آدم عليه السلام هو أوَّل من خلق الله تعالى من البشر ليجعله خليفته في الأرض، فخلقه وسواه وبثَّ فيه من روحه، ثمَّ علَّمه وكرَّمه على سائر الخلق.

قصة خلق آدم عليه السلام

قيل في خلق آدم أنَّ الله عز وجل أمر ملكًا من الملائكة أن يُحضِر له قَبضة من تُراب الأرض. فجاءه الملك بهذه القبضة، التي جمعت من التراب ما هو أبيض وأسود وأصفر وأحمر. ثُمّ بُلِّل هذا التراب بالماء ليُصبح طينًا، ثمَّ تركه الله عزَّ وجل حتى تماسك وصار فُخارًا أجوف، فنفخ فيه من روحه.

وما أن بدأت الروح تسري في جسد آدم عليه السلام، حتى فتح عينيه وبدأ يتلفَّت، والملائكة ينظرون إليه. فلمَّا سرت الروح في جميع جسده، علَّمه الله الأسماء كلَّها، ثم سأل الملائكة عنها، فلم يعرفوا جوابًا، فأمر الله سُبحانه وتعالى آدم أن ينبئهم بها، ففعل.

قال تعالى في سورة البقرة: (( وَإِذ قَالَ رَبُّك للمَلَائكة إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفسِدُ فِيها وَيَسفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحنُ نُسَبِّحُ بِحَمدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعلمُون * وَعلَّم آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُم عَلَى المَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئونِي بِأسْمَاءِ هَؤلَاءِ إِن كُنْتُم صَادِقِين * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَليمُ الحَكِيمُ * قَالَ يا آدَمُ أَنبِئهُم بِأسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُم بِأَسْمَائهمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُم إنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبدُون ومَا كُنْتُمْ تَكتُمُون )).

ثمَّ أخبرنا الله في القرآن الكريم، بعد ذلك، عن أمرِه للملائكة أن يسجدوا لآدَم، سجود إجلال وتقدير، لا سجود عِبادة. وكيف أنَّ جميع الملائكة امتثلوا لأمره فسجدوا، إلَّا إبليس الذي طغى عليه الكبر، فأبى أن يسجد كما أمره الله. فما كان من الله عزّ وجلَّ إلَّا أن طرده من رحمته إلى أبد الآبدين. فاستمهله إبليس ليغوي بني آدم أجمعين إلَّا عِباد الله المُخلصين.

وقد كان آدم وزوجته حواء، التي خلقها الله من ضلعه، أوائل من تعرَّضوا لغِواية إبليس اللعين؛ فقد أغواهما ليأكُلَا من الشجرة الوحيدة التي حرَمها الله تعالى عليهما، فلمَّا فَعَلا، عاقبَهما الله عزَّ وجل بالنزول من الجنة، ليبدأوا حياة الكفاح والعمل والتعمير في الأرض، بعد أن عَرِفا عدوهما جيِّدًا وتحسَّبا له.

لكن الله عزَّ وجل كان قد تاب على آدم وحواء عليهما السلام، قبل أن يُنزلهما إلى الأرض، وذلك بعد أن تابا إلى الله وأقرَّا بذنبهما. قال تعالى: (( فتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَوَّابُ الرَّحِيم )).