يوسف الصديق، أحد الأنبياء الذين بعثهم الله –عز وجل- إلى بني إسرائيل، وهو إبن سيدنا يعقوب عليه السلام، وقد لقبه نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- بأنه الكريم ابن الكريم، وقد ميّزه الله –سبحانه وتعالى- بشدة الذكاء والجمال، مما كان سبباً في إلقائه بالعديد من الفتن.
وكان سيدنا يعقوب شديد الحب والتعلق بإبنه يوسف، مما آثار غيرة إخوته، فألقوا به في الجب وهو صغيراً، وكان ذلك سبباً في إبعاد يوسف عن والده لسنوات طويلة، حتى عاد كوزيراً وعزيزاً لمصر. وعرف النبي يوسف بأنه بارعاً في تفسير الأحلام والرؤى، مما ساعده على تبوأ العديد من المناصب وحصوله على مكانة خاصة بين الناس، فضلاً عن براعته في تقدير الحسابات والموازين، والتي رشحته ليكون -عليه السلام- مسؤلاً عن بيت المال.
أين يوجد قبر سيدنا يوسف
من المعلومات المؤكدة والتي نعرفها جميعاً عن سيدنا يوسف، هي أنه توفي في مصر وتم دفنه فيها، وبعد دفنه تعددت الأقاويل والروايات حول مكان قبر سيدنا يوسف عليه السلام، ومن أهم هذه الروايات ما يلي:
الرواية الأولى: مقام سيدنا يوسف في نابلس
على الرغم من أن هذه المعلومة غير مؤكدة، إلا أن هناك مقاماً يعتبره أهل نابلس مكاناً مقدساً، يطلق عليه مقام سيدنا يوسف، ويقع بجانب تل بلاطة الآثري، يذهب إليه الفلسطينيون وغيرهم من المسلمين للوفاء بنذرهم في هذا المكان ويقوم البعض بهذه الزيارة كشكل من أشكال الطقوس الدينية. ولكن حقيقة الأمر، أنه ليس هناك أي معلومات تؤكد وجود جثمان سيدنا يوسف أسفل هذا المقام.
الرواية الثانية: مقام سيدنا يوسف وفقاً للرواية اليهودية
وفقاً لما جاء في التوراه، تشير الرواية اليهودية إلى أن قبر سيدنا يوسف يقع أيضاً في مدينة نابلس الفلسطينية، وبحسب هذه الرواية، فقد قام سيدنا موسى –عليه السلام- بأخذ جثة سيدنا يوسف أثناء خروجه من مصر ونقلها إلى مدينة نابلس في فلسطين بحسب وصية سيدنا يوسف.
ولكن ما يؤكد على عدم صدق هذه المعلومة، هو أن وفاة سيدنا يوسف حدثت بعد مجيء سيدنا موسى بما يقرب من 600 عام، وهذا ما يؤكد على أن القبر الموجود في نابلس هو مكان تذكاري فقط وليس المكان الحقيقي الذي دفن به سيدنا يوسف عليه السلام.
الرواية الثالثة: قبر سيدنا يوسف في مدينة الخليل
كما روت أحد أمهات الخلفاء العباسيين بأن قبر سيدنا يوسف، يوجد في مدينه الخليل في فلسطين، وبالفعل تم بناء قبراً لسيدنا يوسف في منطقة الخليل، وأصبح من الأماكن المباركة بهذه المدينة. وبعدها قامت الصحف المصرية بإطلاق العناوين الصحفية، التي تفيد بأنه تم اكتشاف مومياء تعود إلى سيدنا يوسف، ولكن ليس هناك أي معلومة مؤكدة حول هذا الأمر.