يُعرف إدوارد لي ثورندايك بأنه عالِم أمريكي متخصص في علم النفس، اشتُهرَ في أوائل القرن العشرين، وساهمَ بتطوّر نظام المدارس الحكومية الأمريكيّة بفضلِ صياغة إحدى نظريات التعلّم المرتبطة بسلوك الإنسان، والتي تفترض أنّ السلوك الذي يلجأ إليه الشخص يعتمد على نتائج الأحداث التي حصلت معه سابقاً، وقد تأثرَ العالِم سكينر بدراسة ثورندايك وبنى عليها نظريته التعليميّة الشهيرة عن السلوكية ألا وهي التكيّف الفعّال.
مسيرة ثورندايك العلمية
بعد تخرج ثورندايك من الجامعة، قدم أطروحة الدكتوراة في علم النفس التربوي في 1898 في جامعة كولومبيا، تحت إشراف جيمس إم سي كين كاتل، أحد الرواد المؤسسين للقياسات السيكولوجية.
توظف في كلية النساء كليفيلند، بولاية أوهايو، ثم تركها بعد عام ، ليعمل موجهًا في قسم علم النفس في كلية المعلمين في جامعة كولومبيا، وفضل البقاء طيلة حياته المهنية، يبحث في أمور التعليم و التعلم الإنساني والاختبارات العقلية، حتي في أصبح الرئيس الثاني لمجتمع البسيشوميتريكس (القياسات العقلية) في 1937.
طريقة البحث لدى ثورندايك
مهدت كتابات الباحثين والدارسين الطريق أمام المعلمين لاستخدام علم النفس الحديث، وفي 1913/ 1914نشر ثورندايك كتابه علم النفس التربوي المؤلف من 3 أجزاء، وطرح فيه أفكاره ونتائج أبحاثه التجريبية والإحصائية، كما أوضح فيه مبادئ قوانينه التي اعتمد عليها في أبحاثه في طريقة التعلم سواء التعلم الإنساني أو التعلم الحيواني، وذلك على الرغم من أن بدايات ثورندايك كانت في مجال نظريات التعلم والتعليم.
وتعتمد طريقة ثورندايك في البحث علي المشاهدة وحل المشكلات، من خلال التالي
1 – ضع الإنسان أو الحيوان في موقف يتطلب حل مشكلة ما.
2- رتب ردود الفعل أو الاستجابة المتوقعة.
3- من بين خيارات متعددة اختر الاستجابة الصحيحة.
4- راقب سلوك الحيوان أو الإنسان.
5- سجل هذا السلوك باستخدام مقاييس ومعايير كمية رقمية.
جاءت أفكار ثورندايك متممة ومكملة لبعض أفكار العالم التربوي جون ديوي، خاصة في علم النفس الوظيفي حيث قام بتطوير بعض أفكار ديوي وخرج بنظرية الارتباطية، والتي أصبحت مطلبا تربويا أساسيا طوال الخمسين سنة التالية لظهورها وتطبيقها في المجالات التعليمية.
قوانين ثورندايك
رأى ثورندايك من خلال نظريته الارتباطية، بأن عملية التعلم تتأثر وتستند على أربعة قوانين رئيسية هم
قانون الاستعداد
وهو أول قوانين ثورندايك الأولية، ويعني الظروف المحيطة بالإنسان أو الحيوان، والتي تجعل لديه الاستعداد للقيام باستجابة ما، وفق الوضع أو الموقف الذي يوجد فيه، ويعبر هذا القانون عن خصائص الظروف التي تجعل الاستعداد للقيام باستجابة معينة (كيفية الهروب من المتاهة) وفقا لوضع محدد (وضع معين كالحبس في صندوق المتاهة) مرتبط بفكرة الإثابة والعقاب، فالاستجابة تكون مشبعة في الحالة الأولى (الإثابة) وتكون غير مشبعة في الحالة الثانية (العقاب).
قانون المران (أو التدريب)
وهو ثاني القوانين ويرى فيه ثورندايك بأن العلاقة الارتباطية بين الوضع أو الموقف (الحبس في الصندوق) والاستجابة (كيفية الهروب) تقوى كلما تكررت هذه الاستجابة على ذلك الوضع، أي أن الرغبة في الهروب تزيد طالما بقي وضع الحبس قائما.
قانون الأثر (الثأثير)
ويرى فيه ثورندايك بأن العلاقة الارتباطية بين الوضع(الحبس) والاستجابة(كيفية الهروب) تزداد قوتها إذا كانت نتيجة الاستجابة مرضية، أي حققت نوع ما من الإشباع، وبالطبع تضعف قوتها إذا كانت نتيجتها غير مرضية فيكون ارتباط ذو ضيق أي لم يحقق إشباع .
قانون الاهمال
ويشير ثورندايك في هذا القانون إلى أن الارتباطات تضعف نتيجة عدم ممارستها واهمالها وتتم إعاقة الاهمال إذا كان سير الارتباطات اللازمة لحدوث عملية التعلم سهول وبسيط.