يطلق هذا المصطلح على تلك الفترة التي سبقت ظهور الإسلام ، و قد كان هذا المسمى ، يرتبط بالجهل الديني ، الذي ميز تلك الفترة الزمنية ، أما عن الناحية الفكرية أو الأدبية لتلك الحقبة ، فلم تشهد أي نوع من أنواع الجهل على الإطلاق ، بل أنها كان لها طرازا فريدا ، و تنوع فكري مميز .
الدلالة الدينية على استخدام لفظ الجاهلية
ذكر في العديد من المصادر في الدين الإسلامي ، أن تلك الحقبة الزمنية التي سبقت نزول الإسلام ، كانت تعرف بالعصر الجاهلي ، و ذلك تبعا للعديد من المواضع في القرآن الكريم ، و منها قوله تعالى : ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ صدق الله العظيم و كذلك العديد من الأيات التي تم نعت تلك الحقبة فيها باسم الجاهلية .
الإسناد التاريخي للعصر الجاهلي
– يطلق المؤرخين و بشكل خاص من هم يدينون بالدين الإسلامي ، على تلك الحقبة بالعصر الجاهلي ، و ذلك تفريقا له عن ما حدث من تنوير ديني بعدها ، حيث كان العرب في تلك الحقبة يعبدون الأصنام ، و عدد قليل منهم يدين بالمسيحية ، و اليهودية ، فضلا عن النظام القبلي الجائر الذي عرف بالفوضوية ، إلى أن انتشر الإسلام بتعاليمه السمحة .
– أما عن الصفات التي سادت المجتمع في تلك الأثناء ، فقد تميزت بالبعد عن الاستقرار ، و كثرة نشوب المشاكل و الحروب فيما بين القبائل ، و على الرغم من ذلك فقد عرف عنهم الكرامة و الشجاعة و النبل و القوة .
المرأة في العصر الجاهلي
كانت المرأة في العصر الجاهلي ، مهضومة الحق ، لا يهتمون بها و لا يشغلهم شأنها ، فقد انتشر وأد الإناث ، و الإرغام على الزواج ، و المنع من الميراث ، و بعد ذلك نزل الدين الإسلامي الحنيف ، ليحفظ للمرأة كافة حقوقها و واجباتها .
الأدب في العصر الجاهلي
على الرغم من كل هذه المشاكل التي اشتهر العصر الجاهلي ، إلا أن هذا العصر قد عرف بالتقدم الفني و الأدبي ، فقد كان الأدب والشعر الجاهلي من أفضل العصور الأدبية و كانت تقام العديد من الأمسيات الشعرية الرائعة في تلك الأوقات ، و كانوا يتبارزون بالقصائد و المعلقات ، و قد كان من أشهر الدواوين التي عرفتها تلك المرحلة في الأدب العربي ، ديوان العرب ، و من أشهر الأسواق الشعرية في تلك المرحلة ، سوق عكاظ و الذي استمر بعد دخول الإسلام لفترة طويلة .
أشهر شعراء العصر الجاهلي
اشتهر العصر الجاهلي بعدد من أعظم الشعراء من منهم شعراء المعلقات ، و من بين هؤلاء الشعراء ، الشنفري ، المهلهل بن ربيعة ، و عنترة بن شداد ، و العروة بن الورد ، و الخنساء ، و السلكة أم السليك ، و الأعشى ، و عمرو بن كلثوم ، و لبيد بن ربيعة العامري ، و الحارث بن حلزة اليشكري ، و طرفة بن العبد ، و النابغة الذبياني ، و عبيد بن الأبرص و زهير بن أبي سلمى و غيرهم الكثيرين .
الحياة الاجتماعية في الجاهلية
اتسمت الحياة الاجتماعية في الجاهلية بالطابع الطبقي ، و الظلم و الجور ، تجارة الرقيق و عبادة الأوثان .