التضامن الإنساني يعني التكاتف والتعاون، و اهمية التضامن كبيرة في المجتمع، لا يمكن أن يقام المجتمع إلا من خلال التضامن والتعاون، فالناس يجب أن يكونوا في رابطة معينة تجمعهم مع بعضهم البعض، وتجعلهم أكثر اندماجًا، بهدف تحقيق الأهداف والغايات التي يمكن أن تعود بالنفع على المجتمع وكل أعضائه، ويوجد العديد من الفوائد والآثار الطيبة من هذا التضامن والتي تعود على كلا من الفرد والمجتمع على حد السواء .

أهمية التضامن الإنساني

1- التضامن هو القوة التي تحرك المجتمع، فكل مجتمع له مجموعة من الأفراد المتضامنين و المتكاتفين الذين يهدفون إلى جعل المجتمع أكثر ترابط وتماسك، فالمجتمع الذي لا يوجد فيه ترابط وتكافل وتضامن بين أفراده يكون مجتمع هش وضعيف، ويسهل تفكيكه والسيطرة عليه بسهولة ودون جهد، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم أننا يجب أن نتكاتف ونجتمع ونتضامن معا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله يرضى لكم ثلاثا، أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ” .

2- يتضح من هذا أن التضامن هو قوة للمجتمع وأن الله يبارك في المجتمع الذي يكون أفراده مجتمعين ومتضامنين معا، وأن هذا التضامن يعطي المجتمع القوة والهيبة، كما أن التضامن يكون وسيلة لتحقيق غايات الناس وأهدافهم، فكل فرد مهما بلغت قوته لا يستطيع أن يحقق كل الغايات والأهداف بمفرده، وبالتالي الحياة السوية تلزمها أفراد يتعاونون معا، والمجتمع الجيد هو الذي يتعاون أفراده مع بعضهم البعض، ويقدم كلا منهم الجهود والمهارات التي يستطيع القيام بها كل في مجال اختصاصه، وبهذا وحده يمكن أن تكتمل غايات الناس وتتحقق مطالبهم .

3- التضامن أيضا وسيلة تستطيع من خلالها تفريج الهموم والكروب عن الناس، فكل شخص معرض للهم والحزن والمشاكل في حياته، وعندما يكون التضامن موجود في المجتمع سيشعر الإنسان بجاره وأخيه، ويعرف همومه ومشاكله ويساعده على حلها، وقد قال النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ” .

4- إن التضامن يضمن زيادة الإنتاج في المجتمع، ويضمن أيضا تحقيق الأرباح لكلا من المؤسسات والشركات، تخيل مؤسسة كل العاملين فيها متضامنين ومتعاونين معا، كيف ستحقق أرباح ونجاح، وفي المقابل تخيل مؤسسة مهما كانت كبيرة أن يكون أفرادها غير متعاونين أو متضامنين معا، كيف أنها ستنهار في أقرب وقت ممكن، وبالتالي التضامن يضمن زيادة إنتاج أي مؤسسة مما يعود بالفائدة على الجميع .

5- كل الدول والحكومات تدرك جيدا مفهوم التضامن في المجتمع، من أجل تحقيق أقصى قدر من القوة في البلاد، لذا تقوم العديد من الدول بإنشاء تكتلات وأحزاب تنشر مفهوم التضامن في المجتمع، من أجل الوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة، ومن أشهر المنظمات في هذا المجال : منظمة التعاون الإسلامي التي تجمع تحت مظلتها كل الدول الإسلامية العربية منها والأجنبية، ومجلس التعاون الخليجي الذي يضمن تحت مظلته كل دول الخليج العربي .

نصائح الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهمية التضامن

أوصانا الرسول بأهمية الجماعة والتضامن والتعاون، ففي حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” نضر الله عبداً سمع مقالتي هذه فحملها, فرب حامل الفقه فيه غير فقيه، ورب حامل الفقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن صدر مسلم، إخلاص العمل لله عز وجل، ومناصحة أولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ” .

وقد خطب عمر رضي الله عنه في الشام خطبه قال فيها : ” قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم، فقال : ” استوصوا بأصحابي خيراً، ثم الذين يلونهم، ثم الذين لونهم، ثم يفشوا الكذب حتى يعجل الرجل بالشهادة قبل أن يسألها، وباليمين قبل أن يسألها، فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد ومن الاثنين أبعد، فمن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن ” .