يعتبر العصر الجاهليّ أقدم العصور الأدبيّة، ويُطلق عليه بعض الدارسين بعصر ما قبل الإسلام، حيث يُعدّ عصراً قديماً جداً، وبعيداً كلّ البعد عن الزمن والوقت الحالي، ويراد من كلمة الجاهلية الحال التي كان عليها العرب قبل مجيء الإسلام، علماً أنّه عند نزول القرآن الكريم تمّ استحداث لفظة (الجاهلية)، وأطلقت على فترة ما قبل البعثة حتى فتح مكة، وإرساء قواعد الدولة الإسلامية الجديدة، ويُشار إلى أنّ الجاهلية من الجهل أي ضدّ العلم وعدم معرفة القراءة والكتابة، والجهل بالله تعالى وبرسله وبشرائع الدين، حيث تميزوا باتباع الوثنية والعبادة لغير الله تعالى، كما يُلاحظ أنّ التسمية مرتبطة بتوظيف العصبية الجاهلية والجهل، انطلاقاً من قول عمرو بن كلثوم
بداية ونهاية العصر الجاهلي
العصر الجاهلي يعرف بكل العصور التي كان الناس فيها جاهلين بالله والطريق الصحيح، العصر الجاهلي لا يقصد به الجهل العلمي أو المعرفي او الحضاري، فبعض الأقوال تذهب إلى أن العصور الجاهلية التي بين نوح وإدريس عليهما السلام وآخرون قالوا إنها بين نوح وآدم عليهما السلام، أو بين عيسى وموسى عليهما السلام، ولكن عصر الجاهلية الذي يعرف في هذا الزمان هو العصر الذي سبق عهد الرسول صل الله عليه وسلم ما بين قرن أو قرنين من الزمان.
يعرف الأدب في هذا العصر بالأدب الجاهلي، وهو كل ما أنتجه الأدباء العرب من شعر ونثر في الفترة قبل بعثة النبي، وعرف هذا العصر بعصر الجاهلية ليس لجهلهم العلمي بل لجهلهم بالعقيدة الإبراهيمية الصحيحة رغم أن بعض العرب كانوا يتبعوا الديانة الإبراهيمية.
الحياة الاجتماعية في العصر الجاهلي
ورغم كل الأمور المعروفة عن العصر الجاهلي، إلا أن العرب كان يعرف عنهم العديد من الصفات الحسنة مثل الشجاعة وإغاثة الملهوفين وعدم الكذب ونصرة الحق والكرم وصلة الرحم والعديد من الصفات الحسنة الأخرى، والتي شجعها الإسلام وأبقى عليها وحارب الصفات السيئة الأخرى مثل العصبية القبلية والعبودية وطرقهم في معاملة العبيد والجواري والتفاخر بالأهل والقبلية وشرب الخمر والقمار والربا والميسر.
والحياة القبلية جعلت القوم دائمين التنقل من مكان إلى آخر لقيامهم باحتلال أماكن القبائل الأضعف للبحث عن المأكل والمشرب، مما أدى إلى انتشار الحروب فيما بينهم مثل حرب الغبراء التي استمرت أكثر من مئة عام وحرب داحس.
أما عن المرأة ومكانتها في العصر الجاهلي فقد كانت منزوعة الحقوق، فقد كانت محرومة من الميراث وكانت أحيانا ً تورث كغيرها من الدواب، وكانت بعض القبائل يؤدون الفتيات متى يروق بفتاة.
مميزات العصر الجاهلي
لقد امتاز هذا العصر بالعديد من المميزات ومنها الجانب الأدبي فقد اشتهر العصر الجاهلي بظهور العديد من الشعراء الكبار التي ما زالت أشعارهم موجودة إلى الآن ويتم تدرسيها وجمعها في دواوين كنوع من التراث الأدبي للمنطقة العربية مثل أمرؤ القيس، وقد برزت العديد من القصائد التي نالت إعجاب الكثير، حتى أن بعض هذه القصائد تم جمعها وتدوين بعضها على جدران الكعبة بسبب مكانتها وعظمتها.
من أمثلة هذه الأشعار التي تم تعليقها على الكعبة معلقة امرؤ القيس وهو ابن ملك غضفان وأسد، وأمه هي أخت الزبير بن سالم، وكان يلقب بالملك الضليل، حيث كان يحب اللهو واللعب ويتميز شعره بالغزل، فالشعر الجاهلي كانت أغراضه إما الغزل أو الوصف أو الهجاء أو الرثاء أو الفخر أو المدح، كما كان يتم استخدام الشعر في الحكم على بعض القبائل أو بعض الأشخاص، وفي القصص والحكايات الخاصة بهم.
الشعر الجاهلي والبيئة الجاهلية
-الشعر الجاهلي يتميز بالصدق في التعبير.
-كان الشعراء العرب في العصر الجاهلي يستخدمون التصوير والاستعارات بشكل كبير.
-يتميز الشعر الجاهلي بالوضوح والواقعية والبساطة.
-الشعر العربي يمتاز بأنه منظم في الأفعال.
-كان العرب في العصر الجاهلي يعيشون في شبه الجزيرة العربية ومعظم هذه المنطقة هي صحراء، والعيش في الصحراء له طابع خاص تطبع العرب عليه، فهم يتحلون بالصبر والكرم والشهامة وحب الحرية والوفاء وغيرها من الصفات النبيلة.