيروا والطيبون عليـك والأبـرار
لا يلبث القرناء أن يتفرقوا ليل يكـر عليهـم ونهـار

 

قصيدة حيوا إمامة
حَيّوا أُمامَةَ وَاذكُروا عَهداً مَضى ”            “قَبلَ التَصَدُّعِ مِن شَماليلِ النَوى
قالَت بَليتَ فَما نَراكَ كَعَهدِنا ”                “لَيتَ العُهودَ تَجَدَّدَت بَعدَ البِلى
أَأُمامُ غَيَّرَني وَأَنتِ غَريرَةٌ ”                  “حاجاتُ ذي أَرَبٍ وَهَمٌّ كَالجَوى
قالَت أُمامَةُ ما لِجَهلِكَ ما لَهُ ”                “كَيفَ الصَبابَةُ بَعدَ ما ذَهَبَ الصِبا
وَرَأَت أُمامَةُ في العِظامِ تَحَنِّياً ”               “بَعدَ استِقامَتِها وَقَصراً في الخُطا
وَرَأَت بِلِحيَتِهِ خِضاباً راعَها”                  “وَالوَيلُ لِلفَتَياتِ مِن خَضبِ اللِحى
وَتَقولُ إِنّي قَد لَقيتُ بَلِيَّةً”                 “مِن مَسحِ عَينِكَ ما يَزالُ بِها قَذى
لَولا اِبنُ عائِشَةَ المُبارَكُ سَيبُهُ”            “أَبكى بَنِيَّ وَأُمَّهُم طولُ الطَوى
إِنَّ الرُصافَةَ مَنزِلٌ لِخَليفَةٍ”                  “جَمَعَ المَكارِمَ وَالعَزائِمَ وَالتُقى
ما كانَ جُرَّبَ عِندَ مَدِّ حِبالِكُم”              “ضَعفُ المُتونِ وَلا اِنفِصامٌ في العُرى
ما إِن تَرَكتَ مِنَ البِلادِ مَضِلَّةً”                 “إِلّا رَفَعتَ بِها مَناراً لِلهُدى
أُعطيتَ عافِيَةً وَنَصراً عاجِلاً”                “آمينَ ثُمَّ وُقيتَ أَسبابَ الرَدى
أَلحَمدُ لِلّاهِ الَّذي أَعطاكُمُ”                 “حُسنَ الصَنائِعِ وَالدَسائِعِ وَالعُلى
يا اِبنَ الخَضارِمِ لا يَعيبُ جُباكُمُ”            “صِغرُ الحِياضِ وَلا غَوائِلُ في الجَبا
لا تَجفُوَنَّ بَني تَميمٍ إِنَّهُم”               “تابوا النَصوحَ وَراجَعوا حُسنَ الهُدى
مَن كانَ يَمرَضُ قَلبُهُ مِن ريبَةٍ”             “خافوا عِقابَكَ وَاِنتَهى أَهلُ النُهى
وَاِذكُر قَرابَةَ قَومِ بَرَّةَ مِنكُمُ”                “فَالرِحمُ طالِبَةٌ وَتَرضى بِالرِضا
سَوَّستَ مُجتَمَعَ الأَباطِحِ كُلِّها”              “وَنَزَلتَ مِن جَبَلَي قُرَيشٍ في الذُرى
أَخَذوا وَثائِقَ أَمرِهِم بِعَزائِمٍ”                “لِلعالَمينَ وَلا تَرى أَمراً سُدى
يا اِبنَ الحُماةِ فَما يُرامُ حِماهُمُ”          “وَالسابِقينَ بِكُلِّ حَمدٍ يُشتَرى
ما زِلتُ مُعتَصِماً بِحَبلٍ مِنكُمُ”              “مَن حَلَّ نُجوَتَكُم بِأَسبابٍ نَجا
وَإِذا ذَكَرتُكُمُ شَدَدتُم قُوَّتي”              “وَإِذا نَزَلتُ بِغَيثِكُم كانَ الحَيا
فَلَأَشكُرَنَّ بَلاءَ قَومٍ ثَبَّتوا”                “قَصَبَ الجَناحِ وَأَنبَتوا ريشَ الغِنا
مَلَكوا البِلادَ فَسُخِّرَت أَنهارُها”             “في غَيرِ مَظلِمَةٍ وَلا تَبَعِ الرَيا
أوتيتَ مِن جَذبِ الفُراتِ جَوارِياً”                “مِنها الهَنِيُّ وَسائِحٌ في قَرقَرى