امتد عمر الدولة الأموية قرابة القرن ، وبالتحديد عاشت الدولة الأموية 91 سنة ما بين سنتى 41هـ و132هـ، وامتازت فترة الخلافة الأموية على قصرها - بالمقارنة بالخلافة العباسية - بوجود مجموعة من الحركات الفكرية والثورية كان أهمها:

الشيعة

وهم أقدم الحركات الفكرية ظهوراً. فقد ظهروا بمذهبهم في آخر عصر عثمان بن عفان. وهم أصحاب الرأى القائل بأولوية آل بيت النبى بالخلافة. وأحق آل البيت في نظرهم هو على بن أبى طالب. ولما جاء العصر الأموى ووقعت مظالم على آل البيت وخاصة العلويين رأى الناس في على وأولاده شهداء هذه المظالم واستغل دعاة المذهب الشيعى هذا في الدعاية لمذهبهم. ومع تطور الفكر الشيعى تفرق الشيعة إلى عدة مذاهب وطوائف بعضها معتدل والبعض الآخر تطرف وغالى حتى وصل إلى درجة تأليه على بن أبى طالب.

الخوارج

وقد نشأت حركتهم حين قبل على بن أبى طالب طلب معاوية بن أبى سفيان بالتحكيم في موقعة صفين حيث قام فريق من جند على وقالوا: إن التحكيم خطأ لأن معناه الشك فيما قمنا بالحرب من أجله. وطلبوا من الإمام على الإقرار على نفسه بالخطأ بل بالكفر لقبوله التحكيم. ولما لم يستجب لهم أجمعوا على الخروج من الكوفة إلى قرية تسمى حروراء وسموا حينئذٍ بالحروريه.

وأطلق عليهم البعض اسم الخوارج لأنهم خرجوا على الإمام على وصحبه. وقد انقسم الخوارج بعد ذلك إلى فرق كثيرة منهم المعتدل ومنهم المغالى ، وأعدل طوائفهم وأقربها إلى الإسلام هى الإباضية ولهذا كتب لها البقاء إلى اليوم.. أما باقى الخوارج فقد حاربوا الأمويين والعباسيين إلى منتصف القرن الثالث الهجرى فكانت نهايتهم.

ورغم وجود هذه الحركات وغيرها كالمعتزلة والجبرية والمرجئة لم تنشأ في فترة الخلافة الأموية دويلات مستقلة مثل التى ظهرت خلال الدولة العباسية ، فقد ظلت الدولة متماسكة رغم اتساعها الذى شهدته طوال فترة حكم خلفائها الأقوياء.