في الايام الباردة من فصل الشتاء ، يكون الحال على الفقراء خاصة في غاية القسوة ، هذا لعدم توافر المأوى الامن لهم في ظل هذه الظروف الجوية الصعبة ، وايضا لقلة الدفء والدفايات اللازمة ، والملابس ايضا وغلاء اسعارها يمنع الكثير من الفقراء من شرائها ، كل هذه الظروف تطلب من كل مقتدر ان يتعاون من اجل مساعدة المحتاجين الفقراء في هذه الفترة الاليمة ، وعلينا ايضا الدعاء لهم دائما بكلمات طيبة كالتي سوف يتم عرضها خلال السطور التالية .
دعاء البرد
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء البرد، وهو:
اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به
شرح الدعاء
- اللهم: نبدأ الدعاء بذكر الله تعالى، فهو المقصود بالدعاء.
- إني أسألك خيرها: نسأل الله تعالى الخير في البرد، وهو أن يكون رحمة من الله تعالى على عباده، وأن يدفع عنهم الضرر.
- وخير ما فيها: نسأل الله تعالى الخير في ما يحمله البرد من فوائد، مثل: تساقط الأمطار، ونمو النباتات، وتجديد الأرض.
- وخير ما أرسلت به: نسأل الله تعالى الخير في ما أرسله البرد من رحمة، مثل: نزول المطر، وسقوط الثلج.
- أعوذ بك من شرها: نسأل الله تعالى العوذ من شر البرد، وهو أن يكون نقمة من الله تعالى على عباده، وأن يتسبب في الضرر لهم.
- وشر ما فيها: نسأل الله تعالى العوذ من شر ما يحمله البرد من أضرار، مثل: الأمراض، والبرد الشديد، والكوارث الطبيعية.
- وشر ما أرسلت به: نسأل الله تعالى العوذ من شر ما أرسله البرد من نقمة، مثل: العواصف الثلجية، والفيضانات، والانزلاقات الأرضية.
فضل دعاء البرد
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن دعاء البرد ينفع من البرد، ويقي من شره.
كيفية الدعاء
يمكن الدعاء بدعاء البرد في أي وقت، ولكن يفضل الدعاء به عند أول نزول البرد، أو عند اشتداده.
سنن النبي في البرد
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بفعل بعض العادات ويحث عليها المسلمين في بعض الأوقات ، ومنها وقت البرد الشديد ؛ حيث ورد في صحيح البخاري عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ “كَانَ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اشْتَدَّ الْبَرْدُ بَكَّرَ بِالصَّلَاةِ وَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ أَبْرَدَ بِالصَّلَاةِ” ، وقد ذُكر عن التبكير أنه بمعنى صلاة الظهر في أول وقتها ، وقد ورد عن الترمذي أنه قال في سبب هذا “لأنَّ المقصود من الصلاة الخشوع والحضور ، وشدّة البرد والحر مما يشغل المصلي”.
ومما ورد أيضًا في السُنة النبوية الحث على إسباغ الوضوء في المكاره بمعنى إتمام الوضوء في الأوقات الصعبة والقاسية مثل شدة البرد ؛ حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ” ، وقد حثّ النبي على الصوم في الشتاء في قوله صلى الله عليه وسلم “الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ” ؛ حيث أن الصيام يكون يسير نظرًا لعدم حاجة الصائم للماء بشدة.
وقد أوضح النبي الكريم ما تعنيه شدة البرد في قوله صلى الله عليه وسلم “اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا ، فَقَالَتْ : يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا ، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ ، نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ ، فَهْوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ” ، ولذلك وجب الاستعاذة من شدة البرد ، وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول في وصيته إذا حضر الشتاء “إنّ الشتاء قد حضر ، وهو عدو ، فتأهَّبوا له أُهبته من الصوف والخفاف والجوارب ، واتخذوا الصوف شعارًا ( وهي ما يلي البدن) ودثارًا (الملابس الخارجية) ؛ فإنَّ البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه”.
حديث ضعيف عن الدعاء في شدة البرد
لقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث يُذكر أنه ضعيف الإسناد ، والحديث هو “إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ فَقَالَ الرَّجُلُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ : إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَ بِي مِنْ حَرِّكِ ، فَاشْهَدِي أَنِّي أَجَرْتُهُ ،
وَإِنْ كَانَ يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مَا أَشَدَّ بَرْدَ هَذَا الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ : إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي قَدِ اسْتَجَارَنِي مِنْ زَمْهَرِيرِكِ ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ ، قَالُوا : مَا زَمْهَرِيرُ جَهَنَّمَ ؟ قَالَ : بَيْتٌ يُلْقَى فِيهِ الْكَافِرُ ، فَيَتَمَيَّزُ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهَا بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ”.