رسولنا الكريم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، اصطفاه الله تعالى من بين البشر جميعاً ليكون حامل الرسالة ومؤدي الأمانة، رسولنا الكريم هو أشرف الخلق والمرسلين فقد وصفه الله عز وجل وقال تعالى “وانك لعلى خلق عظيم” فقد وصف الله أخلاقة بالعظمة، حيث لا يوجد مخلوق بأخلاق الرسول ولا بنزاهته، حيث كان خلقه القرآن، صلى الله عليه وسلم.
ولد الهدى فالكائنات ضياء
ولد سيدنا محمد في شهر ربيع الأول من عام الفيل، ولد يتيم الأب ولم يقضي وقت مع أمه، وذاق اليتم منذ صغره حيث ماتت أمه أمنة بنت وهب وهو طفل صغير، وتربى في بيت جده عبد المطلب ثم انتقل وعاش في بيت عمه أبو طالب بعد وفاة جده، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعمل في رعي الغنم وبعدها عمل في التجارة فقد تزوج من السيدة خديجة بنت خويلد وهو عمره خمسة وعشرون عاما وتاجر لها في تجارتها وعرف في مكه بالصادق الأمين حيث أنه لم يكذب في حياته قط، وكان مثال للأمانه وكانت قريش تحفظ عنده الأمانات لأنه أأمن شخص في مكه بل في العالم، فهو خير الخلق كلهم .
دعوة النبي : وقد نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان عمره أربعين عاماً ونزل عليه جبريل وهو في غار حراء، حيث كان يتفكر في خلق الكون وجاءه جبريل عليه السلام وقال له إقرأ فقال له ما أنا بقارىء وكررها ثلاث مرات ثم قال له “اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم”
وقد عاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى زوجته الوفية السيدة خديجة بنت خويلد وهو يرتعد ويقول لها زمليني زمليني وهى طمأنته وهدأته وقالت له والله لن يخذلك الله أبداً، وأخذته إلى إبن عمها ورقة بن نوفل الذي قال له والله أنت النبي المنتظر، والذي نزل عليك هو الناموس الذي يتنزل على جميع الأنبياء، وأخبره وقال له ولسوف يؤذيك قومك ويخرجوك بسبب الدين الجديد ولو كنت شاهداً لأنصرك، وقد نزلت عليه النبوة، وقد بدأ بالدعوة إلى الله سراً ، وقد دعا إلى عبادة الله الواحد الأحد لأشريك له، وأول من أمن به السيدة خديجة بنت خويلد،فصدقته وتق كذبه الناس وكانت نعم الزوجة والسند والحماية فقد ساندته بمالها وقلبها رضي الله عنها، واستمرت الدعوة السرية ثلاثة عشر عاماً في مكة المكرمة،وقد لاقى الكثير من الإيذاء على يد قريش، ولكنه تحمل الإيذاء في سبيل نشر الدعوة الإسلامية للعالم أجمع
بدأت دعوة الرسول تأتي ثمارها وأسلم عددا كبيرا من أهل مكه وخافت قريش على مكانتها، فزادت في تعذيب المسلمين والعبيد، واشتد العذاب على المسلمين وضيقوا عليهم وعذبوهم، وخرج العديد من المسلمين مهاجرين إلى الحبشة حتى يبعدون عن التعذيب، واستمر الرسول ومن معه يتحمل إيذاء قريش الذي يزداد كل يوم، واتفقت قريش على قتل الرسول، وأن يأخذوا رجلا من كل قبيلة ويضربوه ضربة واحده حتى يضيع دمه بين القبائل، لكن الله حافظ نبيه ليؤدي الرسالة فأمره بالهجرة، وقد هاجر معه أبو بكر الصديق حيث قال له الصحبة يا رسول الله، واستقبل أهل المدينة الرسول استقبالا عظيماً، بالأناشيد والفرحة،وقد فتحت الأنصار بيوتهم وقلوبهم للمهاجرين، وكانت الهجرة فاتحة خير على المسلمين حيث زاد عددهم، وقوية شوكة المسلمين وذاع صيت الدين الجديد لكافة أرجاء الجزيرة العربية، وتمكن الرسول صلى الله علية وسلم من تأسيس دولة قوية قادرة على مواجهة أي خطر.
وفاة الرسول محمد
رسول الله صلى الله عليه وسلم انتقل للرفق الأعلى في العام الحادي عشر للهجرة، يوم 12 من ربيع الأول، ويصادف يوم وفاته أنه هو يوم ميلاده، واختلف البعض في تاريخ الوفاة فالبعض يذكر أن وفاته كانت يوم 28 صفر، وإن كان ربيع الأول هو الأرجح عند العديد من العلماء وتوفى الرسول صلى الله عليه وسلم وعمره ثلاثة وستين عاماً.
أخر شيء قام به الرسول صلى الله عليه وسلم هو خطب في الناس، وكانت أخر حجه له وسميت بحجة الوداع، وقام وخطب في الناس، وقد أوصاهم بالصلاة وأن يحافظوا عليها، وأوصاهم بالمحبة وأيضا صلة الأرحام، وأوصاهم بكل تعاليم الدين الإسلامي، وقد ظهرت علامات الرسول صلى الله علية وسلم، وعندما اشتد علية المرض استأذن زوجاته أن يذهب لبيت عائشه ويتلقى العلاج في بيتها فأذنت له زوجاته، وكان يعاني من الحمى وألما برأسه، وخرج في يوم على الناس وهو يربط رأسه من شدة الألم والصداع وجلس على المنبر وأعاد وصاياه من البر والرحمة والمؤاخاة، وقد أمر بخروج جيش أسامة بن زيد في المهمة التي أمرهم بها الرسول وهي محاربة الروم الذين اعتدوا بفلسطين، وكان دائم الدعوة لهم وكلما زارته الصحابة كان يدعوا لهم بالنصر وأن يوفقهم الله وأن يهديهم ويعلي من شأنهم،وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أبو بكر أن يؤم المسلمين في الصلاة، وكانت علامة على دنو أجلة وأن يكون أبو بكر خليفة المسلمين، وحانت اللحظة التي اختار فيها الرسول جوار ربه وكان عمره 63 عاما، ومات في حجر زوجته وحبيبته وبنت حبيبه السيدة عائشه رضي الله عنها ، وبموته أظلم الكون ولم تصدق الصحابة موت رسول الله وإنهار أبى بكر والصحابة وملآهم الحزن وكاد الصحابة يفتنون لولا قوة وصلابة عمر بن الخطاب حيين قال يا قوم من كان يعبد محمدا فإن محمدا مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، وبموت الرسول انقطع الوحي، وعندما مات الرسول كانت درعه مرهونه لدى يهودي وهذا دليل أنه مات فقيرا ولم يكن يريد الدنيا ولا متاعها بل اختار الرفيق الأعلى واختار الجنة، ونحن نشهد بأنك يا رسول الله قد أديت الأمانه ونصحت الأمة وكنت خير رسول بلغت ووفيت ونرجو من الله أن يلحقنا بك في الفردوس الأعلى معك وأن تسقينا بيدك الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا.